“توشكي الخير”، هكذا أطلق على أهم وأكبر مشروع زراعى تنموى في مصرنا الحبيبة والشرق الاوسط جميعا، هذا المشروع الذي أطلقه الرئيس مبارك في عهد رئاسة وزراء الدكتور كمال الجنزورى ثم توقف، ثم ها هو ذا ينطلق انطلاقا لافتا للنظر، ولكل عين منصفة بصيرة على يد الرئيس السيسي، الذي افتتح مشروعات استصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية بتوشكى بمحافظة أسوان، ومن بينها مشروع “توشكي الخير”، الذي يأتي في إطار جهود الدولة لتحقيق نهضة تنموية متكاملة شاملة، ولتتحول هذه الاراضي خلال نوفمبر القادم -إن شاء الله- لإنتاج الخير لمصر كما وعد الرئيس.
“توشكى الخير” التي امتدت إليها يد القيادة السياسية تنمية، واستصلاحا، ورجاء لغد مشرق لأجيالنا المقبلة، نجح الرئيس السيسى في إعادة الحياة إليها بعد توقف سنين، تماشيا مع ما وضعته الدولة من استراتيجيتها للتنمية الزراعية التي تتوافق مع رؤيتها التنموية 2030، والتي تم التخطيط لها بشكل علمي مدروس، تعزيزا لانتشار الزراعات المستدامة، ومواجهة لمتطلبات الزيادة السكانية من السلع الغذائية، وإعادة لتوزيع السكان، وجذبا لعدد كبير من المواطنين لتخفيف التكدس السكاني بالوادي والدلتا، وتوفيرا لفرص عمل مباشرة وغير مباشرة، وإقامة مجتمعات زراعية صناعية لهم، تربط بين الانشطة الصناعية والتجارية والخدمية، لتحقيق الأمن الغذائي، وحدا من استيراد السلع الاستراتيجية التى تتحمل الدولة المليارات فيها، واعتمادا على أنظمة ري حديثة لضمان ترشيد استهلاك المياه، واستخدام مصادر المياه غير التقليدية بمعالجة مياه الصرف الزراعى.
القيادة السياسية وجهت عددا من الحقائق التي تطمئن بها المواطنين، حيث جاءت تصريحاتها واقعا معززا لما تشهده النهضة الزراعية التنموية في بلادنا، بل على كل المجالات، فكان من هذه الحقائق ان الدولة لن تغامر بالأمن الغذائي للمواطنين، وأن الدولة لم ولن تتجاوز حصة المياه الخاصة بها في استصلاح الأراضي المستهدفة، وأنها تتحمل عبء تكلفة البنية التحتية للأراضي المستصلحة، وأن مشروع توشكي الخير خضع للدراسة على مدار عام كامل بالتعاون بين وزارة الزراعة والهيئة الهندسية للقوات المسلحة
جهد واضح وضوح الشمس في كبد الظهيرة، لا تألو الدولة جهدها في العمل من أجله، ولن تنام او تستريح حتى يتحقق هدفها، تحقيقا لتنمية شاملة يراها القاصي والداني، بمشاريع ثلاثة في وقت واحد، بنفس جهد وتكلفة بناء السد العالي الذي تكلف في ستينيات القرن الماضي 500 مليون دولار، وهو عمل يتصف بالمستحيل، ولم لا؟ خاصة إذا علمنا أنه خلال حكومة المهندس إبراهيم محلب كانت هناك دراسات تشير الى أنه لا يمكن استصلاح أكثر من 60 في المئة من الأراضي في توشكى، لكن الرئيس شدد أنه عندما يكون الخيار أمنا قوميا، فلابد أن ينتبه متخذ القرار للمصلحة القومية، وهو ما يعني وجوب استغلال كل قطعة أرض يمكن استصلاحها، وأن الدولة تكسر التحدي وتتجاوزه، نعم هو المستحيل، لكنه المستحيل الذي سيتحقق بإذن الله تعالى، وبعزيمة قيادتنا السياسية ورجالها الأوفياء.
الجميل والرائع في افتتاح الرئيس السيسي لمشروعات “توشكى الخير” أن جهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة، يشارك مشاركة فعالة فيه عبر مشروعات الإنتاج الزراعي والحيواني والداجني والمزارع السمكية ومنتجات الألبان، والعديد من المشروعات الغذائية والصناعات الثقيلة والتعدينية المختلفة، إضافة للهيئة الهندسية والقطاع الخاص وبعض الشركات الوطنية الأخرى الخاصة بالمقاولات.
من ثمار هذه المشروعات التنموية الزراعية أيضا أنها كانت درعا واقيا لمواجهة التعدي على الأراضي الزراعية، وإضافة آلاف الأفدنة المستصلحة زراعيا لرقعة الدولة النهضوية، حيث تم استصلاح 500 ألف فدان في منطقة توشكى، و 186 ألف فدان بمنطقة شمال سيناء، و 270 ألف فدان بوسط سيناء، هذا إضافة إلى إنشاء أكبر مزرعة تمور في الشرق الاوسط.
ولم تقف القيادة السياسية عند هذا الخير من العطاء التنموى بتوشكى الخير فحسب، بل تبنت عدة مشروعات قومية تنفذها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وكما صرح رئيسها اللواء أركان حرب إيهاب الفار، ومنها مبادرة لتشجيع المزارعين للتحول الى نظام الري الحديث في اطار توجهات الدولة لتعظيم استخدام المياه بهدف تحويل حوالي 7.3 مليون فدان من منظومة الري بالغمر إلى نظام الري الحديث، والمشروع القومي لتبطين وتأهيل الترع بإجمالي أطوال 20 ألف كيلو متر، لتوفير 5 مليارات متر مكعب من المياه سنويا، جنبا الى المشروع القومي للزراعات المحمية والذي استهدف زراعة 100 ألف فدان بالصوب الزراعية ليساهم بشكل كبير في سد الفجوة الغذائية وتحقيق قدر كبير من التوازن في الأسعار.
كما لا أنسى لفتة الوفاء التي أولاها الرئيس السيسي لرئيس وزراء مصر الراحل الدكتور كمال الجنزورى، بإطلاق اسمه على محور توشكى تقديرا لدوره في المشروع.
وهكذا.. تدور عجلة النهضة التنموية الشاملة في أرجاء مصر المحروسة، بأيدي وعرق رجالها المخلصين وقيادتها السياسية الواعية، ودعاؤنا لله ألا تتوقف أبدا عن السير، وأن تمتد رقعتها إلى كل شبر من أرجاء مصرنا الحبيبة، وفى كافة المجالات، ولتحيا مصر برجالها الاوفياء.