. الأفعال والأقوال والكلمات محددات هامه تعكس شخصية الإنسان .
. نعــــم .. لم نخلق لنبقى فاصنع لنفسك أثرا يبقى بعدك .
. قصة نهر السين ، والسربون ، وطنطا ، وسليمان نصار .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلـــم :
الكاتب الصحفى
النائب محمود الشاذلى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رغم الغيوم ، وإبداع الناس فى خداع الآخرين فيما يتعلق بشخوصهم ، ومكنونات شخصيتهم إلا أنه يمكن للقلب أن يكتشف الشخص من خلال قلمه ، ويمكن للإنسان أن يعرف قدر من أمامه من خلال أفعاله ، ويدرك قيمته من خلال حديثه ويحضرنى هنا القول الخالد للعالم الجليل أبو حنيفة ” آنَ لأبي حنيفة أن يمد رجليه ! ” حيث كان يجلس مع تلامذته في المسجد . وكان يمد رجليه بسبب آلام مزمنة في الركبة . وكان قد استأذن طلابه أن يمد رجليه لأجل ذاك العذر . وبينما هو يعطي الدرس ، جاء إلى المجلس رجل عليه أمارات الوقار والحشمة . فقد كان يلبس ملابس بيضاء نظيفة ، فجلس بين تلامذة الإمام . فما كان من أبي حنيفة إلّا أن أرجع رجليه إلى الخلف ثم طواهما وتربّع ، ثم سأل الضيف أبي حنيفة سؤالا أدرك منه شخصه الذى لايتناسب مع شكله الوقور فمد أبى حنيفه رجله وقال قولته المشهوره .
كما أنه يمكن إكتشاف قيمة الإنسان من خلال قلمه ، نعـــم من خلال قلمه الذى دائما مايعكس مابداخله من خير ، أو شر ، أو سمو ، أو رفعه ، أو إنسانيه ، حتى وإن أبدع فى الخداع لايقوى على الإستمرار فى خداعه لأن الأصل غلاب ، والطبع غلاب ، رائع أن يكون القلم منطلقا لإكتشاف الأشخاص . يقينا هذا التصور ليس تصور حالم ، إنما يعكس واقعا عايشته بنفسى ، من خلال ما كان يطرحه أساتذتى الأجلاء الفضلاء خاصة أستاذى مصطفى شردى ، وأستاذى جمال بدوى الذين كثيرا ماتعايشت معهما مواقف كثيره ، ووجدتهما يبدعان فى الطرح أيما إبداع ، ولن أنسى يوم رافقت أستاذى مصطفى شردى فى زياره للواء حسن أبوباشا وزير الداخليه السابق حيث كان بمستشفى النيل بدراوى على أثر الحادث الإرهابى الغاشم الذى تعرض له ، ومع ذلك رفض تأجيج النار والتوسع فى عمليات القبض حتى لايظلم أحد ، وجاء أستاذى مصطفى شردى ليكتب أروع ماقرأت تأثرا بكلام الوزير الذى يعكس وطنيه رائعه هى من الطبيعى لدى كل آل أبوباشا الكرام .
يبهجنى أن أتناول الأديب سليمان نصار الذى كتب ، ويكتب مغردا من أعماق القلب ، لذا تدخل كلماته القلب ، وتخترق الصدر محبه وإمتنان وإحترام . وتأتى بعض كتابات اللواء سليمان نصار مساعد وزير الداخليه السابق الأخ ، والحبيب ، والصديق الغالى ، الذى تطال الرأس فخرا كلما أؤكد ذلك متمنيا أن تمتلىء الساحه الأدبيه بهذا النموذج المتفرد فى العطاء الإنسانى والأدبى ، والذى تجلى فى طرحه ” عندما تصمت الأنثى أمام من تحب تأتى الكلمات على هيئه دموع ” ، ” التعمق فى الأشخاص أصبح يؤلمنى ” ، ” نصف جمال الانسان لسانه فأحسنوا حديثكم ” ، ” لم نخلق لنبقى فاصنع لنفسك اثرا يبقى بعدك ” ، ” بمرور الأيام ستتعلم التجاوز ستتعلم أن تمر بجانب الألم ثم تمضي ساخرا ستعرف أن جراحك مفتوحة لكنها لم تعد تؤلم ” ، ” لا تتمسك بقناع الكبرياء أمام أنثى رقيقة تعشق بصدق ” ، ” ليس العالم ملكى لكنى على يقين أنى أمتلك أثمن وأغلى الأشياء فيه هو أنتم أصدقائى – صديقاتى ” ، ” الناس أحيانا لا يكرهون الآخرين لعيوبهم بل لمزاياهم ” .
يبقى أن أذكر للتاريخ واقعه تتعلق بشخص الحبيب ، والغالى ، والأخ ، والإنسان ، اللواء سليمان نصار للدلاله على أن معرفة الأشخاص بالأفعال من أجل المعارف ، ذات يوم حيث كنت أجلس فى مكان أعشقه على حافة نهر السين بباريس ، قلت بشأنه ماالذى بينك وبين ربك جعل سيرتك العطره تذكر فى أقاصى الدنيا حيث كنت فى مهمه صحفيه ، وكنت فى لحظة تجلى ، أخاطب النهر مشتاقا للأحباب فقاطعنى مبتهجا قائلا أنت مصرى ، قلت له نعم مصرى بكل فخر ، إنزعج من ردى لإدراكه أننى ظننت فى قوله إستهزاء فقال بلهجه غريبه المصرى عندى أستاذ يعنى لدي الإحترام ، والإنصاف ، والإنسانيه ، فقد تلقيت صنيعا طيبا من ضابط فيما يسمى بجهاز أمن الدوله حيث كنت فى زياره لطنطا لزيارة سيدى السيد البدوى برفقة أصدقاء وذلك أثناء وجودى بالقاهره لأكمل جزءا فى رسالتى للدكتوراه عن القانون التى ناقشتها هنا بالسربون فأنا جزائرى أحمل الجنسيه الفرنسيه ، وتعرضت لموقف صعب وساعدنى ضابط إسمه سليمان نصار ، قلت له أنا من بسيون بلده تبعد 25 كيلو عن طنطا ، وهذا الضابط النبيل صديقى ومن الأفاضل ، كان سعيدا وأدركت أن هذا الموقف الإنسانى جعله يعشق ليس ضابط أمن الدوله سليمان نصار إنما كل جهاز الأمن ، بل كل المصريين ، حتى أننى تناولت هذا الموقف بكل فخر أثناء العشاء بمقر إقامة السفير المصرى ، وفى كتاباتى أيضا فخرا للدلاله على أننا كمصريين فى حاجه للإنطلاق من هذا الموقف ليكون لدينا عمق فى الفهم ، وإحترام فى الأداء ، لنسمو ويرتقى بنا الوطن الغالى .
خلاصة القول .. يكفى شرفا أن صداقتنا من النوادر لأنها لم تنقطع طوال سنين تقدر بعمر شاب إنتقل إلى مرحلة الرجوله ، حيث أنها تقترب من أربعين عاما لم نفترق خلالها حتى اليوم رغم أن الأيام أخذتنا طولا وعرضا ، وقذفت كل منا حيث إنتهى به المقام الآن ، وكيف لاتمتد وهو إبن الأصول ، إبن أعرق عائلات محافظتى الذين يشار لأفرادها بالبنان لقيمتهم الرفيعه ، وقدرهم المجتمعى الكبير ، وإذا تحدثت عما رصدته بحكم عملى الصحفى وإقترابى من الأحداث كصحفى ، ومعايشتى لأدق تفاصيلها لكتبت كمؤرخ لمرحله ، وشاهد عيان ، مجلدات فى ضابط الشرطه الإنسان اللواء سليمان نصار مساعد وزير الداخليه السابق ، أحد أفضل قادة جهاز أمن الدوله سابقا ، الذى لم يظلم أحدا ، أو يقهر احدا ، ولم ألمس ولو من بعيد أنه إفترى على أحد ، لذا ظل مرفوع الرأس شامخا حتى بعد أن إنتهت مدة خدمته الوطنيه بالشرطه ، وليس أدل على رضاء رب العالمين سبحانه عليه أن سخرنى لأكتب عنه شهادة حق بعد هذا العمر يحق له أن يضعها وساما على صدره ، وصدر أبنائه ، وأحفاده لأنها شهاده لله وفى الله ، بعيده عن أى غرض ، أو هوى ، فكلانا ننعم بفضل الله بإحترام وتقدير الناس ، وفى مكانه إجتماعيه نحمد الله عليها ونسجد له عزوجل شاكرين ، لذا فليس مثلى فى حاجه لمثله ، ومثله لايحتاج لمثلى فى شيىء خاصة بعد أن أخذ نفسه فى ركن ركين يعيش سعاده غامره جزاءا وفاقا على صنيع طيب صنعه وهو صاحب سلطه .
كم أتمنى أن يدرك مضامين ماطرحت كل صاحب سلطه ، خاصة من يبتهج الآن وينتشى كلما حرر تقريرا فيه تدمير لخلق الله ، أو يتملكه شعورا بالنشوه لأن مايكتبه له تاثير سلبى على أى شخصيه حتى ولو يشار إليه بالبنان دون إدراك منه أن للكون رب ، وسيأتى اليوم حتما وهو قريب بإذن الله تعالى الذى يسخر فيه رب العالمين سبحانه شخصا يخط قلمه بحقه مايجعله مطأطىء الرأس حتى أمام أقرب الناس إليه فهل من معتبر .