كتب-أحمد نورالدين:
برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف –حفظه الله تعالى– وإشراف الأستاذة الدكتورة نهلة الصعيدي رئيس مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب عميد كلية العلوم الإسلامية للوافدين، أُقيم حفل كبير لتوزيع جوائز الفائزين في مسابقة مئذنة الأزهر للشعر العربي للموسم الثاني؛ بمركز مؤتمرات الأزهر الشريف بمدينة نصر.
حيث تمَّ تكريم الفائزين بحضور العديد من سفراء الدول العربية والإسلامية، وقيادات الأزهر الشريف والأوقاف، ولفيف من العاملين بالأزهر بمختلف قطاعاته (مشيخة الأزهر، وجامعة الأزهر، وقطاع المعاهد، ومجمع البحوث الإسلامية)، وتضمن الحفل تكريم الشاعر الكبير عبد الواحد الرزيقي مدير عام الإدارة العامة لإدارة الأزمات والكوارث والحد من المخاطر بوزارة الأوقاف المصرية؛ لفوز قصيدته “جنة العرب” في المسابقة.
جدير بالذكر أن الرزيقي كان رئيسًا لمجلس إدارة نادي أدب ساحل سليم، وسكرتيرًا لنادي الأدب المركزي بأسيوط في سن مبكرة، كما حصل الرزيقي على عدة جوائز، منها: جائزة الشئون المعنوية “المسابقة الأدبية الرابعة للقوات المسلحة” – مجال الشعر الفصيح – 2015م، جائزة فلسطين الد ولية دورة “سميح القاسم” عن ديوان “أحوال الحالم بعروس النهر” – عَمَّان – الأردن – 2015م، وصل لقائمة جائزة راشد بن حمد الشرقي للإبداع في مجال أدب الأطفال عن مسرحية “شجرة المحبة” – الدورة الأولى – الفجيرة – الإمارات 2018م، جائزة الاستحقاق من مؤسسة ناجي نعمان للثقافة – عن ديوان “على بُعد ترنيمة من شعائر قداسها ” – لبنان- 2013م كما حصل كتاب الجوائز لهذه الدورة على أفضل أنطولوجيا شعرية حول العالم من مركز الترجمة العالمي بالصين لعام ٢٠١٤م، فاز بجائزة كتاب الجمهورية الكبرى (الدورة الثانية: “دورة ثورة يناير”) – عن ديوان “الولد العاشق والبنت المعشوقة ” مصر– 2012م، جائزة المواهب (دورة إبراهيم أصلان) من المجلس الأعلى المصري للثقافة عن ديوان “حين يُعطي وصفها ليمامتين” – عام 2012م، القائمة القصيرة لجائزة رونق للقصة العربية – الراصد الوطني للنشر – عن مجموعة “الطريق” – المملكة المغربية – 2017م، جائزة مركز طلعت حرب الثقافي التابع لصندوق التنمية الثقافية بالهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة في مجال شعر الفصحى – عام 2013م، جائزة مسابقة مركز مساواة لحقوق الإنسان- في مجال الشعر – عام 2012م، جائزة ملتقى الصعيد الثقافي الثاني- في مجال الشعر الفصيح – عام 2014م، فاز بالنشر الاقليمي عن ديوان “لستُ نبيّاً حتى أنبئكم بالتأويل” – الهيئة العامة لقصور الثقافة – 2012م، جائزة مركز عماد قطري للتنمية الثقافية عن ديوان “وأضاءت مشكاتي” عام 2014م، جائزة مسابقة جمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين في مجال شعر الفصحى – عامي 2008 ، 2010م، جائزة مسابقة فرع ثقافة أسيوط في مجال شعر الفصحى عام 2009.
كما صدر للرزيقي عدة دواوين، منها: ديوان “وأضاءت مشكاتي” – مركز عماد قطري للتنمية الثقافية والإبداع – عام 2014م، ديوان “حين يُعطي وصفها ليمامتين”- المجلس المصري الأعلى للثقافة–كتاب المواهب – عام 2013م، ديوان “لستُ نبيًّا حتى أنبئكم بالتأويل” – شعر فصيح – الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة – عام 2012م، ديوان”زرع الهموم” شعر عامي مربعات من فن الواو (الرباعي في المغرب العربي) – دار وعد للنشر والتوزيع – عام 2008، ديوان “لن أعود إليكِ” – مشترك – الجمعية المصرية لرعاية المواهب – عام 2004، مجموعة قصصية ” قصص قصيرة جدًا” بعنوان “نافذة مفتوحة على غرف مغلقة” – مؤسسة روائع للثقافة والنشر والتوزيع – 2017م.
وقد تغزّل الرزيقي في اللغة العربية من خلال قصيدته “جنة العرب”، مؤكدًا عشقه لها، ومدى ارتباطه بها فهي لغة القرآن وحديقة العرب الغنّاء، ومما جاء فيها:
»أمُّ اللُّغَاتِ« تَـبُثُّ الرُّوحَ فِي النُّجُبِ يَا بَهْجَةَ النَّفْسِ صَلِّي الْفَجْرَ وَاقْتَـرِبِي
الآنَ أَخْتَارُ فِيكِ »الْـوِرْدَ« مِسْـبَحَةً »صَوتَ السَّمَاءِ« سَنًا مِنْ كَوْثـَرِ الكُتُب
مَا زِلْتُ أتْلُوهُ فِي الْوِجْدَانِ تَرْجَمَةً لِعَالَمِ الْحُبِّ.. حَيثُ الْحُبُّ لَمْ يَخِبِ
تَـعَـلَّـقَ الْحَـرْفُ تِـلْـوَ الْحَـرْفِ سَـاقِـيَـةً حَـتَّـى تَـوَضَّــأَ مِـنْ آيـَاتِـهِ أَدَبِـي
»لِلذِّكْرِ« هَيَّأْتُ إحْسَاسِي.. »لِمُلْهِمَتِي« هَيَّأْتُ رُوحِي.. فَهَامَتْ بِي عَلَى السُّحُبِ
فِـيـهَـا صَـعِـدْتُ إِلَى الْعَلْيَاءِ مُرْتَقِيًا بُـرَاقَ وَجْدِي.. فَجُزْتُ الْمَجْدَ بِالْحَسَبِ
فِي صَفْحَةِ الأُفْـقِ أَنْـهَارٌ وَطَـيـرُ سَـنًـا … وَالْمُـرْتَـقُـونَ إِلَى جَـنَّـاتِـهِـم عَـقِـبِـي
يَا مَنْ تَـأَمَّـلَتِ الأَرْوَاحَ تَـقْـرَؤُهَـا زَهْـرًا.. فَـفَـرْعًا.. فَـأَصْـلاً طَـاهَرَ النَّسَبِ
الآنَ أَخْـتَـارُ فِـيـكِ الْحُبَّ أُغْـنِـيَـةً تَـرْتَـادُ كُـلَّ مَدًى بِالشَّدْوِ وَالطَّرَبِ
غَنَّيْتُ بِاسْمِكِ، كَانَ »الْحَرْفُ« أَدْعِيَةً: تَحْـيَا ابْنَةُ النَّبْضِ.. تَحْيَا »جَـنَّـةُ الْعَـرَبِ«
لَولاكِ مَا كَانَ – لِي- لِلْحُبِّ أَشْرِعَةٌ شَقَّتْ فُـؤَادِي.. وَصَوْتُ النَّبْضِ كَالْلَجَبِ
سَافَرْتُ فِيهَا زَمَانًا لَسْتُ أُدْرِكُهُ.. لَكِنَّنِي أُدْرِكُ الأشْوَاقَ مِنْ كَثـَبِ
لِلأَبْجَدِيَّةِ نَبْضُ »الضَّادِ« صَاغَ دَمِي – نَقْشًا عَلَى الرُّوحِ- حَرْفًا مَاجِدَ الرُّتَبِ
مِنْ مَشْرِقِ الرُّوحِ شَمْسُ »الْحَرْفِ« سَاطِعَةٌ زَهْـرَاءُ تَـزْهُو بِثَوبِ الضَّوْءِ وَالْلَهَبِ
نُورٌ… تَجَـلَّتْ عَلَى نُورٍ كَوَاكِـبُـهَا آيَاتِ حُسْنٍ مِنَ الإشْـرَاقِ والذَّهَبِ
لَمَّـا أُلَـوِّنُ فِي الصَّـحْـرَاءِ وَرْدَتَـهَـا أَعُودُ لِلْحَقْـلِ غُصْنًا أَخْضَرَ الأَرَبِ
هَذَا حَنِينُ الصِّـبَا .. مَا زَالَ يَـتْـبَـعُـهَا فِي سُـلَّمِ الْعُـمْـرِ دَهْرًا والْحَنِـينُ صَبِي
يَـغْـفُو عَلَى هَدْأةِ الأحْشَاءِ تَحْمِلُهُ يَصْحُو عَلَى ثَورَةِ الوِجْدَانِ وَهْوَ أَبِي
سَكَبْتُ قَلْبِي.. بِمِسْكِ الْحَرْفِ سَالَ دَمِي – بالنَّبْضِ يَجْرِي- مِدَادَ الرُّوحِ فِي الْقَصَبِ
أَرَاكِ فِي دَمْعِ عَينِي حِينَ يَأْخُذُهَا شَـجْوُ الْحَـنِـينِ لآيِ الذَّكْـرِ فِي وَصَبِي
صَاغَتْ مَعَانِيكِ في الوِجْدَانِ مَلْحَمَةٌ لِلْحُبِّ مَوصُولَةُ الأَرْحَامِ وَالْـعَصَبِ
يَا مُهْجَةَ الْقَلْبِ.. مَجْرَى الْحُبِّ فِي كَبِدِي نَهْـرًا تـَوَضَّـأَ بِالأَنْـوَارِ وَالْعُـشُـبِ
اسْـتَـقْـبِـلِي مَوْكِبَ الأمْجَادِ.. لَيْسَ لَهُ مِـنْ دُونِ بَـابِكِ بَـابٌ جَدَّ فِي طَلَبِي
مِـيقَـاتُ رُوحِي عَلَى مِعْرَاجِهِ صَعِدَتْ … وَحْيٌ وَنُـورٌ وَتَـقْـدِيـسٌ لِمُـقْـتَـرِبِ
لَمَّا »تَبَسْمَلَ«.. ظَلَّ »الْوَحْيُ« يَغْسِلُـنِي طُهْرًا.. فَطُهْرًا.. بِضَوءٍ مِنْكِ مُنْسَكِبِ
وَرْدٌ دَمِي مِنْ شَـذَا »الإلْـهَامِ« أَقْـطِـفُـهُ مِنْ»سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى« مِنْ دَوحَةِ الْخُطَبِ
مِنْ سُنَّةِ »المُصْطَفَى« تَجْرِي مَذَاهِبُهُ زَهْرَاءُ فِي جَبْهَةِ الْمِشْكَاةِ وَالْحِقَبِ
قَوْلِي سَبِيلٌ.. وَنَخْلِي مَدَّ هَامَتَهُ كَيْمَا يُعَانِقُ حُجَّاجًا مِنَ السُّحُبِ
مَخَاضُ رُوحِي لِجِذْعِ النُّورِ ألْجَأَهَا حَـتَّـى تَـجَــلَّـتْ عَلَيهَا رَبَّةُ الأدَبِ
زَهْرُ »الْمَعَانِي«.. »اشْـتِـقَاقُ« الْلَفْظِ.. مَـنْـبَـتُـهُ سِحْرُ »الْبَيَانِ«.. »بَدِيعُ« الشِّعْـرِ وَالطَّرَبِ
تَحْكِي الْقَصِيدَةُ أَنَّ السِّـلْمَ شِـرْعَـتُـهَا رُوحَ التَّسَـامُحِ .. نَـبْـذَ الْعُـنْـفِ وَالرَّهَبِ
مُدِّي بِسَاطَ السَّـنَا لِلأُفْقِ أَجْـنِـحَـةً بَحْرًا مِنَ الْحِلْمِ يَحْدُو كُلَّ مُـنْـتَسِبِ
تَصْـبُو إِلَيَّ رُؤًى.. بِالْوَحْيِ أُبْصِرُهَا مِنْ سِدْرَةِ النُّورِ بَينَ الأُفْقِ وَالْحُجُبِ
فِي مُـزْنِـهِـا الْغَـيـثُ.. وَالأَكْبَادُ ظَامِئةٌ حَـتَّى ارْتَوَتْ مِنْ نَدَى أَوْرَادِهَا رُغُبِي
اللهُ يَحْفَظُهَا.. »بِالذِّكْرِ« خَلَّدَهَا فِي النَّاسِ أَنْطَقَهَا »قُرْآنَ« خَيرِ نَبِي
فِي مَوكِبِ الْعِـشْقِ ظَلَّ الْقَلْبُ يَحْرُسُهَا مِنْ طَعْنَةِ الْغَدْرِ: نَارِ الْحِقْدِ وَالشَّغَبِ
خَـفَّـاقَةٌ بِالسَّمَا تَـزْدَانُ رَايَـتُـهَا فَاصْطَفَّ مِنْ خَـلْفِـهَا جَيشٌ مِنَ النُّجُبِ
مِنْ »أَزْهَرِ الْعِلْمِ« فَجْرُ الْعَارِفِينَ بَدَا نُورًا يُـزِيلُ ظَلامَ الْجَهْـلِ وَ الْغَضَبِ
مُـزَّمِّـلاً بِـدِثـَـارِ الْوَحْيِ يُـشْـعِـلُـهَـا فِي الرُّوحِ شَمْسًا.. فَلَمْ تَـغْـرُبْ وَلَمْ تَـغِـبِ
كَمْ قَدْ غَزَتْ لُكْنَةٌ عَجْمَاءُ أَلْسِنَةً مَاتَتْ.. وَمَا زَالَ لَفْظِي غَايَةَ الطَّـلَبِ
تَرْوِي الْمُتُونُ الْمَهِـيـبَاتُ التي كُـتِـبَـتْ فِي جَوْهَرِ الْعِلْمِ أنَّ »الضَّادَ« مِنْ نَسَبي
»نَهْجُ الْبَلاغَةِ« وَ »الآدَابُ« أيْكَتُهَا كُلُّ »الْعُلُومِ« بلا شَكٍّ بلا رِيَبِ
مِنْهَا »الْحَدَاثَةُ« وَ »الإبْدَاعُ« غَايَـتُـهَا مِنْهَا »التَّجَلِّي«.. »فُـنُونُ« الْمِـصْـقَـعِ الدَّرِبِ
شَمْسُ »الْمَعَارِفِ« مَاءُ الرُّوحِ.. شَافِـيَـةٌ أَوْرَادُهَا زَمْزَمُ الأَجْدَادِ … وَالْعَـقِـبِ
»اقْـرَأْ« وَرَبُّـكَ حَـقٌّ أَنْ يُــنِـيـرَ بِـهَا لَيلَ الْقُلُوبِ وَيَمْحُو ظُـلْمَـةَ الْحَرَبِ
دَمِـي الْفِدَاءُ.. لِـرُوحِ »الضَّادِ« قَـدَّمَـهُ مِـنِّـي الْـوَفَـاءُ لأُمِّـي: أُمَّـة الْـعَـرَبِ