أهم يحاربون الطواغيت في سيناء أم أنهم هم الطاغوت؟
بقلم/ د. محمد العربي
مثل ظهور الجهادية الكلاسيكية المسماة بتنظيم القاعدة ووليدتها الأكثر عنفاً وشيوعا في العالم العربي والإسلامي ،تنظيم داعش، الأساس الحقيقي للحالة الجهادية في مصر والتي استقت أفكارها من كتابات البنا وقطب والظواهري.
وكان للضربات الاستباقية التي مارسها الأمن المصري بذراعيه القوات المسلحة والشرطة أثر كبير في ضمور حركاتها وتراجعها تراجعا ملحوظاً لتبدأ في النمو بعد ثورة يناير 2011 في سيناء والصحاري المصرية وإن تعددت مسمياتها سواءً أكانت جماعة أنصار بيت المقدس أو أجناد مصر أو أنصار الشريعة أو السلفية الجهادية في سيناء.
لكن القاسم المشترك الذي يجمع كل هذه العناصر الإرهابية هو ما تحمله من دوافع انتقامية للنظام المصري الحالي إذ أنها تري أن التيار الإسلامي تم إقصاؤه عن السلطة بناء على مؤامرة اشتركت فيها أجهزة الدولة وتيارات المعارضة العلمانية مما أجهض حسبما يقولون إنفاذ تحقيق المشروع الإسلامي في مصر البؤرة الأساسية لتمدده وانتشاره والسيطرة من خلالها على العالم العربي والإسلامي.
والمتأمل في حالة واستراتيجية الجماعات الإرهابية يجد تشابها كبيرا بينها وبين الفكر الشيعي خاصة في استنادها بشكل مباشر إلي خطاب المظلومية الكبرى والذي روجته التيارات الإسلامية بعد واقعة عزل مرسي وفض اعتصامي رابعه والنهضة.
وقد كان للضربات المتلاحقة يوما بعد يوم لهذه الجماعات في سيناء أثر كبير في تطويقها من جميع الجهات مع غلق المنافذ التي تؤدي إلى وصول الأسلحة سواء من قطاع غزة أو من ناحية ليبيا.
لكن ما يثير الانتباه ويستدعي التأمل؛ هذا الفكر التكفيري الذي يقوم على مبدأ الجهاد ضد الكفار ويستمد أساسه من تكفير الحاكم ثم يسحب الحكم على من دونه من أركان نظام حكمه وصولاً إلى قاعدة المجتمع البعيدة كما يصفونها عن شرع الله وجعلوا قميص عثمان الذي يرفعونه أمام الناس هو تطبيق شرع الله دونما مراعاة أو فهم لمقتضيات النص أو طريقة إعماله.
وهذا واضح جلي في استشهادهم بالنصوص القرآنية واقتطاعها من سياقها كما جاء في كتاب “ملة إبراهيم” والذي يقول فيه أبو محمد المقدسي وهو أحد أبرز منظري التيار الجهادي: “إلي الطواغيت في كل مكان وزمان وإلي سدنتهم وعلمائهم المضلين نقول لهؤلاء إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله”. حتي أصبح التكفير والرمي بوصف الطاغوت أسلوبا سائدا علي ألسنتهم يتجرع اثمه الأول كل من كتب ونظر وأسس وبويع ومن سار علي دربه ظلما وبغيا وقتلا وسفكا للدماء.
إنها أفعال كفيلة أن تخلع علي فاعليها وصف الطاغوت لا كما يقولون بأنهم يحاربون الطواغيت.