بقلم: الكاتبة إسلام العيوطي
قرأت ببالغ الاهتمام والتركيز كتاب “هكذا قرأت القرآن” الذى يبلغ عدد صفحات الكتاب 236 صفحة، للكاتب والأديب السامق شريف جابر حشاد، والذي أهداني إياه منذ فترة ، ترددت خلالها في الكتابة عنه حتى لا أبخس هذا الكتاب القيم حقه، فقد استطاع الكاتب أن يتناول بأسلوبه السهل الممتنع “سورتي الفاتحة والبقرة” بتفسير مبسط ومفصل بسعة أفق وجزالة لفظ وحسن بيان لمعاني القرآن، ليسهل بذلك على القاريء أن يجد ضالته المنشودة من فهم لآيات الذكر الحكيم فلم يعتمد الكاتب على التفسير النمطي وإنما ذكر لنا بعد المقدمة أسباب التسمية قبل كل السور ما عدا سورة التوبة ولماذا كان الحمد في أول آيات القرآن الكريم ثم انتقل بعد ذلك لسورة البقرة وقسمها لخمسة محاور رئيسية وربط بين الآيات في تسلسل وتباين بديع ثم ختم السورة الكريمة وربط بين الخاتمة وبقية السورة مما يجعلك تقرأ بشغف دون ملل بل تطلب منه المزيد من التفسير لباقي سور القرآن الكريم.
النزعة الدينية الوسطية ظاهرة جلية واضحة تسيطر على العمل كله حيث إستعان الكاتب ببعض التفاسير منها على سبيل المثال وليس الحصر تفسير الإمام الجليل القرطبي والإمام الطبري كمراجع أضاف لها لمسات نورانية تغمرنا بنور الإيمان وهدي القرآن، وبذلك نجح الكاتب في أن تكون له بصمة تميزه عن غيره من كتاب عصره المهتمين بالشأن الديني في الكتابة، حيث أنه تناول بين دفتي كتابه تحليلا عميقا وأسلوبا دقيقا في اختيار العناوين وتقسيم السور وأسباب التسمية، وكذلك أسباب نزول القرآن الكريم منجما، ووضع عناوين لكل مقطع قرآني على حدة، ورؤية جديدة من نوعها في تفسيره لسورتي” الفاتحة والبقرة” في سرد قصصي شيق ماتع، يحمل غايةً ساميةً وهدفاً نبيلا، يهدي به الحائرين إلى صراط الله المستقيم ويثلج صدر القاريء، ويزيح عن عينيه الغبار بشرح مبسط مثل وضح النهار، كل هذا وأكثر ستجدونه في هذا الكتاب القيم، فهنيئًا للمكتبة الإسلامية به، وهنيئا لكل قاريء متأمل وباحث في آيات الذكر الحكيم باقتناء هذا الكتاب القيم.. وتحياتي يسبقها احترامي وتقديري لهديتك القيمة سائلة الله أن يجعلها في ميزان حسناتك، وإن ينعم الله عليك بتفسير القرآن الكريم كاملا، وزادك الله من فيضه وفضله توفيقا وعلما وقبولا.