مسقط، وكالات:
مبادرات متلاحقة وجهود متواصلة تبذلها سلطنة عُمان لتعزيز الاقتصاد الوطني وتنويع مصادره وتحقيق الاستدامة المالية، وفقاً للرؤية المستقبلية “عُمان 2040” التي انطلقت مطلع العام الجاري وتستمر لمدة عقدين من الزمان وفق خطط تنموية خمسية، لتُصبح عُمان في مصاف الدول العالمية المتقدمة بحلول عام 2040م، وتُحقق بانتهاء الرؤية نمواً اقتصادياً مستداماً بمعدل 5% سنوياً مع زيادة متوسط دخل الفرد 90%. ومنذ تولي السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان مسئولية الحكم في 11 يناير 2020م، حمل على عاتقه تنمية وتطوير كافة القطاعات العُمانية بما يصب في خدمة ودعم رؤية 2040، وخاصة تنويع الاقتصاد باعتبار أن “الاقتصاد والتنمية” محور أصيل من محاور الرؤية. وتجسيداً لذلك، تسعى شركة ميناء الدقم إلى الحصول على مشغل محطة للحصول على ترخيص لمدة 30 عامًا لتطوير وتشغيل محطة الحاويات الجديدة، إذ يتوقع أن تبلغ الطاقة المستهدفة في المرحلة الأولى 1.7 مليون حاوية نمطية على أن يكون 9 سبتمبر المقبل آخر موعد لتقديم العروض. ويتربّع ميناء الدقم على الشاطئ الجنوبي الشرقي للسلطنة ويجاور أكبر مشاريع النفط والغاز والتعدين في البلاد، وهو مشروعٌ مشترك بين مجموعة اسياد واتحاد ميناء أنتويرب، إذ تشتمل المرحلة الأولى من مشروع ميناء الدقم رصيف رسو للأغراض التجارية بطول 2200 متر وقنوات بعمق 18 مترًا جاهزة لاستقبال جميع أنواع السفن، وذلك ضمن مخططٍ لجعله بوابة تجارية عالمية متعددة الأغراض ومركزًا للشحن العابر، ويستفيد من موقعه المثالي كبوابة متكاملة واحدة تتدفق منها البضائع نحو أسواق الشرق الأوسط، وخصوصًا البضائع القادمة من آسيا، فقد صُمّمت العملية بالكامل لكي تبقى قابلة للتوسعة مع نمو حصة الميناء من السوق، بالإضافة إلى ذلك، تُعرف هذه المنطقة بثروتها الهائلة من الموارد السمكية، لذلك يطمح ميناء الدقم أيضًا ليصبح مركزًا بارزًا لصناعات معالجة الأسماك ولمشاريع الاستزراع السمكي. لقد نجح ميناء الدقم منذ بدء عمله عام 2012 بمراكمة خبرات قيّمة في مجال مناولة الحمولة الموزّعة وفي التعامل مع مشاريع الشحن الكبرى والشحنات الصلبة الضخمة، وقد دخل الميناء الخدمة بعد سنةٍ واحدةٍ من افتتاح الحوض الجاف المجاور، واستفاد من خطّ التغذية المتعدد الأغراض الذي يربط الدقم بالموانئ الإقليمية الرئيسية، مما سهّل حركة الحاويات الداخلة إلى الميناء والخارجة منه واختصر الأوقات اللازمة لتوصيل الشحنات. أما محطة الشحنات السائلة فتمتد على 70 هكتارًا من مساحة الرصيف وتضمّ 7 مراسٍ ومن المقرّر أن تبدأ عملها عام 2023. وسيسمح ذلك أيضًا لميناء الدقم بأن يتجه إلى تطوير مشاريع للشحنات السائلة الضخمة في وقتٍ أبكر، بالإضافة إلى ذلك، يقدّم ميناء الدقم باقة متنوعة من الخدمات، كمنشآت منع التلوث (ماربول) وإمداد المياه العذبة وتزويد السفن بالوقود وعمليات النقل من سفينة إلى أخرى في أي من مناطق الرسو التابعة لها، بالإضافة إلى خدمات جمع نفايات السفن ومعالجتها، زد على ذلك، أن ميناء الدقم متصل بشبكة الطرق المتكاملة التي بلغت تكلفتها 8 مليارات دولار أميركي، والتي تربط الميناء بسهولة بالأسواق الخليجية المطردة النمو، وتشمل الأفضليات التنافسية الأخرى التي يقدّمها ميناء الدقم خاصية اندماج الميناء التام مع المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم وهي عبارةٌ عن مساحة 2000 كم2 تتوزع على 8 مساحات أساسية ـ التي تسجّل صعودًا سريعًا لتصبح أحد أكثر المراكز اللوجيستية تنافسيةً وفعاليةً في الخليج العربي.