كتب – عبد العزيز اغراز:
أطلقت، منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة، “إيسيسكو”، ورابطة العالم الإسلامي، والرابطة المحمدية للعلماء بالمملكة المغربية، مبادرة اليوم العالمي للرحمة، في احتفالية دولية كبرى بمقر “الإيسيسكو” في الرباط، وعبر تقنية الاتصال المرئي، اليوم الخميس.
انطلقت، الاحتفالية، بتلاوة آيات من القرآن، أعقبها تقديم عام من الدكتور عبد الإله بنعرفة، نائب المدير العام “للإيسيسكو”، أشار فيه إلى أن هذه المبادرة جاءت ضمن توصيات الإعلان، الذي صدر في ختام المؤتمر الدولي “القيم الحضارية في السيرة النبوية”، في 27 مايو الماضي، الذي عقدته المنظمة، ورابطة العالم الإسلامي، والرابطة المحمدية للعلماء، تحت رعاية الملك محمد السادس، حيث دعا المشاركون إلى ضرورة ترسيخ منظومة القيم الحضارية، ضمن آليات العمل الدولي، عبر دعوة بقية المجتمع الدولي، والهيئات الدولية وكل محبي السلام إلى إعلان يوم عالمي للرحمة، في 21 من أبريل كل عام.
وأضاف أن، “الإيسيسكو”، قدمت هذه المبادرة إلى الدورة 48 مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في، منظمة التعاون الإسلامي، المنعقدة في إسلام آباد، بجمهورية باكستان الإسلامية، خلال شهر مارس الماضي، الذي أصدر قرارا باعتماد هذه المبادرة، والدعوة إلى تعميمها على باقي المجتمع الدولي.
واستهل، الدكتور سالم بن محمد المالك، مدير المنظمة، كلمته بالإشارة إلى أن الرحمة شأن رباني وشرفت به جميع الرسالات السماوية، وأنها قيمة تتناثر كقطرات غيث، من الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
وأضاف أن، “الإيسيسكو”، نالت شرف المبادأة باقتراح يوم الرحمة يوما عالميا، للاحتفال به في 21 أبريل من كل عام، وصعدت به إلى مصاف التحقق، والتحقيق شراكة مع رابطة العالم الإسلامي، والرابطة المحمدية للعلماء، لوضع قلادة التسامح والتواد والتراحم، على صدر الزمان.
ودعا للإيسيسكو، في كلمته جميع الناس إلى النظر بعين التأمل والترحيب، إلى مكنونات اليوم العالمي للرحمة ومغازيه، وتعليم الناشئة معاني الرحمة وسلوكياتها. واختتم الكلمة بقصيدة “رحمة مهداة”، التي نظمها في المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وأكد، الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، في كلمته المصورة، أن المبادرة تستحق بالغ الثناء والتقدير من الجميع، لكونها نابعة من شعورنا الدائم للحاجة الملحة للتراحم بين الناس على اختلاف أعراقهم وأديانهم.
وأشار إلى، أن الرحمة قبل أن تكون عاطفة إنسانية تستنهض إحسان البشر فيما بينهم، هي صفة من صفات الله تعالى، وحثت عليها الشرائع الربانية، ومجدها الحكماء، وفلاسفة الأخلاق. وقال إن وثيقة مكة، التي أصدرتها رابطة العالم الإسلامي، جاءت لتكون ميثاقا تاريخيا يحمل رسائل الوعي والفكر الإسلامي المستنير، وقاعدة هذه الوثيقة هي مبادئ الإسلام، ومن بينها الرحمة.
وأكد الدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أن هذا اليوم يوم خاص واستثنائي يشهد على الانتباه التأسيسي، لجعل 21 من شهر أبريل في كل عام، يوما عالميا للرحمة، بعدما أصدر المشاركون في المؤتمر الدولي حول القيم الحضارية توصية بذلك.
وأضاف أن الرحمة، هي قيمة وأثر في الوقت نفسه، وجاءت في رسالة الختم، وهي منظومة لها نسق معين، يتضمن أبعادا متعددة وتصورات متنوعة، ولها قطب جامع وهو نيل مرضاة الله، ليفصل بعدها في الأقطاب السبعة التي تشكل المحاور الكبرى لإنتاج الرحمة.
وتم عرض شريط مصور، يلخص أعمال مؤتمر القيم الحضارية في السيرة النبوية، وشريط مصور من إنتاج “الإيسيسكو”، بعنوان “نسب النبي صلى الله عليه وسلم”، ثم فُتح المجال للنقاش.