كتب- أحمد نورالدين:
في إطار التعاون المشترك بين الأزهر الشريف والمجلس القومي للمرأة، انطلقت أمس فعاليات ثانى الحملات التثقيفية والتوعوية تحت عنوان: «العنف الأسري وخطره على المجتمع»، بمحافظة أسوان، وذلك بالتنسيق بين مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية والمجلس القومي للمرأة.
من جانبه افتتح السيد اللواء أشرف عطية – محافظ أسوان، فعاليات الحملة، بمشاركة نخبة من علماء الأزهر الشريف، والأوقاف، والكنيسة المصرية، وقيادات المجلس القومي للمرأة، والقيادات السياسية، والتنفيذية، والتعليمية، والشعبية بالمحافظة، في حضور جماهيري منظم؛ طبقًا للإجراءات الاحترازية الصحية، ورحب المحافظ خلال كلمته بعلماء الأزهر الشريف موجها الشكر لهم على هذه المبادرة التي تسعى لاستقرار المجتمع، وتحمي الأسرة من التفكك، كما أعرب عن سعادته بالمشاركته في هذه المبادرة، وأكد أهمية تكاتف جميع مؤسسات الدولة؛ لتحيقيق أهداف هذه المبادرة الكريمة.
وخلال كلمة المدير التنفيذي لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية الدكتور أسامه هاشم الحديدي استعرض تاريخ إنشاء وحدة لم الشمل، وجهودها في رأب صدع كثير من الأسر المصرية، والتي كان البعض منها منظورًا أمام المحاكم، وفي درجات التقاضي المختلفة، ونوه إلى أن الأزهر الشريف يتعاون مع كافة مؤسسات الدولة وهيئاتها؛ للحفاظ على استقرار المجتمع، والأسرة، وكان من ضمن هذا التعاون البروتوكول الذي وقعه معالي الوزير الأستاذ الدكتور الضويني – وكيل الأزهر الشريف والدكتورة مايا مرسي – رئيس المجلس القومي للمرأة؛ لاستقبال المجلس عددًا من النزاعات الأسرية، والقيام بالتدخل فيها وحلها.
وأشار إلى أسباب ظاهرة العنف الأسري؛ لافتًا إلى أنها تختلف من أسرة لأخرى، فأحيانًا تتعلق بالفرد ذاته، وأحيانا تتعلق بمحيط أسرته ومدرسته ومكان إقامته، وهناك بعض الأسباب التي تنشأ من خلال البيئة المحيطة والمحرضة على صناعة العنف الأسري، و أن وسائل الإعلام قد تكون آلة دعم قوية لمواجهة هذه الظاهرة إذا ما تمّ دعم الأُسرة بمحتويات فنية تحوّل العنف الأُسري إلى سلام واستقرار يدعم البناء، ويحقق العمران.
وفي نهاية كلمته وجه الشكر لمعالي محافظ أسوان على حسن الاستقبال وعلى التعاون المثمر بين الأزهر الشريف والمحافظة.
كما أكد المشاركون خلال كلماتهم أن سلوكيات العنف داخل الأسر تعد سلوكيات عامة تعاني منها العديد من المجتمعات، وقد تزايدت خلال السنوات الأخيرة في عدد من الدول، ثم جاءت جائحة فيروس كورونا المستجد لتعزز من ممارسات العنف الذي تتعرض له أفراد الأسرة في ظل ظروف الحجر المنزلي؛ مشددين على ضرورة تكاتف الجهود الداخلية والخارجية للتخلص من كافة أشكال العنف الأسري، بما يسهم في استقرار الأسرة والمجتمع.
بدأت هذه المبادرة وحملاتها بالتزامن مع اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، والمبادرة العالمية «16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة»، التي أطلقتها منظمة الأمم المتحدة، بهدف مناهضة جميع أشكال العنف الموجه ضد النساء والفتيات حول العالم، ومن أجل استعادة القيم الأسرية، ونشر الوعي الديني والمجتمعي، والتصدي للظواهر المجتمعية السلبية.
ومن المقرر أن يتبع هذا اللقاء لقاءات جماهيرية في قرى المحافظة بشكل عام، والقرى التابعة للمبادرة الرئاسية «حياة كريمة»؛ وذلك للتوعية بكيفية اختيار شريك الحياة، والتغلب على المشكلات التى تواجه الأسرة؛ سيما العنف الأسري، وأسس الحياة الزوجية السعيدة، بالإضافة إلى تحصين الشباب من الأفكار المتطرفة والهدامة، ومواجهة الظواهر المجتمعية السلبية، ونشر الوعى الديني الوسطي المستنير.
جدير بالذكر أن مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية عقد العديد من اللقاءات، والندوات، وورش العمل في كافة محافظات مصر وربوعها، شملت الجامعات، والمدارس، والمعاهد، ومديريات التربية والتعليم، ودواوين المحافظات، وفروع المجلس القومي للمرأة، والجمعيات الأهلية، والمستشفيات والمراكز الطبية، ومراكز الشباب وقصور الثقافة، والرائدات الريفيات والتجمعات البدوية.
فى سياق متصل واصل مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية والمجلس القومي للمرأة، اليوم الثلاثاء؛ فعاليات اليوم الثاني من حملة برنامجه للتوعية الأسرية والمجتمعية المُقامة في محافظة أسوان، بجولة تثقيفية ضمت جامعة أسوان وبعض مراكز الشباب، وذلك في إطار التعاون المشترك بين الأزهر الشريف والمجلس القومي للمرأة.
في بداية اللقاء التفاعلي الذي جمع أعضاء مركز الفتوى بالأزهر الشريف بشباب جامعة أسوان؛ أكد الدكتور أسامة الحديدي – المدير التنفيذي لمركز الأزهر العالمي للفتوى الألكترونية، أهمية استثمار الوقت؛ موضحًا العلاقة بين الوقت الضائع وزيادة معدلات العنف الأسري.
وأشار «الحديدي» إلى أن الوقت هو عمر الإنسان، الذي إذا ما انقضى لن يستطيع استعادته، ولا حتى استعادة جزء منه، وإذا كان العمر هو أغلى شيء لدى الإنسان فإن الوقت هو رأسُ مال الحياة وأساسُها؛ ناصحًا الشباب باستثمار كل لحظات الحياة والانتفاع بها، حتى تصير لحياتنا قيمة؛ لافتا إلى أن غياب الحرص على الوقت، هو غياب للحياة ذاتها، وأن معالجة آثار العنف الأسري تستقطع من الوقت الكثير على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع، بل إن بعض معالجات آثار العنف لا تجدي نفعا.
وحذر المدير التنفيذي لمركز الفتوى، من استغلال الشباب لحالة الشقاق بين الوالدين في الاستفادة بمساحة حرية مُتوهمة، ناتجة عن غياب الرقابة في حال استمرار الشقاق والخلاف بين الوالدين؛ موجهًا الشباب إلى الابتعاد عن إطار مشاكل الأبوين، وإلى خطورة تغذيتها أو استقطاب أحدهما فيها، بل يكون الشاب ملاذًا آمنا لرأب الصدع بين الوالدين حال الشقاق بينهما، وأن يوقن أن له دورًا مهمًا في حل العنف داخل الأسرة، ونزع فتيل الشقاق فيها.
كما أكد الدكتور/ رضا محمود السعيد – منسق قسم البحوث والتدريب بمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية على ضرورة ترسيخ ثقافة الحوار الأسري، وتعزيز قيم التواصل الإيجابي بين جميع أفراد الأسرة، باعتبار ذلك أحد أهم طرق الحد من ظاهرة العنف الأسري في المجتمع.
من جانبه أكد الدكتور مجدى محمد على – نائب رئيس جامعة أسوان السابق، أن التعاون المستمر مع الأزهر الشريف مُتمثِّلًا فى مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، وكذلك التعاون مع المجلس القومي للمرأة من خلال الحملات التوعوية والتثقيفية، تهدف إلى الوقاية من العنف وأسبابه والبعد عن آثاره؛ مما يؤثر إيجابًا بين شباب جامعة أسوان، بل والمجتمع ككل؛ معبرًا عن تقديره لفضيلة الإمام الأكبر، وحرصه على التعاون الدائم مع مؤسسات الدولة في سبيل تحقيق كل ما فيه الخير للشباب والوطن.
وعن مداخلات الشباب قالت بسمة قريطم من وحدة الدعم النفسي والاجتماعي بالمجلس القومي للمرأة: إن شعور المتعرضات للعنف وما يعانينه من ضغط نفسي، وخوف من عرض مشاكلهن؛ يقف دائما حجر عثرة دون تخطي أزماتهن الناجمة عن العنف؛ لافتةً إلى أن أول خطوات العلاج هو عدم لوم النفس وضرورة اللجوء إلى أهل العلم للحصول على المساعدة، بالإضافة لوجوب بذل جهود ذاتية لتطوير النفس والذات بما يواجه العنف فى المستقبل.
وعلى هامش لقاءات اليوم؛ انطلق أعضاء مركز الأزهر العالمي للفتوى، إلى غرب أسوان للقاء الشباب بأحد مراكز الشباب، حيث أكد علماء الحملة على أن استخدام العنف يتنافى مع تعاليم الأديان والقيم الدينية والإنسانية، وأن الشرائع والأديان جاءت لإرساء السلام والمودة والرحمة بين جميع أفراد المجتمع؛ لا سيما أفراد الأسرة الواحدة، وحينما نراجع نصوص الشرع الشريف قرآنا وسنة؛ نجد الهدي الرباني يحث دائما على الترابط والود والرفق والتعاون على البر والتقوى، لا على الإثم والعدوان.
وشهدت الفعاليات تفاعلًا كبيرًا من خلال الأسئلة التي وجهها طلاب الجامعة لأعضاء الفتوى بالأزهر، والتي تركزت حول العنف بين أفراد الأسرة، والعلاقة بين الأخوة فيها، وضوابطهما في الإسلام، وأسباب التفكك الأسري، وانتشار الطلاق في المجتمعات.
بدأت هذه المبادرة وحملاتها بالتزامن مع اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، والمبادرة العالمية «16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة»، التي أطلقتها منظمة الأمم المتحدة، بهدف مناهضة جميع أشكال العنف الموجه ضد النساء والفتيات حول العالم، ومن أجل استعادة القيم الأسرية، ونشر الوعي الديني والمجتمعي، والتصدي للظواهر المجتمعية السلبية.
ومن المقرر أن يتبع هذا اللقاء لقاءات جماهيرية في قرى المحافظة بشكل عام، والقرى التابعة للمبادرة الرئاسية «حياة كريمة»؛ وذلك للتوعية بكيفية اختيار شريك الحياة، والتغلب على المشكلات التى تواجه الأسرة؛ سيما العنف الأسري، وأسس الحياة الزوجية السعيدة، بالإضافة إلى تحصين الشباب من الأفكار المتطرفة والهدامة، ومواجهة الظواهر المجتمعية السلبية، ونشر الوعي الديني الوسطي المستنير.