وافقت الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية على بدء تحقيق مستقل في كيفية استجابة العالم لانتشار وباء فيروس كورونا.
وجاءت الموافقة بإجماع الأعضاء الـ194 في الاجتماع السنوي للجمعية العامة للمنظمة، الذي عُقد عبر الإنترنت في جنيف. ويسمح القرار بالتحقيق في دور المنظمة ذاتها.
وكانت الولايات المتحدة على وجه الخصوص أكثر الأعضاء انتقادا لاستجابة المنظمة للوباء.
وقدم الاتحاد الأوروبي مشروع القرار، نيابة عن 100 دولة.
ماذا جاء في القرار؟
دعا القرار إلى إجراء “تقييم شامل ومحايد وغير منحاز” للاستجابة الدولية للفيروس.
ويركز القرار أيضا على “التسلسل الزمني (لتحرك المنظمة) في ما يتعلق بوباء كوفيد-19”. وكانت المنظمة قد واجهت انتقادا لتأخرها في إعلان حالة طوارئ صحية.
ويدعو القرار العالم إلى ضمان “إتاحة شفافة وعادلة وفي وقت مناسب” لأي علاجات أو لقاحات، كما يحث منظمة الصحة العالمية على إجراء تحقيق بشأن “مصدر الفيروس ومسار انتقاله إلى الجنس البشري”.
وقالت رئيسة الجمعية العامة، كيفا باين، سفيرة جزر الباهاما لدى المنظمة “لا يوجد كما أرى أي طلب من القاعة للحديث، وأعتبر ذلك موافقة على القرار وتبنيه بدون اعتراض”.
لماذا تتعرض منظمة الصحة العالمية للضغط؟
وصف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، المنظمة بأنها “دمية” لدى الصين، وأوقف تمويل الولايات المتحدة لها. وواشنطن هي أكبر المانحين للمنظمة الدولية.
كما اتهم ترامب الصين بمحاولة التستر على انتشار الفيروس – وهو ما دأبت الأخيرة على نفيه – وقال إن المنظمة لم تحاسب بكين.
ووجه وزير الصحة الأمريكي أليكس أزار انتقادا لاذعا للمنظمة خلال أعمال الجمعية العامة يوم الإثنين.
وقال أزار “يجب أن نكون صرحاء بشأن أحد الأسباب الرئيسية لخروج هذا الانتشار (للفيروس) عن السيطرة: كان هناك فشل من قبل هذه المنظمة في الحصول على معلومات كان العالم بحاجة لها”.
ويسعى ترامب لإعادة انتخابه لاحقا خلال العام، ويرى خصومه أن انتقاده محاولة لتشتيت الانتباه عن الانتقادات الموجهة لكيفية تعامل إدارته مع الوباء في الولايات المتحدة التي شهدت أكبر عدد من حالات الوفاة في العالم، حيث تجاوزت 90 ألف يوم الإثنين.
لكن دول الاتحاد الأوروبي، إلى جانب بريطانيا وأستراليا ونيوزيلندا، طالبت كذلك بإجراء تحقيق في الكيفية التي تم التعامل بها مع الوباء.
وقالت المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي، فيرجيني باتو-هنريكسون، الإثنين إن هناك عدة أسئلة بحاجة إلى أجوبة كجزء من أي مراجعة.
وأضافت: “كيف انتشر الوباء؟ وما هو تفسير علم الأوبئة لذلك؟ هذا كله في غاية الأهمية لنا حتى نتقدم وحتى نتجنب أي وباء آخر من هذا النوع”.
ولكنها أشارت إلى أن هذا الوقت ليس هو الوقت المناسب “لتبادل اللوم”.