تقرير/أحمد تركي
يمثل معرض مسقط الدولي للكتاب في نسخته السادسة والعشرين الذي تنطلق فعالياته غداً /الخميس/ بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، أهم وأكبر تظاهرة ثقافية سنوية منتظمة في سلطنة عمان، إذ تتحول خلاله أيام وليالي عُمان إلى احتفالية متواصلة بالثقافة والمثقفين والإبداع والمبدعين من مشارق الأرض ومغاربها، كما تتحول إلى ملتقى محبب للمفكرين والأدباء والكُتاب وصناع المعرفة ومستهلكيها من المواطنين والمقيمين المتعطشين للحصول على جديد العلوم والأدب والفن في العالم، وهو ما جعل المعرض بحق نافذة ثقافية تطل منها عُمان على العالم، ويطل منها العالم كله على عُمان وعلى منجزها الحضاري التاريخي والمعاصر.
وبينما يمثل معرض مسقط الدولي للكتاب نافذة واسعة على المشهد الثقافي العماني والإقليمي والدولي كذلك، بحكم العدد الكبير للعناوين المعروضة، وعدد الدول المشاركة في المعرض، فإن السمة المميزة أيضاً لهذا العرس الثقافي العُماني هي التعاون والتكامل بين الأجهزة المعنية، وخاصة بين اللجنة التنظيمية للمعرض والجهات الأخرى، بما فيها وزارة الإعلام ووزارة الثقافة والرياضة والشباب، وعدد من جمعيات المجتمع المدني.
ولعل من أبرز ما يميز معرض مسقط الدولي السادس والعشرين للكتاب، أنه يحتفي بمحافظة جنوب الشرقية كضيف شرف للمعرض، وهو تقليد رفيع يسمح بإطلالة واسعة، على بعض مما تتمتع به المحافظة من إسهام حضاري وتاريخي، كبير ومتواصل، ومن نهضة شاملة، تعيشها في كنف مسيرة النهضة العمانية المتجددة، التي يقودها بحكمة واقتدار السلطان هيثم بن طارق.
وبينما تتميز الدورة الـ 26 لمعرض مسقط الدولي للكتاب بمشاركة 715 دار نشر منها 570 بشكل مباشر و145 بشكل غير مباشر عبر نظام التوكيلات ، تنتمي إلى 27 دولة عربية وغير عربية، وتتضمن أيام المعرض 114 فعالية ثقافية متنوعة، موزعة على أيام المعرض، و85 نشاطاً خاصاً للأطفال، بما يعنيه ذلك من ثراء وإضافة يقدمها المعرض لزائريه.
الأمر الذي جعل من معرض مسقط الدولي مناسبة سنوية مهمة للكتاب والأدباء والمثقفين والباحثين والطلاب وغيرهم من المهتمين بالفكر والثقافة، خاصة وأنه أصبح واحدا من أهم معارض الكتاب على المستويات الخليجية والعربية والإقليمية.
وهو الأمر الذي أكده الدكتور عبد الله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام العُماني، حينما أكد أن السلطنة أولت الثقافة اهتماما كبيرا بدءا بالإطار الثقافي الذي وضعه النظام الأساسي ومرورا بفتح باب تشجيع الإبداع والفكر، وصولا إلى المؤسسات الثقافية والتعليمية وإنشاء الجوائز الأدبية، وكل هذا يدعم حضور الكتاب ويشجعه خاصة عندما يكون إضافة ثقافية وحضارية ولا يتعارض مضمونه مع قيم المجتمع وثوابت الوحدة الوطنية.
ويوماً بعد يوم، أثبت معرض مسقط للكتاب بالدليل القاطع أنه معرض دولي بصبغة ونكهة عُمانية خالصة، فهو لا يقل تنظيما وأهمية عن أي معرض عالمي إلى جانب دوره في تعزيز دور السلطنة الثقافي وإثبات ريادتها في احتضان المهرجانات الدولية المختلفة.