بقلم:
الكاتب الصحفي
النائب محمود الشاذلي
الثوابت الوطنية والحسابات اليقينية في المجتمع المصرى
يتعين علينا فى يوم عيدنا ضرورة التأكيد على حتمية التمسك بثوابتنا ، ومراجعة حساباتنا ، والتعايش مع مبادئنا ، ونتذكر جميعا قبل أن تأخذنا بهجة عيد الفطر المبارك الذى لم يعد عيدا بفعل ترديات البشر ، وما خلفه فيروس كورونا أننا جميعا سنرحل وستبقى مصر .. جميعا سنرحل وسيبقى هذا الوطن عزيزا شامخا بإذن الله .. مصر أغلى من الجميع فى ضمائرنا وكياننا وواقعنا حتى وإن طاله الإنحدار ، وخيم عليه الانحراف .
هذا الوطن الغالى لا يمكن أمام ضمائرنا أن نصمت أمام من يحاولون النيل منه بسوء ، أو نسمح للعابثين بمقدراته أن ينالوا يطاله أذى لذا أرفض تماما الإساءة للدولة المصرية ، وتشويه المجتمع المصرى ، وسحق إرادة المواطن المصرى ، والتطاول على الشرطة والجيش والقضاء ، أيًا كانت مبررات أو تجاوزات بعض المنتسبين إليها لأنها تصرفات فردية لا تعكس منهجا عاما أو خطة ممنهجة تطول الثوابت اليقينيه لرسالتهم ومنهجهم.
لا يمكن أن تكون حرية الرأى والتعبير تكأة لإهانة هذا الوطن الغالى تحت زعم هذا الثابت الحياتى المتعلق بقيمة الوجود ، فلنقل ما نشاء بشأن ما يحدث وما يجرى بداخله لكن فى إطار من الموضوعية والاحترام وليس بالتطاول والتجريح والإسفاف الذى يطول أحيانا كثيرة الوطن نفسه دون تفرقه بين تجاوزات البعض وقيمة هذا الوطن الغالى.
أبدا لا يمكن أن يكون التطاول والتجريح وتسفيه مصرنا الحبيبة بابا لفرض زعامة واهية، لذا فأمام ضميرى لا يمكن التعاطف مع شخص توجهه تسفيه الوطن، وهؤلاء الذين يجاهرون بتلك الخطيئة تحت أى زعم، والبعض منهم قد بدت البغضاء فى قلوبهم ترجموها بكل بجاحة ووقاحة عبر الإعلام، وتعدت كل الحدود والخطوط الحمراء حتى وصلت إلى التطاول والسخرية من ديننا الإسلامى الحنيف.. هؤلاء مجرمين حتى وإن كانوا مسلمين فى البطاقة وكل من يسهل لهم الترويج لذلك، وأولئك الذين يحاولون خلق حالة من اللاوعى عند الشباب فى مرحلة من المراحل التى مر بها هذا الوطن الغالى.
لذا، أقول وبوضوح: الخلاف مع من يتولون أمر إدارة الوطن فى أى موقع طبيعى لأنهم بشر ومن الطبيعى أيضا ألا يكون كل رؤية لهم أو قرار صائبا ، بل إن الخلاف والنقد حق عند وجود خلل فى الإدارة ، أما الخلاف على الوطن فهو قول واحد خيانة، ونفس القاعدة تنطبق على الشرطة والجيش. لذا، فإن الصمت أمام أى تطاول فى هذا السياق من أى أحد أمر لا يجب أن يكون منهج حياة.
يقينا .. إن المبادىء السياسية، والرؤية الوطنية التي رسخها لديّ زعيم الوفد “فؤاد باشا سراج الدين”، تصب جميعها فى تعميق الحريات، والتمسك بالديمقراطية، والحفاظ على آدمية المواطن، وصون كرامته، والتأكيد على أن حرية الرأى والتعبير من أهم الطرق لكشف اللغط حول كثير من الأمور، ولكننى فى نفس الوقت لا أقبل أن تكون تلك المبادىء النبيلة بابًا للنيل من الدولة المصرية. حفظ الله مصر .. حفظ الله الوطن .