مسقط – خاص :
تزامناً مع الاحتفالات العُمانية بحلول العيد الوطني الحادي والخمسين للنهضة، إستقبل ميناء خصب السفينة السياحية (ماين شيف ٦) التابعة لشركة (توي كروزيس) اليوم وعلى متنها أكثر من ٢١٠٠ سائح من دول العالم المختلفة مع بدء موسم السياحة البحرية
وفي إطار الجهود المبذولة لعودة الحركة السياحية وترسيخ مكانة سلطنة عُمان التي تمثل وجهة رائدة ومتميزة لقطاع سياحة السفن في المنطقة.
وتعد هذه الزيارة الأولى للسفن السياحية لموانئ سلطنة عُمان بعد انقطاع دام عامين في الفترة الماضية جراء تداعيات جائحة كوفيد 19 كما تأتي بعد اعتماد البروتوكول الخاص باستئناف نشاط السفن السياحية.
وقد حرصت وزارة التراث والسياحة وبالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة على الدعوة لتطبيق كافة الإجراءات الإحترازية والوقائية للحد من انتشار الفيروس طبقًا للتعليمات الصادرة من اللجنة العليا.
كما تعد سياحة السفن السياحية واليخوت الفاخرة أحد أنماط السياحة الجاذبة وواحدًا من القطاعات الواعدة للسياحة العمانية لما يمثله هذا القطاع من أهمية في الترويج لسلطنة عُمان كأحد الوجهات البارزة إقليميا وعالمياً من خلال استقطاب كبريات الشركات العالمية المسيرة للسفن العالمية للرسو في موانئ السلطنة المختلفة ومن ثم الاستفادة من تواجد هذه الفئة من السياح عن طريق تنظيم الرحلات والبرامج السياحية للمقاصد المختلفة وبالتالي تعظيم استفادة المجتمع المحلي من خلال الإسهام في توفير فرص عمل ورفد الناتج المحلي.
وسجلت سلطنة عُمان خلال موسم 2018/2019 ارتفاعًا في عدد الزوار القادمين عبر السفن السياحية بنسبة تزيد على ٤٥ بالمائة، ليبلغ عددهم ٢٨٣ ألف زائر مقارنة مع موسم 2017/2018 البالغ عددهم ١٩٣ ألف زائر.
يُعد قطاع السياحة رافداً أساسياً للاقتصاد العُماني، وقد عملت حكومة السلطنة خلال الشهور الماضية على تنفيذ العديد من المبادرات والمشروعات لتنشيط السياحة في مختلف المناطق العُمانية، حيث بذلت جهوداً مكثفة في خطة توظيف اقتصادي للمواقع السياحية، لإعادة هيكلة كل المؤسسات العُمانية المعنية بالجانب التراثي والسياحي في مؤسسة واحدة هي وزارة التراث والسياحة، التي عملت خلال الفترة الماضية بشكل ميداني
وبذلت جهوداً مضنية لتحويل المواقع التراثية والثقافية في السلطنة إلى مساحات جذب إقتصادي تضج بالحياة وقادرة على المساهمة في نمو الاقتصاد الوطني، باعتبار أن الاستثمار المستدام للتراث والثقافة والفنون من الأهداف الرئيسية لرؤية 2040.
كما قامت الحكومة العُمانية مؤخراً، بالإتجاه نحو إفتتاح مكاتب تمثيل سياحية خارجية لتسويق وترويج السلطنة سياحياً، ضمن منظومة التطوير والتجديد بالخطط والبرامج التسويقية التي تنفذها وزارة التراث والسياحة، وكان باكورة هذه المكاتب في الصين .
وبالتوازي مع هذا العمل الخارجي، تعمل الحكومة وبشكل مكثف داخل السلطنة على مدار اللحظة لتطوير وتنمية كافة المناطق السياحية في مختلف المحافظات، فقد قامت مؤخراً بوضع محافظة “مسندم” ضمن أولوياتها في التطوير والتنمية السياحية المستدامة.
وتعمل الحكومة العُمانية بخطوات حثيثة على تطبيق استراتيجية سياحية وفقاً لرؤية 2040، تهدف لجعل عُمان وجهة سياحية عالمية للعمل على رفع نسبة مساهمة القطاع السياحي في الناتج الإجمالي المحلي، وتأمل أن يسهم تنفيذ هذه الإستراتيجية في زيادة عدد الوظائف المرتبطة بالقطاع السياحي حتى عام 2040م لتصل إلى أكثر من 500 ألف فرصة عمل، مع زيادة حجم الإستثمارات المتوقعة حتى عام 2040م لتصل إلى 19 مليار ريال عُماني (حوالي 49.4 مليار دولار)،
إلى جانب زيادة المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي كحد أدنى 6% وتنمية الإقتصاد المحلي وتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لتصل إلى 1200 مؤسسة بحلول عام 2040م.
وتهدف رسالة السياحة العُمانية حالياً إلى تنوع الاقتصاد وإيجاد فرص عمل، من خلال تقديم تجارب سياحية ثرية بطابع عُماني خالص، وأن تصبح السلطنة مع انتهاء الرؤية المستقبلية من أهم المقاصد السياحية التي يزورها السائح لقضاء الإجازات وللاستكشاف والاجتماعات، والمستهدف أن تجذب 11 مليون سائح دولي ومحلي على أقل تقدير.