رسالتي إلي أبناء الجيش الأبيض.. خذوا حذركم
بقلم/ د. محمد العربي
سطر الأطباء المصريون منذ فجر التاريخ أعظم آيات النبوغ والبطولة والشرف من لدن ايمحوتب الذي كان مستشارا للملك زوسر مما أهله ليكون أبا للطب والأطباء في مصر القديمة لا كما يقولون إنه ابقراط.
ولقد كانت أعمال ايمحوتب سبباً في تخليده في الدوله القديمة لدرجة أنهم رفعوا مكانته لدرجة الإله ووصفوه بأنه ابن للإله بتاح!
فالطب رسالة ومبادئ وقيم وأخلاق وهي ذات الأهداف التي وضعها الطبيب المصري الأول ايمحوتب وصولاً إلى الأطباء المصريين الذين أسهموا في الحفاظ على حياة الملايين من بني البشر في الداخل والخارج.
ولا يزال الجهد موفورا ومتواصلا وهو ما كشفت عنه أزمة كورونا التي مع تزايدها يوما بعد يوم يثبت لنا فصيل كبير من أبناء الجيش الأبيض مدى حرصهم علي الوفاء بقسمهم في الحفاظ علي حياة الإنسان المصري.
ورغم كثرة الكلام الذي يهدف للتشويش علي بطولاتهم أو النيل من تفانيهم فقد كشفت الأزمة -شئنا أم أبينا- عن بطولات حقيقية قدمها ولا يزال أبناء الجيش الأبيض.
وما يقومون به يعد ملحمة تاريخية سيذكرها التاريخ المصري لهم بداية من التضحية بالوقت والجهد والصحة من أجل الحفاظ على صحة المصريين ومهما قدمنا لهم فلا نجد عطاءات توفيهم حقوقهم علي المجهود المبذول من أجل حماية الإنسان.
هذا تجسيد حقيقي لمثلث القيم الذي يسجلونه بجانب رجال الجيش والشرطة. لكن مع كل هذا فوجئنا خلال الساعات الماضية بقلة من الأطباء يخرجون في تنسيق ممهد بتقديم استقالاتهم احتجاجا علي ما أسموه “الإهمال المتعمد” من قبل وزارة الصحة.
وإن كنت لا أقر الإهمال لأي أحد علي الإطلاق ناهيك أن يكون أحد أفراد المنظومة الحمائية لصحة المواطن المصري لكني لا أقر هذه الاستقالات في هذا التوقيت.
ولا أشك في أن هذه الأفعال والأفكار أساسها جماعات تحاول أن تتاجر بأرواح الناس ومعاناتهم للوصول إلى أجندة خاصة يُروج لها هنا وهناك، مما يدفعنا للتأكد من أن هذا التتابع في الاستقالة والهروب من المواجهة هو نتاج خطة محكمة تم وضعها بدقة وعناية ويدفعنا أيضا للمقارنة بينهم وبين ضباط الجيش والشرطة الذين يذهبون طواعية ورغبة الي سيناء لتطهيرها من كل خائن وعميل وقاتل ومفلس وهم يعلمون أنهم يذهبون للشهادة بكل شجاعة وتفان.
أما يكفيكم تدخل رئيس الجمهورية للتأكيد على حقوقكم والوفاء بها؟
اعلموا جيدا أنكم أصحاب رسالة وقيمة ومبادئ، والأزمة ستنتهي لا محاله، لكن التاريخ سيذكر من وقف بجانب بلده محباً متفانيا ومن نكص علي عقبيه هاربا ومتخاذلا.
عودوا إلي رشدكم أيها المستقيلون وأكملوا رسالتكم وخذوا من أعدائكم حذركم.