بقلم: الاعلامية أسماء الهواري
كبير المذيعين بالإذاعة
مرة اخري أتقابل مع كنز آخر من الكنوز المحمدية.. وهو كتاب مشكاة الأنوار.. للأستاذ الدكتور/ صلاح الدين القوصى فى مكتبة الأزهر الشريف، والذي لفت نظرى أن هذا الكتاب وقف لله تعالى .. جذبني اسم الكتاب (مشكاة الأنوار ) فدخلت فى طياته على حذر، ولكن كلى شغف أن أتجول بين أنوار صفحاته لما يحمله العنوان، فهو يتحدث عن المشكاة والأنوار، يتحدث عن حبيب للرحمن، وهو الحبيب الأوحد، ومنه يوزع الحب والإيمان.. يتحدث عن سيدى رسول الله صلى الله عليه وسلم .. المصباح لكل هائم ومشتاق، ولفت نظري باب تحت مسمى (واردات وتأملات فى كتاب الله)، كتاب الله تعالى نزل لكل زمان فلاتنتهى عجائبه، ولا يخلق على كثرة الرد، وإن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمغدق، وإن أسفله لمثمر، وإنه يعلو ولا يعلى عليه.. فهنيئا لمن ينهل منه، ويكون من السعداء فى الدارين، ففيه شفاء من كل داء مادى أو معنوى…
من ضمن الآيات “واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا “وهنا يقول ا.د/ صلاح الدين القوصي: يقول تعالى(…ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور )سورة النور آية ٤٠.. ووردت أحاديث نبوية كثيرة مجمل معناها أن المؤمن ينظر بنور الله .. ومن امثلتها “اتقوا فراسة المؤمن، فإنه ينظر بنور الله عزوجل “رواه البخارى والترمذي والطبرانى.. ودعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم “اللهم اجعل فى قلبى نورا وفى لسانى نورا، وفى بصرى نورا وفى سمعى نورا، وعن يمينى نورا وعن يساري نورا ومن فوقى نورا ،ومن تحتى نورا، ومن أمامى نورا ومن خلفى نورا، واجعل لى فى نفسى نورا وأعظم لى نورا “رواه أحمد والبخارى ومسلم والنسائى .
آيات الله وأحاديث رسول الله مليئة بهذه المعاني.. من يتق الله يجعل له نورا وفرقانا يفرق به بين الحق والباطل.. وإلهاما يفرق به بين الفجور والتقوى، ويرى ويبصر ويشاهد مالا يراه الآخرون من عامة الناس.. والنور لا يرى فى ذاته، ولكن به تدرك الأشياء المادية او المعاني والعلويات الروحية.
يقول الله تعالى لسيدنا موسى عليه السلام (… وألقيت عليك محبة منى ولتصنع على عينى) والمعنى واضح أيضا.. عناية من الله تعالى فى كل شئون كليمه موسى رضيعا وصبيا وشابا وهكذا، أما أن يقول لحبيبه محمدصلى الله عليه وسلم:(واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا…) فلا أدرى حقا كيف نفهمها!
والله جل شأنه ليس كمثله شئ.. فلا يجوز أن نشبه أو نجسد أو نمثل.. والله إنى لعاجز عن بيان أو تذوق هذا المعنى الرفيع السامى. اترك لروحك وقلبك وايمانك ويقينك أن تحس وتتذوق هذا المعنى وهذا التكريم والتشريف والخصوصية لعبده وحبيبه ورسوله وصفيه ومصطفى.
ثم من حقى بعدها أن أسألك -أيهاالقارئ الكريم- سؤالا غير استفهامى .. كيف يرى رسول الله محمد على هذه الحال؟! وكيف وماذا تكون مدى رؤيته؟!ونوع رؤيته؟!
وأنهى كلماتى بأبيات عشق لرسول الله من الكاتب على غلاف هذا الكتاب “مشكاة الأنوار” تحت عنوان (يارسول الله)
يا رسول الله.. منى.. كل تحنانى وبرى، والصلاة عليك من أنوار قدوس وطهر، يارسول الله عذرا استميحك كل عذرى..عن كتاب كنت أرجو أن اقدم فيه فكرى.. ثم أدركت الحقيقة عن كلا نثرى وشعرى .. ليس منى ما أقول وما اسجله بسطرى.. كل هذا منك أنت وليس من شعرى ونثرى.. منك إملاءا.. وشرحا.. بل .. ومنك صلاة ذكرى.
عذرا صديقى القارئ للإطالة ولكني أردت أن تشاركنى هذه الدرر .. فهنيئا لنا بهؤلاء الكتاب الذين أنعم عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ببركاته ومنهم كاتبنا ا.د/ صلاح الدين القوصي الذى أنعم الله عليه بأكثر من ثلاثين ألف بيت من الشعر محبة وأحواله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومؤلفات نثرية كلها وقف لله تعالى فى مكتبة الأزهر الشريف، وهنيئا لأزهرنا الشريف أن تكون فى مكتبته هذه الدرر المحمدية.
وسلام قلبى وروحى وعقلى ياسيدى يارسول الله سلاما موصولا بإكرامك وبركاتك على فى كل وقت وحين.