بقلم – هانم داوود:
يعد المسحراتي، مظهر من مظاهر البهجة والفرحة بشهر رمضان، وهو شخص يتولى إيقاظ المسلمين في ليالي رمضان لتناول السحور، ويمشي حاملاً طبلة يدق عليها دقات منتظمة، ويقول “يا نايم وحد الله يا نايم اذكر الله”، وبعد انتهاء الشهر الناس تكافئه على مجهوداته، بإعطائه نقود أو كعك أو هدايا له ولأسرته.
وكان مؤذن الرسول بلال بن رباح، من أوائل الذين قاموا بعمل المسحراتي، وكان يقوم بإيقاظ النائمين لتناول طعام السحور، ومن ثم صلاة الفجر.
وكان يعتبر عتبة بن إسحاق أول الولاة في عصر الدولة العباسية، فكان واليا على مصر، وكان يخرج بنفسه سيرا على قدميه لإيقاظ الناس مرددا ” يا عباد الله تسحروا، فإن في السحور بركة” .
وفى عهد الحاكم بأمر الله الفاطمي، كان قد أصدر أمرا بأن ينام الناس بعد صلاة التراويح، وكان جنوده يمرون على البيوت ويوقظون الناس .
ومزج الموسيقار سيد مكاوي، التسحير بالوعظ في العصر الحديث، قائلا “كل حتة من بلدي حتة من كبدي حتة من موال وأنا صنعتي مسحراتي في البلد جوال” .
ولكن اندثرت مهنه المسحراتي وأصبحت الناس تظل مستيقظة للسحور، وتواجدت المنبهات والموبايلات والتلفزيون، لكن هذا لا يمنعنا من سماع طبلة المسحراتي.