برامج رمضان 2020 نظرة تحليلية
بقلم/ د. حنان عبد الباقي محمد خليل
الأستاذ المساعد بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا
تميزت برامج رمضان لهذا العام بطفرة تغيير جذرية من حيث الموضوعات التي تناولتها و كيفية تناولها مختلفة تماما عذ ذي قبل.
وحتي المسلسلات التليفزيونية تميزت معظمها بالأصالة وعدم التكرار عن موضوعات تقليدية تم عرضها وتكرارها أكثر من مرة.
وحتي الإعلانات الخاصة بالتبرع لمستشفيات قلب الأطفال ومستشفى أورام الكبد ومستشفى الحروق وكذلك مستشفى سرطان الأطفال والمستشفيات الجامعية تميزت بإهداء صوت الفنانين للحث على التبرع لتلك المستشفيات مما تسبب في تغيير نظرة المواطن المصري الذي اضطر للجلوس في المنزل بسبب الظروف التي تمر بها بلدنا الحبيبة مصر و العلم من الحجر الصحي لتجنب انتشار وباء كورونا.
وقد تناول عدد من المسلسلات الرمضانية قضايا شائكة وخطيرة على بيوتنا مثل خطر فيروس كورونا وأشد لأن تلك المشكلات تهدد بيوتنا بالانهيار وتؤثر سلبا على الأبناء من الأطفال والشباب الذين هم عصب الأمة ومستقبلها.
ومن تلك البرامج التي تناولت كيفية مواجهة الفتن والتصدي لها داخل وخارج المنزل بصورة إيجابية بحيث يتم حل المشاكل الأسرية والتحديات بين الزوجين حتى لا يتم تدمير أسر كاملة وتحطيم نفسية الأبناء هو برنامج ” على أبواب الفتن”والذي قدمه المذيع الشاب مصطفى حسني والذي تميز بقدرته الفائقة على التعامل مع الشباب والأطفال وكيفية التصدي لأي مشكلة بعقلانية وبالوسطية والاعتدال بعيدا عن التعصب أو التشدد.
وكذلك من البرامج المميزة كان برنامج “قلوب عامرة” للدكتورة نادية عمارة وقد تميز البرنامج بمساعدة المشاهدين من الآباء والأبناء على ترسيخ المفاهيم الإيمانية والتقرب من الله بحيث تكون قلوبنا عامرة بذكر الله ونستفيد من هذا الشهر الكريم الذي يهل علينا كل عام مرة واحدة ليكون فرصة لنا لنطهر بها قلوبنا و أنفسنا ويرزقنا الله فيه بدعوات مستجابة طوال الشهر
ويرزقنا فيه الله رحمته وعفوه وعتق رقابنا من النار نحن وأبنائنا وأهلينا وكل المسلمين.
ومن المبادرات التي تستحق كل تقدير مبادرة ” حياة كريمة” التي تبناها سيادة رئيس الجمهورية والممولة من صندوق ” تحيا مصر” والذي تلقى التبرعات من كل من يحبون بلدهم بهدف نبيل وراقي وهو إعالة الأسر غير القادرة عن طريق إمدادهم بالحاجات الأساسية من مطعم ومشرب وغيره طوال الفترة الحرجة التي تمر بها البلاد حتى تزول تلك المحنة ولحمايتهم من السؤال في هذا الشهر الكريم وحتى بعد الشهر الكريم لتجنب نزولهم لأعمالهم وإصابتهم بالفيروس هم وأسرهم.
وما شاء الله على الشباب الذين تطوعوا لهذا العمل النبيل بدافع الحب والانتماء لبلدهم الغالية مصرنا الحبيبة.
ومن المسلسلات التي تناولت قضايا أسرية ومناهضة العنف ضد المرأة وحماية حقوقها في أن تحيا حياة كريمة في بيت زوجها وبأنه يتوجب على كل زوج أن يراعي الله في زوجته وأبنائه وانعكاس المعاملة السيئة على الزوجة والأبناء انعكاسا سلبيا وشعور الزوج بالندم بعد فوات الأوان وبأن أسرته هي مكسبه في الحياة هما مسلسلين لكل أبطالها كل الاحترام والتقدير لأن الهدف واضح أنه نبيل ووراءه رسالة راقية ولا يحتوي أيا منهما على أي مشاهد مبتذلة.
مسلسل “فرصة تانية” وأخص بالذكر دور الزوجان مريم ومدحت اللذان أجادا دورهما لدرجة فائقة ويستحقان كل تقدير واحترام
واللذان قام بدورها النجمة هبة مجدي والممثل محمد دياب فجاء الدور ليعكس ما تتعرض له كثير من بيوت المصريين خاصة الزوجة التي تتعرض أحيانًا للاعتداء البدني و سوء المعاملة أمام ابنتها وتشويش شخصيتها وتراكم ردود سوء معاملة والنتيجة هي للأسف الطلاق وبدون رجعة.
نفس الفكرة تمت مناقشتها في مسلسل “ونحب تاني ليه!” والذي سلط الضوء على المرأة المطلقة التي تعول ابنتها الوحيدة وانشغال طليقها بالسهر وبعمله وإهمال ابنته، وحق المطلقة في أن تتزوج مرة أخرى وأن تعيش حياة طبيعية كأي امرأة أخرى مع من يقدرها ويحترمها.
وكذلك نظرة المجتمع للمرأة المطلقة السلبية بأنها للأسف “خرج بيت” وبأنه لا يصح أن يتزوجها رجل لم يسبق له الزواج حتى وإن أحبها بصدق.
قضايا حياتية و واقعية تم عرضها وبمصداقية من خلال برامج ومسلسلات بل وبعض إعلانات رمضان ساهمت في تغيير مفهوم النشء من الشباب والأطفال والفتيات وتصحيح مفاهيم خاطئة تجاه عزوف كثير من الفتيات عن الزواج بسبب الخلافات العائلية
داخل كثير من البيوت المصرية.
وتغيير مفاهيمه بأنه ليست كل البيوت بهذه السلبية وكانت بعض البرامج مجرد جرس إنذار لبعض الآباء و لأمهات بأن يتجنبوا التناحر أمام أبنائهم حتى لا يؤذوهم نفسيا أو اضطرار أبنائهم للأمان الخارجي أو معرفة قرناء السوء وبأن الآباء والأمهات قدوة لأبنائهم وبأنهم يجب أن يحتاطوا لسلوكهم أمام الأبناء حتى ينشئوا أسوياء.
ومن المسلسلات المحترمة التي كان هدفها ترسيخ مبدأ الانتماء وتصحيح بعض المفاهيم المغلوطة والمقترنة بالتعصب الديني وهدفها كان محاربة الإرهاب مسلسل “الاختيار” وهو عرض للسيرة الذاتية للشهيد محمد المنسي وتضحيته بحياته من أجل مواجهة الإرهاب بسيناء الحبيبة والتعرض للجماعات الإرهابية.
وتسليط الضوء على الفرق بين “الإرهاب” و “الجهاد في سبيل الله” وأن الإرهاب ليس له دين ولا هوية وأن هدفه الرئيسي هو تفريق الأمة الإسلامية وأن ديننا الإسلام الحنيف بريء منه.
تحية للهيئة الوطنية للإعلام على برامج الشئون المعنوية.