كتبت : إيمان عوني مقلد
أفاد مسؤول أمريكي وكالة فرانس برس أمس بأن الانسحاب العسكري من أفغانستان سيتم قبل الموعد المحدد بكثير، فيما كرر الرئيس دونالد ترامب دعوته البنتاجون إلى إعادة الجنود إلى ديارهم.
وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي تلوح فيه أسئلة حول المرحلة التالية من الحرب الطويلة في أفغانستان، مع انتهاء وقف لإطلاق النار مدته ثلاثة أيام أدى إلى تراجع كبير في أعداد الضحايا المدنيين.
وانتهت الهدنة، التي دعت إليها طالبان بمناسبة عيد الفطر، أمس فيما يشعر الافغان بقلق حول تمديد الهدنة أو العودة إلى أجواء الحرب من جديد.
ووقف إطلاق النار التاريخي هو الثاني فقط من نوعه منذ اندلاع الحرب قبل 19 عاما.
وذكرت الشرطة أنّ مستويات العنف ظلت منخفضة حتى بعد انتهاء وقف إطلاق النار، لكن قوات الأمن الأفغانية شنت غارات جوية في الجنوب أسفرت عن مقتل 18 «متشددا».
وبموجب اتفاق وقعته الولايات المتحدة مع طالبان في فبراير، يتعين على البنتاجون خفض عديد قواته من حوالي 12 ألفا إلى 8600 جندي بحلول منتصف يوليو، قبل سحب جميع القوات بحلول مايو 2021. لكن مسؤولا كبيرا في وزارة الدفاع الأمريكية قال إن عدد القوات يبلغ بالفعل نحو 8500 جندي، حيث يتطلع القادة إلى تسريع الانسحاب بسبب مخاوف على صلة بجائحة كوفيد-19.
وصرّح المسؤول لوكالة فرانس برس بأنّ «الانسحاب تم تسريعه بسبب الاحتياطات المرتبطة بكوفيد-19»، مشيرًا إلى إعطاء الأولوية لمغادرة أي شخص لديه متاعب صحية أو من فئة عمرية محددة.
والثلاثاء، قال ترامب للصحفيين إن عديد القوات الأمريكية «انخفض إلى سبعة آلاف جندي راهنا».
ثم عاد في اليوم التالي إلى الشكوى المتكررة بأن بلاده يجب ألا تتصرف «كقوة شرطة» في أفغانستان.
وكتب ترامب على تويتر «بعد 19 عاما حان الوقت لأن يكونوا (الأفغان) شرطة بلدهم». وتابع: «أعيدوا جنودنا إلى منازلهم ولكن راقبوا عن كثب ما يحدث واضربوا كالرعد كما لم يحدث من قبل، إذا لزم الأمر!».
وقال المتحدث باسم البنتاجون اللفتنانت كولونيل توماس كامبل في بيان إنّ الولايات المتحدة ملتزمة باتفاقها مع طالبان. وأضاف أن أي سحب إضافي للقوات سيتم «بعد أن تقيِّم الحكومة الأمريكية البيئة الأمنية وامتثال طالبان للاتفاق».
وشهدت أفغانستان امس استراحة نادرة من العنف في الحرب المستمرة منذ 19 عاما، بعد أن دعت حركة طالبان إلى هدنة بمناسبة عيد الفطر.
ولم ترد انباء عن وقوع عنف كبير حتى بعد أن انتهت الهدنة امس بشن غارات جوية على إقليم زابل في جنوب البلاد. وصرح لال محمد أميري المتحدث باسم الشرطة المحلية بأن الغارات قتلت 18 مسلحا ردا على هجوم على قافلة لقوات الامن في منطقة شاه جوي. وأضاف أن ثلاثة أطفال اصيبوا ايضا في العملية من دون تحديد المجموعة التي ينتمي اليها المسلحون.
وكتب المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد على تويتر أنّ غارة جوية حكومية إما قتلت أو أصابت خمسة مدنيين بينهم أربعة أطفال.
ووفقًا للجنة المستقلة لحقوق الإنسان في أفغانستان، انخفض عدد الضحايا من المدنيين بنسبة 80 بالمائة خلال وقف إطلاق النار.
وقالت اللجنة إنه في المتوسط سقط 30 مدنيا بين قتيل وجريح يوميا خلال شهر رمضان. لكنّ اللجنة قالت إن هذه الأعداد انخفضت إلى ستة فقط يوميا خلال فترة وقف إطلاق النار.
وقالت الحكومة الأفغانية إنها ستستمر في الإفراج عن سجناء طالبان بموجب اتفاق الولايات المتحدة مع الحركة المتمردة، وتعتبر ذلك مفتاحًا لبدء محادثات السلام الأفغانية الافغانية التي طال انتظارها.
والثلاثاء، أفرجت السلطات الأفغانية عن حوالي ألف سجين من طالبان، معظمهم من قاعدة باجرام، كجزء من تعهدها الإفراج عن ألفي متمرد تجاوبًا مع الهدنة التي أطلقتها الحركة الجهادية المسلحة.
وأمس، أفاد عضو بارز في حركة طالبان أنّ المتمردين يخططون في المقابل لإطلاق سراح ما بين 50 و100 من عناصر الأمن الأفغان في وقت مبكر اليوم.
وطالب كبار المسؤولين الأفغان طالبان بتمديد وقف إطلاق النار.