بقلم: د. وائل محمد رضا
دكتوراة الفلسفة في العلوم البيئية
الموضوع الذي سنتحدث عنه اليوم هو من أخطر الموضوعات علي الإطلاق من وجهه نظري وهو مخلفات الهدم والبناء التي انتشرت على جانبى الطريق في كل مكان ، وبحسب تصريحات الدكتو مرصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء في شهر أغسطس 2020 أن إجمالي الإستثمارات في قطاع الطرق يقترب من 950 مليار جنيه مصري بتنفيذ حوالي 7 آلاف كيلو متر للطرق الجديدة حيث أنها تعد من شرايين التنمية وتسهل الحركة علي المواطنين وتوفر في الوقت وقلة الإزدحام المروري وتحسين جودة الهواء .
وتقدر كمية مخلفات الهدم والبناء بأكثر من أربعة ملايين طن سنوياً وتشمل نواتج الحفر وكسر الطوب والرمل والحصي والحديد والخرسانة والأخشاب والزجاج التي تخرج من المنازل أو من الإنشاءات .
هذا الكم الهائل من مخلفات الهدم والبناء يرمي يومياً في الشوارع وعلي الطرق والكباري مما يسبب كوارث كبيرة جداً منها غلق لمعظم الطرق علي سبيل المثال الطريق المؤدي لمحور المشير طنطاوي من مدينة نصر الى الطريق الدائري والذي يلقي به كميات هائلة جداً من المخلفات مما تسبب في غلق الطريق ويؤدي إلي حدوث حوادث كثيرة ينجم عنها وفيات وإصابات بالغة ناهيك عن تدمير السيارات والممتلكات العامة والخاصة .
وفي عام 1999 كنت قد شاركت في الدورة التدريبية الثالثة لإعداد جيل من رجال الأعمال الشباب والتي نظمها المجلس الأعلي للشباب والرياضة وفي هذه الدورة عرفت أن ألمانيا واليابان لديهما مصانع لإعادة تدوير مخلفات الهدم والبناء ويستخدم بعد تدويره في الخرسانة بالمباني الجديدة ويكون قوي جداً وبنسبة صلابة أكبر من الخرسانة التقليدية وتزيد من عمر وقوة تحمل الهياكل الخرسانية، كما يستخدم في عمل البردورات وبلاط الرصيف وحواجز الطرق وتكلفته أقل من شراء مواد بناء جديدة والأهم هو توفير المواد الخام وتقليل إستهلاك الطاقة والإنبعاثات الحرارية وتغير المناخ .
وتعتبر ألمانيا رائدة إستكشاف “كنز النفايات” ويعد إستخدامها لإعادة التدوير وإنتاج الطاقة يدر عليها أرباحاً خيالية حيث يوجد في ألمانيا أكثر من 100 مصنع للإستفادة من المخلفات والنفايات وذلك لحماية البيئة من التلوث وأصبح تدوير المخلفات “منجم ذهب لا ينضب” فطالما هناك بشر فسيكون هناك مخلفات ” ، فهل من المنطق ونحن علي أعتاب الجمهورية الجديدة أن يستمر هذا المظهر الغير حضاري بالمرة ؟ وما يسببه من كوارث بيئية ومرورية .
فهذه المخلفات تعتبر بريئة براءة الذئب من دم ابن يعقوب من التسبب في حوادث للمارة وسياراتهم ناهيك عن المظهر الغير حضاري والمؤذي للعين (تشوه بصري) وإنما المتسبب في ذلك هو الإنسان بجهله أحياناً وبطمعه أحياناً أخري في إلقاء هذه المخلفات في نهر الطريق غير مهتم بقانون أو خائف من عقوبة .
وأخيراً أناشد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بالتوجيه لدي المسئولين كل فيما يخصه بسرعة إنشاء مصنع علي الأقل في كل محافظة لإعادة تدوير مخلفات الهدم والبناء والإستفادة القصوي من هذه المواد بصورة سليمة بيئياً وحضارياً ومرورياً وسلوكياً فمصر ليست أقل من الدول المتقدمة التي تبنت الإنتاج الأنظف والإستفادة القصوي من تدوير المخلفات بجميع أنواعها .. حفظ الله مصر وشعبها وكافة الدول العربية والأفريقية والإسلامية والعالم أجمع من كل سوء وشر .