. نعــم .. كرهت السياسه ومنعطفاتها ، ورموزها ، والمتفاعلين معها ، والأحزاب وتشكيلاتها.
. لن يبنى الأوطان أحزاب ضعيفه وهشه ، أو مناضلين حنجوريين ، أو دراويش أغبياء .
. يقينا الخلاف على الوطن خيانه .
. لله ثم للتاريخ لابالشعارات والدروشه تبنى الأوطان .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلــم :
الكاتب الصحفى
النائب محمود الشاذلى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحبابى .. بلا مزايدات .. كرهت السياسه ومنعطفاتها ، ورموزها والمتفاعلين معها ، والأحزاب وتشكيلاتها التى باتت تشكيلات من ورق ، وأدائها المتهاوى الذى قزم الحياه السياسيه ، وشيوخ الدروشه وإخفاقاتهم الذين لم ينتبهوا بعد أنهم باتوا جزءا من الأزمه بافكارهم ، بل أقول لله ثم للتاريخ ترجمة لواقع الحال ، ورصدا لمجريات الأحداث ، إن إدارة الدول لايجب أن يتولاها إلا أصحاب قرار أى ماكانت توجهاتهم يفرضون سلطة القانون بالقوه ، والحزم ، وليس بالرحرحه ، والنحنحه ، إنطلاقا من ثوابت حاكمه تتصدى لمن يعبث بمقدرات الأوطان ، وذو شأن مجتمعى يحترمهم الناس ، وساسه محترفين أصحاب خبرات ، وتجارب يقتنع بهم الناس ومشهود لهم بالوطنيه والحكمه ، ومثقفين واعين ليس لهم أجندات ، ومتخصصين شرفاء يشهد بكفاءتهم الجميع .
يقينا .. لن يبنى الأوطان أحزاب ضعيفه وهشه ، يقودها عديمى خبره ، أو مناضلين حنجوريين كل رصيدهم الشعارات ، أو من يدغدغون المشاعر بالمعسول من الكلمات ، جميعا يحكمهم منطق المصلحه ، وماالمبادىء إلا شعارات أدركنا ذلك عندما أتيجت الفرصه ليكونوا أصحاب قرار ، جميعا فقدوا قيمتهم فى الحياه وحتى بعد الممات حيث سجل التاريخ إخفاقاتهم بإمتياز ، أو دراويش أغبياء يفتقدون للنضج السياسى ، ويتسمون بالضعف ، ويستخدم فصائلهم أى أحد ليتناحر بعضهم مع البعض ، لذا يضرون أنفسهم ومن حولهم ويضيعون الأوطان بما تملكهم من عجب وخيلاء وأوهام ، وعشق الذات ، ومصادرة النصيحه ، والترويج أنهم من أولياء الله الصالحين زعما أنه بالصلاه ، وصوم الإثنين والخميس ، والنحنحه تعبيرا عن أن السماحه تبنى الأوطان ، ولايدرون أنهم بهذا الفكر حتى ولو كان منطلقه دينى أشد ضررا على البشر ، ووبالا على الأوطان لأنهم يصبحون عرضه للخداع من أى أحد حتى الطفل الصغير . لذا أستطيع القول مرتاح الضمير أن وجودهم فى تصدر المشهد ضررا للأوطان ، ومن لايرى ماأرى يتعين عليه أن يفسر لى وبوضوح كيف أن من صدروا لأنفسهم أنهم كيانات ، وخبراء ، وعظماء ، ولم تنجب البشريه مثلهم لافكرا ، ولافهما ، ولاذكاء ، يتعرضون للخداع مرارا وتكرارا ، والعجب العجاب أنه يتم الخداع بنفس الآليات وذات الطريقه دون إستيعاب للدروس حتى وكأنهم أسعدهم أن يخدعهم الجميع ويجعلونهم أضحوكه .
قولا واحدا .. يتسم بالغباء من يظن أنه يمكن له أن يستأسد بالمشهد المجتمعى والسياسى وحده ، عبر السعى لقهر غيره وتهميشه ، وسحق إرادات الناس بالعبث بالديمقراطيه وتشويهها فتكون محل إستهجان ، لأن تقدم الدول يقوم على المشاركه لا المغالبه والصراعات ، لذا جميعا الآن طالما نهجوا هذا النهج سيكونوا نسيا منسيا لاقيمة لهم بسبب هذا الغباء اللامتناهى وبوضوح شديد الإسلاميون ، والليبراليون ، والعلمانيون ، والناصريون ، والشيوعيون ، والقوميون ، واليساريون ، واليمينيون جميعا أجرموا فى حق الوطن قبل أن يكونوا قد أجرموا فى حق أنفسهم بهذا الإستقطاب المحموم الذى مارسوه جميعا بلا إستثناء ، فضاع الجميع وقذف بهم الريح فى هوه سحيقه لاذكرى لهم ، ولاقيمه ولاإعتبار . درس قاسى إن لم يتعلمونه ولن يتعلمونه أو يستوعبوه كما جاء فى صفحات التاريخ سينهاروا ويتلاشوا ولابكاء عليهم إلى يوم الدين .
ياكل الأغبياء أو حتى المجتهدين ، أو حتى الطواقين للحكم ، أو حتى الباحثين عن دور عبر الشعارات وتصدير الأوهام ، أو المعسول من الكلام ، أنا لاأعنى بطرحى أن تكونوا جميعا فكرا واحدا ، ورؤيه واحده ، ومنهج واحد ، لأن الأحاديه تهدم الأوطان ولايمكن لها أن تكون منطلقات تقدمه ، وهذا طبيعى لأنهم جميعا سيكونوا مسخا بلا قيمه ، أنا أعنى تعظيم الخلاف القائم على الموضوعيه والإحترام والحجه والبيان ، وليس السفاله والإنحطاط والتشويه والتدنى والصراعات .. إرفضوا أداء من يتولى أى مسئوليات فى إدارة البلاد شريطة أن يكون منطلق ذلك طرح رؤيه للنهوض بالوطن مبنيه على قواعد راسخه ، لكن مايحدث الآن من الإختلاف عبر المنظره وقلة الأدب ، وإثبات الذات بالحق أو بالباطل فإنه يمثل جريمه مكتملة الأركان .
على أية حال يتعين أن تدركوا جميعا أنكم فاشلون لارؤيه لديكم ، ولامشروع تنموى ولاغير تنموى ، ولاإستراتيجيه يمكن البناء عليها فى النهوض بالوطن ، لذا يجب أن تنتبهوا جيدا إلى أن الوطن لايتحمل هذا الهزل الذى تصدرونه ، كما أن الشعب كفر بكل المبادىء التى روجتم لها لأنه أدرك أنها شعارات ، ولأنه شعب عظيم وواعى لم يعد يشغله هذا الهزل الذى يتابعه ، والجعجعه التى يلمسها ، أو صراع على مصالح أو حكم ، إنما يشغله حياه كريمه ، والبحث عن الإستقرار والأمان .
أثبتت الأيام أن كل الساسه الحنجوريين ، والدراويش المطنطنين على إختلاف توجهاتهم العقائديه فاشلون بإمتياز ، ولايستطيع أى منهم إدارة حتى صالون حلاقه ، وما أمر الدراسات ، والخبراء ، والمشروعات التنمويه والنهضويه إلا شعارات جوفاء تلاشت عندما تصدروا المشهد وشعر الجميع أنهم أمام أوهام ، وخداع كشف عنها واقع الحال ، وما الشهاده التى أدلى بها الداعيه الخلفى كما أطلق على نفسه أمام المحكمه متنصلا من كونه داعيه سلفى إلا تعبيرا عن ضحالة فكر ، وإنهيار منظومه .
ياأيها البنى آدمين إنتبهوا جيدا .. إن الخلاف على الوطن خيانه ، تلك قناعاتى إنطلاقا من رصد دقيق لواقع الحال فى الوطن العربى . قد يكون كلامى قاسيا لكنه الحقيقه المريره التى يجب أن تقال لينتبه الغفلى ، ويدرك المغيبون أن الأوطان لايجب أن تكون مجال للتناطحات ، والتجاذبات والمشاحنات ، وأن الدراسات التى لايمكن تطبيقها فى واقع الحياه تكون دراسات محكوم عليها بالفشل حتى لو شارك فى إعدادها ألف خبير . قلت ماقلت لله ثم للتاريخ فاعتبروا ياأولى الألباب .