أسره كفيفه ببسيون تثبت وبحق أن الإنسان المصرى قادر على صنع المستحيل .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صدق أو لاتصدق عائل تلك الأسرة الكفيف يقوم بتصليح الموبايلات ، ويعمل دليفرى ، ويخطب الجمعه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
آن الأوان أن ينال عائل تلك الأسره إبن التربيه والتعليم ، التكريم والرعايه من رئيس الحكومه ووزير التربيه والتعليم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تحية إلى العبقرى جمعه داود ، وزوجته المصون رباب أحمد ، ونجلهم الطفل الحبيب أحمد .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلــم :
الكاتب الصحفى
النائب محمود الشاذلى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرضا من أجل النعم التى أنعم بها الله تعالى على بنى البشر ، وهو مفتاح السعاده ، وطريق الكرام ، ومبتغى الأحبه .. الرضا يبث فى النفس السكينه والراحه ، ويجعل الإنسان يعيش فى إنسجام نفسى غير مسبوق ، لايحققه ملايين العالم ، أو أرفع المناصب .. الرضا لايناله إلا من يرضى عنهم رب العالمين سبحانه ويرضيهم ، وهو كنز لمن يجعله يتحكم فى كل مجريات حياته ، فلماذا نغفله ، ولانحاول أن يكون منطلقنا فى الحياه .
أدركت ذلك جليا بالأمس وأنا فى ضيافة أسره كفيفه عظيمة الشأن عالية القدر ، رفيعة المقام ، عائلها الشاب الخلوق جمعه داود أخصائى مكتبات بمدرسة وصيفه رجب الابتدائيه بصالحجر حيث أنه حاصل على ليسانس آداب قسم مكتبات دفعة ٢٠١١، والزوجه رباب أحمد إبنة فيشا سليم مركز طنطا ، حاصله أيضا على ليسانس آداب قسم تاريخ دفعة ٢٠١٠ ، والإبن أحمد مبصر عشرة أشهر وأربعة أيام ، تعيش تلك الأسره العظيمه فى أحضان التاريخ العظيم حيث قرية صالحجر إحدى قرى مركز بسيون وهي قريه لها تاريخ مصري قديم منذ 4000 سنة قبل الميلاد ، حيث كانت عاصمة مصر خلال الأسرة المصرية السادسة عشر ، والأسرة المصرية السابعة عشر ، وهي غير صان الحجر (تانيس سابقا) بمركز الحسينية محافظة الشرقية .
وقتا طويلا من اليوم قضيته بالأمس فى رحابهم شاركنى جانبا منه الحاجه أم السيد والدة جمعه ، والأخ العزيز محمد أبوالنضر ، أبهرنى تلك السعاده التى تخيم على مجريات حياتهم ، وتلك الحياه المستقره ، المستقله ، التى يتعايشون معها ، رأيت الأم الكفيفه وهى تداعب طفلها وهو يتجاوب معها سعيدا ، وكيف أنه يقبل اباه فى بهجه وسرور ، وكيف أنه مهندم اللبس نظيف ، نظافه لاتصل إليها الأم المبصره .
تملكتنى السعاده وأنا فى رحاب أسره جمعها رب العالمين ، ولم يفرقها القدر لذا تقدم الزوج لخطبة زوجته ولم يوفق ، لكنه لم يفقد الأمل لذا عاود الكره بعد ست سنوات وتمت الموافقه ليكونا نموذجا مشرفا لأسره تحدت المستحيل ، وفرضت السعاده على مجريات الحياه ، لذا لاتفارق الإبتسامه وجوههم .. شربنا العصير ، وتناولنا الفاكهة ، وإستمتعنا بالشاى الرائع ، الذى ظننت أنه من صنع أحد أفراد أسرة الزوج من المبصرات ، لأن أم الزوج كانت تجلس معنا ، وأحضرت الزوجه كل شيىء بمفردها ، فانتبهت لذلك ، وسألت فبادرتنى بذكاء رهيب نعم إنه من صنع يدى ، طلبت أن تستضيفنى بالمطبخ لأعرف كيف صنعت ذلك ، أو أن يكون هناك لهو خفى أعد لنا ماتناولناه ، وأغدق علينا بهذا الكرم الحاتمى ، وقفت مذهولا وهى تشرح كيف تطبخ وكيف أعدت علامات على توقيت التايمر لتضبط مدة طهو الطعام ، وتعجبت من هذا المطبخ النظيف ، والشقه الأكثر نظافه ورونق وبهاء ، وكأنهم يرون ذلك بإحساسهم المرهف .
لم تنتظر لأسألها كيف تباشر أمر علاج إبنها وكيف تعطى له الدواء ، وكيف تنظفه على هذا النحو الجميل الذى وصل إلى حد تصفيف شعره الناعم ، لذا عاجلتنى بقولها لازم أكون مركزه فى كل حاجه ، لذا تشترى ملابس إبنها ، وزوجها بنفسها ، مكوناته ، والماتريان ، كما تساعد فى الخبيز مع حماتها ، أدركت قولها أن كل حاجه صعبه فى البدايه ثم بمرور الوقت يتم التعايش معها ، وأضفت إليها أن ذلك ينطلق من فطره إنسانيه سويه ، وإراده حقيقيه على قهر المستحيل ، تتعاظم الإراده عندما يكون لها علاقه بالرضا ، لذا دائما ماتقول الحمد لله .
جمعه داود هذا العبقرى أيقونة التحدى فى العصر الحديث ، هذا الزوج الشاب الذى أحببته فبادلنى حبا بحب أشد ، الذى يباشر مهام تصليح التليفونات ، وحفظ أنواعها ، ومكوناتها ، ومميزات كل نوع وعيوبه عن ظهر قلب ، وعمل ومازال يعمل دليفرى فى نطاق محافظة الغربيه ، ويخطب الجمعه فى أحد مساجد زفتى ، قال والسعاده تغمره أمى صاحبة الفضل الأول ، كانت تذهب بى إلى مدرسة المكفوفين بطنطا ، منذ أن كان عمرى 10 سنوات ، لتتدخل الأم وتؤكد إمتنانها إلى أحد رموز القريه ، وكبارها وقاماتها الرفيعه الحاج سيد الرشيدى رحمه الله ، إبن التربيه والتعليم وشقيق صديق وزميل العمر والدراسه معالى اللواء جمال الرشيدى مساعد أول وزير الداخليه السابق ، لأنه كما قالت والأستاذ سامى دويك من قدموا له بمدرسة المكفوفين بطنطا ليقدموا للمجتمع أحد النوابغ .
الحكومه يجب أن تهتم بتلك الأسر لأنها وغيرها وبحق أيقونة الإستقرار فى المجتمع ، ومنطلق الأمان ، بل يجب على كل المسئولين أن يقدموا لهم كافة أوجه العون ، ليحافظوا على ثباتهم ، وطموحهم ، لأنه لايليق أبدا أن يسطو على حقهم من لايستحق إعتمادا على واسطه هى من الآفات المجتمعيه ، ويحضرنى للتوضيح أنه فى تقديرى من أصعب الأمور مجتمعيا أن تتعرض مثل تلك الأسر للقهر بدل أن يتم تكريمهم ، تمثل فى القهر أنهم تقدموا للحصول على وحده سكنيه بإعتبارهم من ذوى الهمم ، وإستوفوا كل الشروط ، لكن حصل غيرهم على تلك الوحدات وهم مازالوا يطرقون أبواب المسئولين بلا أى إهتمام وكأن قدر وطننا الغالى أن يوجد به من يقهر النابغين والمتميزين ، لكننى أراهن على ماأعرفه عن الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الحكومه من مكارم تجعله يبحث حالة تلك الأسره ، ويهز من يقهرهم هزا عنيفا حتى ولو دفع برأسه فى الحائط لعله يعيد إليه إنسانيته التى إفتقدها يوم قهر تلك الأسره .
يقينا .. يحق لأسرة التربيه والتعليم بالغربيه بقيادة الخلوق المحترم المهندس ناصر حسن ، بل يحق للدكتور طارق شوقى وزير التربيه والتعليم أن يفخر أن أحد أبنائه على رأس تلك الأسره التى هى وبحق علامه مضيئه فى المجتمع ، كما أن تلك الأسره ومثيلاتها يستحقون التكريم ، ويقدموا للمجتمع كنماذج مشرفه وبحق ، بل ومنطلقا لشحذ الهمم عند كل الأسر خاصة الذين يتملكهم الإحباط تأثرا بضيق ذات اليد ، تحية إلى العبقرى جمعه داود ، وزوجته المصون رباب أحمد ، ونجلهم الطفل الحبيب أحمد ، شاكرا لهم دعوتى لزيارتهم تلك الدعوه التى جددت بداخلى الأمل أن الدنيا بخير .