بيان النجاة مما نحن فيه
لفضيلة الشيخ الدكتور
مجدي عاشور
المستشار الأكاديمي لمفتي الجمهورية
إلهي ..
تمر علينا هذه الأيام أحداث جسام .. قد نرى فيها ابتلاء .. أو عناء .. أو شدة لم نعهدها قبل ذلك .. فيظن بعضنا أن الهلاك قادم لا محالة .. فيخاف ويرتعب ونراه كل لحظة بحالة .. ويصبح أسير الأخبار والشائعات .. يدور يبحث عنها حتى إنه صار وقته كله خوفًا وأنينًا وآهات .. فيعيش بلا طعم .. ويأكل بلا ذوق .. ويتخبط عند كل نبأٍ بل حتى عند سماع أَيِّ صَوْت ..
وما فكَّرَ مرةً أن يترك الانشغال بالمخلوق دون الخالق .. لو فعل ذلك لوجد النجاة عنده بل سيعرف كثيرًا من الحقائق .. يراها في توكل عصفور أو يقين نملة تعرف أن الأمور كلها .. من أولها إلى منتهاها بيد رب الخلائق .. ويزيد شرفُ المؤمنِ بأن ربه قد أنزل له كتابًا فيه النجاة من المهالك .. إذ فيه الوقاية والعلاج لأشد مما نحن فيه ولكن لا يعرفها إلا القارئ والسالك ..
فيا إلهي .. أوْقِفْنَا على شيءٍ مِمَّا هنالك .. عسى أنْ نُوقِنَ بعدها أنك وحدك من ينجي من المهالك ..
وكأني أسمع : يا عبادي .. ألم تسمعوا قولي في بيان النجاة مما أنتم فيه ؛ بل مما هو أعظم من ذلك .. اسمعوا واعملوا بما في آياتي : (فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكَ تَتَمَارَىٰ . هَٰذَا نَذِيرٞ مِّنَ ٱلنُّذُرِ ٱلۡأُولَىٰٓ . أَزِفَتِ ٱلۡأٓزِفَةُ . لَيۡسَ لَهَا مِن دُونِ ٱللَّهِ كَاشِفَةٌ . أَفَمِنۡ هَٰذَا ٱلۡحَدِيثِ تَعۡجَبُونَ . وَتَضۡحَكُونَ وَلَا تَبۡكُونَ . وَأَنتُمۡ سَٰمِدُونَ . فَٱسۡجُدُواْۤ لِلَّهِۤ وَٱعۡبُدُواْ) .
عبادي : عليكم بكثرة السجود والخضوع لي وحدي .. وافعلوا الخير والنفع لكل مَن هو تحتَ سمائي وفي أرضي ..
الحمد لله .. الحمد لله .. عرفنا طريق النجاة يا آخذًا بكل يد ..
يا رب ..