تلعب الدراما التليفزيونية دورا كبيرا في إلقاء الضوء علي قضايا المجتمع من خلال أعمال تضع يدها علي قضايا حساسة ومهمة وشائكة تمس كافة شرائح وطبقات المجتمع المصري .
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه علي الساحة . هل الدراما تجسد الواقع بموضوعية وتجرد أم أنها تبالغ فيما تقدمه ؟
قبل بداية إجابتي علي هذا التساؤل دعونا نتفق علي أننا لا نستخدم سياسة التعميم في حكمنا علي الأشياء فنقول بعض وليس كل .
للأسف الشديد ما نشاهده من بعض الدراما التي تقدم منذ فترة ليست بالقليلة لا نجدها تقدم شيئا يفيد المجتمع بل على العكس هناك دراما من وجهة نظري مدمرة لقيم وأخلاق المجتمع .
علي سبيل المثال لا الحصر نجد كم هائل من المشاهد في السينما والتليفزيون يقوم البطل فيها بتدخين كمية هائلة من التدخين خلال أحداث الفيلم أو المسلسل .
أيضا ظاهرة تعاطي وتجارة المخدرات والبلطجة أو الإيحاءات والألفاظ الجنسية وزنا المحارم التي من وجهة نظري لا تفيد أحداث الدراما في شئ .
هناك أطفال وشباب في مقتبل العمر يشاهدون تلك الدراما فليس من الطبيعي أن نرسخ فيهم تلك المشاهد السلبية والسيئة التي تهدم أكثر مما تبني … وتضر أكثر مما تنفع … وتشوه أكثر مما تجمل …
البعض سوف يقول لي أن هذا هو الواقع . نعم إذا كان هو الواقع بالفعل فإنه ليس ظاهرة كبيرة تستحق النشر بهذه الصورة فهي تمثل شريحة صغيرة جدا من المجتمع مثل أي مجتمع في العالم .
للأسف الشديد جزء ليس بالقليل من صناع المحتوي الإعلامي لا يهتمون بالمضمون الفعلي الذي وجب عليهم أن يقدموه وإنما إهتموا أكثر بالشكل أكثر من الجوهر .
إذا أردنا أن نبني أمه صالحة وجيده وجب علي الجميع أن يقدم لهم محتوي جيد يبرز السلبيات ولا يعظمها . لا يجعل من الشخص الفاسد والبلطجي وتاجر المخدرات وتاجر السلاح وتاجر الدين وتاجر الرقيق وتاجر الأعضاء أبطالاً يتعاطف المشاهدين معهم .
إذا تعاطف المشاهد مع الفاسد لا يكون ذلك دليلا علي قوة السيناريو والتأليف والقصة والإخراج والتمثيل هذا دليل علي الفساد والأفساد وتغيير الذوق العام لدي المشاهد للأسوء وليس للأحسن .
هناك عشرات الأفلام القديمة والحديثة الناجحة التي ناقشت قضايا هامة للغاية في المجتمع المصري وتم تقديمها بشكل غاية في الرقي والأحترام لعقل ونفسية المشاهدين دون إبتذال أو تجريح وتلائم كافة أعضاء الأسرة المصرية .
هذه الأفلام سوف تظل في ذاكرة ووجدان الشعب المصري بأكمله لما قدمته من محتوي محترم . أما أفلام المقاولات والغرائز فلن يتذكرها أحد بعد فترة قصيرة جدا .
أخيرا وليس آخرا رسالتي لصناع الدراما أتقوا الله سبحانه وتعالي في شعب مصر وقدموا أعمالا هادفة ومفيده تجعل المجتمع يتقدم ولا يتأخر ونعالج السلبيات ونؤكد علي الإيجابيات . لأن مصر تستحق الأفضل .
حفظ الله مصر وشعبها من كل سوء وشر .
جميع الحقوق محفوظة | جريدة صوت الشعب الإلكترونية 2020