بقلم: د. أحمد عرفة
عضو هيئة التدريس بقسم الفقه المقارن جامعة الأزهر الشريف
ينبغي علينا جميعا في البداية أن نعلم العلم شرف، ومن ذاق عرف، ومن عرف اغترف، وقد رفع الله تعالى شأن العلم وأهله فقال: “يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ” ومع بداية أول يوم في العام الدراسي الجديد نسأل الله تعالى التوفيق والسداد لأبنائنا من الطلبة والطالبات، وأن يرزقهم العلم النافع والعمل الصالح، وأن يكتب لهم النجاح، ويحقق لهم أمانيهم، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
رسالة لكل معلم: اجتهد في تحضير دروسك جيدا، وأحسن إلى طلابك، واصبر عليهم، تجد الخير في الدنيا والآخرة، وتذكر دائما قول النبي صلى الله عليه وسلم: وإن الله وملائكته، وأهل السماوات والأرض ليصلون على معلمي الناس الخير، حتى النملة في جحرها، وحتى الحيتان في البحر. فاجتهد في توصيل العلم لطلابك، وأحسن إليهم بالكلمة الطيبة، والمعاملة الحسنة، وتذكر أن تلميذ اليوم قد يكون أستاذ الغد، وأن تعليم العلم هو خير صدقة جارية لك بعد موتك، فجدد النية في تعليم العلم ونشره، فإن هذا من أفضل الأعمال التي تنفع صاحبها في حياته وبعد موته.
وإلى كل طالب: اخلص لله في طلبك للعلم وجدد نيتك، واصبر وتحمل المشاق في سبيل العلم وتحصيله، وتأدب مع معلمك واجتهد في توقيره والإحسان إليه تنل بركته. وتذكر دائما قول النبي صلى الله عليه وسلم : وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع. وعليك باحترام معلمك، وحسن الإصغاء إليه، والتأدب بآداب طالب العلم، والتي منها: الإخلاض لله تعالى في الطلب، وأن تكون نيتك نفع نفسك وغيرك بالعلم، والصبر على تحصيل العلم، ومذاكرة الدروس أولاً بأول، وألا تؤجل عمل اليوم إلى الغد، وأن تحافظ على صلاتك فهي نور حياتك، وأن تصاحب القرآن الكريم ففيه السعادة في الدنيا والآخرة.
فاللهم إنا نسألك علما نافعا، وقلبا خاشعا، ولسانا ذاكرا، وجسدا على البلاء صابرا، وعمل متقبلا. اللهم عجل لنا بالشفاء التام، وردنا إلى محراب العلم والدعوة على خير يارب العالمين. اللهم آمين، والحمد لله رب العالمين وفق الله الجميع.