كتب – رفعت عبد السميع :
ألقي سفير جمهورية طاجكستان لدي جمهورية مصر العربية ضراب الدين قاسمي كلمة بمناسبة عيد الإستقلال ال31 لطاجاكستان وهذا نصها: ”
السيدات والسادة!
في البداية، أود أن أحييكم وأشكركم على حضوركم المؤتمر الصحفي في سفارة جمهورية تاجيكستان وأتمنى لكم موفور الصحة والعافية وكل النجاح.
أعلنت جمهورية طاجيكستان استقلالها في 9 سبتمبر 1991، وهي تتطور منذ 31 عامًا كدولة مستقلة ذات نهجها الخاص، والمعترفة بالقيم الإنسانية العالمية والحامية للمصالح الوطنية.
وتجدر الإشارة إلى أن السنوات الأولى للإستقلال كانت صعبة للغاية وكانت فترة امتحانات خطيرة لشعبنا. ومع ذلك ، خلال هذه الفترة التاريخية القصيرة ، تحولت بلدنا من “ممزقة بالحرب ” إلى دولة نامية وتقدمية ونشيطة للغاية في المنطقة والعالم.
لقد حققنا كل هذا بفضل السياسة الرشيدة والبعيدة النظر لمؤسس السلام والوحدة الوطنية – زعيم الشعب، رئيس جمهورية تاجيكستان، إمام علي رحمان ، بدعم فعال من شعبنا والمجتمع الدولي و خاصة من قبل أقرب شركائنا وحلفائنا. أكد رئيس الدولة، زعيم الشعب إمام علي رحمان ، أن أحد أهم إنجازات الإستقلال هو الحصول على دولتنا، وهي في الأساس ديمقراطية وقانونية وعلمانية وذات توجه اجتماعي.
وقام فخامة الرئيس إمام علي رحمان رئيس جمهورية تاجيكستان بزيارة رسمية إلى جمهورية مصر العربية خلال الفترة 9-11 مارس 2022م. وأن زيارة فخامته تأتى تزامنًا مع مرور ثلاثين عامًا على اعتراف مصر بتاجيكستان المستقلة،
وفى اليوم الأول من شهر أبريل سنة 2023 سوف نحتفل بمرور 30 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وأن زيارة فخامة الرئيس إمام علي رحمان رئيس جمهورية طاجيكستان ولقاء فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية رغبة دوشنبه والقاهرة في المضي قدمًا نحو الارتقاء بعلاقاتهما إلى مستوى تطلعات الشعبين التاجيكي والمصري،
وذلك فى اطار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين. واتفق زعيما البلدين الصديقين على تعزيز التنسيق فى المجال الأمنى وتبادل المعلومات والخبرات بين البلدين فى مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة كخطر عالمى بات يهدد معظم دول العالم،
بالإضافة إلى النظر فى إمكانية تعزيز التعاون بين البلدين فى مجالات تطوير الرى وتعظيم الاستفادة من الموارد المائية والطاقة الكهرومائية والتعدين والزراعة والسياحة والصحة والتصنيع الدوائى. وشهدت العلاقات تطورا ملحوظا بفضل هذه الزيارة الرسمية لرئيس جمهورية طاجيكستان إلى مصر ودخلت العلاقات مرحلة جديدة من التعاون. الأهمية التي توليها طاجيكستان لتعزيز التعاون الاقتصادي مع مصر في ضوء التقارب التاريخي والثقافي للشعبين الطاجيكي والمصري والمصالح المتبادلة.
وجمهورية مصر العربية، باعتبارها من الدول المحورية في منطقة الشرق الأوسط والقارة الأفريقية، تحتل مكانة مهمة في السياسة الخارجية لجمهورية طاجيكستان ولدى تاجيكستان ومصر الكثير من القواسم المشتركة والتشابه، مثل التاريخ العريق والثقافة الغنية، فضلاً عن المشاركة النشطة والدعم لبعضهما البعض في القضايا الدولية والإقليمية.
أسلافنا وأجدادنا الطاجيكيون العظماء مثل الإمام البخاري والإمام الترمذي والإمام أبو حنيفة لهم إسهامات عظيمة في تنمية العلوم الإسلامية.
ولقد ترك العلماء العظماء أصلهم من أصول طاجيكية مثل أبو علي بن سينا وأبو ريحان بيروني وأبو نصر الفارابي ومحمد خارزمي وغيرهم الكثير من المؤلفات العلمية القيمة للعالم. وجاء بعض علمائنا مثل أبو نصر الفارابي وناصر خسرف وأحمد فرغاني إلى أرض مصر في قرون مختلفة وعاشوا وأبدعوا المؤلفات هنا لسنوات عديدة.
كما يعتبر الدورة الثالثة للجنة الحكومية الطاجيكية المصرية المشتركة للتعاون الإقتصادي والعلمي والفني التي يجرى حاليا الإعداد لعقدها تحت تنسيق الجانبين مهما لتعزيز مجالات التعاون الاقتصادي وعرض الفرص الإستثمارية بين البلدين مع التركيز على مجالات الإستثمار والتجارة والصناعة والتعدين والزراعة والإتصالات وتكنولوجيا المعلومات والصحة والدواء والكهرباء والطاقة والسياحة والتعليم والبحوث العلمية وحماية البيئة والثقافة والاعلام والشباب والرياضة وتأسيس مجلس الاعمال بين البلدين.
الحضور الكرام،
فخامة الرئيس إمام علي رحمان رئيس جمهورية تاجيكستان هو صاحب أربع مبادرات عالمية عظيمة في مجال المياه: “السنة الدولية للمياه العذبة 2003 “، والعقد الدولي للعمل “الماء من أجل الحياة ، 2005-2015″، و”السنة الدولية للتعاون في مجال المياه، 2013″، والعقد الدولي للعمل “المياه من أجل التنمية المستدامة ، 2018-2028” ;
كما أصبحت طاجيكستان على مدى العقدين الماضيين وعلى مدى العقد المستقبل دولة ذات مبادرات مائية في الأمم المتحدة، والمعروفة دوليًا باسم عملية دوشانبه.
كما استضافت طاجيكستان مؤتمرات لتنفيذ مبادراتها العالمية في مجال المياه وأهداف المؤتمر الدولي الثاني الرفيع المستوى حول العقد الدولي للعمل “الماء من أجل التنمية المستدامة، 2018-2028” تحت عنوان “تشجيع العمل والشراكة في مجال المياه على المستويات المحلية والوطنية والإقليمية والعالمية”، الذي عقد في الفترة من 6 إلى 9 يونيو 2022م في مدينة دوشنبه.
كما نذكر مبادرة فخامة الرئيس إمام علي رحمان رئيس جمهورية طاجيكستان حول إعلان سنة 2025م كالسنة الدولية لحماية الأنهار الجليدية.
إن أنهار الجليدية في بلادنا تذوب بسرعة بسبب التغيرات المناخية. حتى الآن، ذاب بالكامل أكثر من 1000 النهر الجليدي من 14000 في طاجيكستان. على مدى العقود القليلة الماضية ، انخفض الحجم الإجمالي للأنهار الجليدية في بلدنا ، والتي تشكل أكثر من 60 ٪ من موارد المياه في منطقة آسيا الوسطى.
ونأكد على ضرورة الحفاظ على درجة حرارة الأرض، مشيراً لخطر ذوبان الجليد وما ينتج عنه من إرتفاع منسوب سطح البحر والتأثير على المناطق المنخفضة حول العالم وتأثير التغيرات المناخية المتمثل فى ذوبان الجليد على قمم الجبال الأمر الذى يتسبب فى زيادة الفيضانات في أحواض الأنهار بوسط آسيا، وما ينتج عن ذلك من نزوح السكان.
كما أود أن أشير إلى مبادرات فخامة رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي المعنية بالوقاية من ظاهرة الإحتباس الحراري،
بما في ذلك جدول أعمال قمة تغير المناخ التي ستنعقد في الفترة من 8 إلى 9 نوفمبر 2022م بمدينة شرم الشيخ في جمهورية مصر العربية.
إن علاقات التعاون اليوم بين طاجيكستان ومصر في مجالات الإقتصاد والتجارة والإستثمارات لم ترتقي بعد إلى مستوى علاقاتهما السياسية،
وفي هذا الصدد، أؤكد على ضرورة إستغلال الفرص المتاحة لتوسيع التعاون في مجالات التجارة والإقتصاد والإستثمار. في الوقت نفسه، لا يلبي حجم التجارة الخارجية بين طاجيكستان ومصر مطالب ورغبات البلدين.
فإن جهود المؤسسات ذات الصلة مهمة جدا من أجل تحسين التعاون في هذا المجال وزيادة حجم التجارة بين البلدين. وهناك إمكانات لتعزيز التعاون المستقبلي في مجالات مثل إقامة مشروعات مشتركة في مجالات الطاقة الكهرومائية والنفط والغاز وتطوير التعاون في قطاع البنوك والضرائب والسياحة، مؤكدا حرص بلادنا على التعاون مع مصر في مجال الصحة.
فنحن نسعي إلي تطوير التعاون مع مصر في مجال السياحة والإستفادة من التجربة المصرية في هذا القطاع باعتباره واحدا من مجالات التعاون الواعدة بين البلدين.
واقترح الجانب الطاجيكي مشروع الإتفاقية بين حكومة جمهورية طاجيكستان وحكومة جمهورية مصر العربية حول التعاون في مجال السياحة لجانب المصري.
كما ستكون الطبيعة الفريدة والمعالم السياحية الرائعة لطاجيكستان ممتعة للغاية للسياح المصريين. وهناك لم نجد احصائيات صحيحة لسياح من طاجيكستان القادمة لمصر لأنهم يزورون مصر عبر دول مختلفة.
ونسعى لفتح وتنظيم خطوط الطيران المباشرة بين البلدين حيث لها أهمية خاصة لتنمية العلاقات في هذا المجال.
وتولي طاجيكستان اهتماماً خاصا لعملية إقامة وتعزيز التعاون من أجل توسيع القدرة على توليد “الطاقة الخضراء” من المصادر المتجددة. وأن نهج الشامل هو الذي يمكن أن يوفر أساسا موثوقا لحل المشاكل الحالية ، وتطوير اقتصاد “أخضر” وتنمية مستدامة.
الجدير بالذكر بمساهمات مشتركة التاجيكية والمصرية في “الإئتلاف الدولي للمياه والمناخ” التى تهدف بشكل رئيسى لتحقيق التكامل بين أجندتى المياه والمناخ وتبنى سياسات رشيدة للتعامل مع قضايا المياه والمناخ،
والتعجيل من تحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة والمعنى بقطاع المياه، ويعمل هذا الإئتلاف تحت قيادة عدد كبير من المؤسسات الأممية المعنية مثل المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
استضافة مصر لقمة المناخ بشرم الشيخ فرصة كبيرة لتعزيز العمل المناخي الدولي حيث مبادرة مصر في هذا المجال قريبة جدًا من مبادرات تاجيكستان في مجال المياه وذوبان الأنهار الجليدية.
أود أن أذكر مبادرة فخامة الرئيس إمام علي رحمان رئيس جمهورية تاجيكستان حول إعلان سنة 2025م كالسنة الدولية لحماية الأنهار الجليدية ونحن على ثقة لمشاركة الوفد التاجيكي رفيع المستوى في هذا المؤتمر.
وتجدر الإشارة أن الأزهر الشريف كأهم مؤسسة دينية إسلامية تتولى نشر الفكر الصحيح للدين الإسلامي وقيم التسامح والمحبة والسلام وروح الوسطية والإعتدال واحترام وتقبل الآخر و مواجهة التطرف و الإرهاب.
في هذا السياق جدير بالذكر أن قرر فخامة الرئيس إمام علي رحمان رئيس جمهورية طاجيكستان إعلان عام 2009 عام الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان في طاجيكستان وفي شهر سبتمر عام 2009 قام الوفد الأزهري الكبير برئاسة الإمام الأكبر الشيخ الأزهر المرحوم محمد سيد طنطاوي بزيارة طاجيكستان للمشاركة في إحتفالات رسمية بمناسبة مرور 1310 سنوات على مولد الإمام أبي حنيفة.
ومبادرة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حول ضرورة تجديد الخطاب الديني لإنقاذ الإسلام والمسلمين إنه أمر ضروري وفي الوقت المناسب جدا لحفظ عقيدة المسلمين والخاصة الشباب من الأفكار الخاطئة.
كما نشيد بالتعاون المثمر والموثوق القائم بين المؤسسات الدينية الطاجيكية ومؤسسة الأزهر الشريف.
هناك ضرورة تعزيز التعاون بين البلدين في مكافحة الإرهاب والتطرف وتهريب المخدرات والجريمة المنظمة العابرة للحدود والتهديدات والتحديات الإقليمية والدولية الأخرى
وكذلك حظر أنشطة الأحزاب والجماعات غير الشرعية ضد مصالح الأمن القومي وليس فقط لضمان أمن بلدانهم ولكن لأمن المنطقة أيضًا. طاجيكستان تدعم مصر في جهودها للقضاء علي الإرهاب، وتحقيق الأمن والإستقرار في مصر امر مهم ليس بالنسبة لها فقط بل على المستوى الإقليمي والدولي أيضًا ومن جانبنا نشيد بالتكاتف المصري مع طاجيكستان في مجال مكافحة تحديات مشتركة أمنية.
وفي هذا الصدد، أود أن أشير إلى أنه في الفترة من 18 إلى 19 أكتوبر 2022 سيعقد مؤتمر دولي رفيع المستوى بعنوان “التعاون الدولي والإقليمي في مجال الأمن وإدارة الحدود لمكافحة الإرهاب ومنع تنقل الإرهابيين” في دوشانبه
وحيث تمت دعوة الوفد المصري للمشاركة فيه.
وختاما نعتقد اننا نطلع إخوتنا المصريين على انجازات ونجاحات ملموسة حتى احتفالنا بالذكرى 30 من إقامة العلاقات الدبلوماسية يوم 1 من شهر أبريل سنة 2023 في المجالات الكافة وبينها التعاون المثمرة في مجال الإقتصاد والتجارة والإستثمار بين البلدين ” .