رسول الله صلى الله عليه وسلم من البشر بشرى الخلقة والصورة والجسد ما في ذلك شك أما إكرام الله تعالى له فلا شك أيضا أنه فوق المدارك والعقول أمرنا الله بحبه والصلاة عليه لكن لماذا هذا الحب؟! ولماذا ارتبط هذا الحب بالإيمان إذا فى الأمر سر بين المحب والمحبوب!!
يروي البخارى عن أنس رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم”لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين “.
فعظمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفضله على سائر الأنبياء أجمعين ليس فى خلقه وتعاليمه وطاعته لله فقط بل الأعظم من ذلك والأهم هو عظمة روحه وأنوار قلبه — وقدسية نفسه — فإن كان لنا من تعاليم رسول الله بإسلامنا فنصلي كما يصلى ونصوم كما يصوم ونتمثل بمظاهر الإسلام
كما علمها لنا رسول الله إذا إسلامنا مستمد من إسلامه وإيمانا مستمد من إيمانه وبهذا يكون لنا الحظ الأوفر من بشريته ونبوته وكل على قدره وعلى قدر محبته لرسول الله
وهنا يسرى الإيمان من رسول الله ويحدث الوصل ويكون لنا النصيب الأعظم فى حضرته وفى ميراثه وميراث الأنبياء هو العلم ؛ والعلم بالله هوكنز الأنبياء.
وهنا أذكر حديثا الأستاذ الدكتور صلاح الدين القوصي في كتابه محمد نبى الرحمة حيث يقول من هنا تعلم حكمة إرسال الله الرسل إلى أقوامهم فقط لمن سمع منهم ورآهم وذلك على قدر قوة أرواحهم وطاقتهم أما خاتم الأنبياء والمرسلين فلكل البشر ولكل زمان ولكل مكان على قدر عظمة روحه وقوة إيمانه صلى الله عليه وسلم؛
فرسول الله يؤمن للمؤمنين وهو أذن خير ورحمة للذين آمنوا حريص على ما ينفع المسلمين فى الدنيا والآخرة ؛وهل هناك حرص ومنفعة أهم وأعظم أثرا من منفعة الإيمان والفوز بالجنة والنجاة من النار ؟!ويقول صلى الله عليه وسلم لأصحابه “من مات وترك مالا فهو لورثته ومن ترك دينا فأنا كفيله–” وكان يضحى فى يوم النحر عن أمته !
ويؤكد الله تعالى هذه الكفالة والضمان للمسلمين فيقول جل شأنه”النبى أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم “فرسول الله أحن وأرحم بالمؤمنين من أنفسهم وذلك من فرط حبه للمؤمنين.
ويؤكد الله تعالى لك عزيزى القارئ بأنه حتى زوجات رسول الله قد انتقل إليهم جزء من هذا الحب الذى فى قلب رسول الله للمؤمنين فصرن فى حبهم ورحمتهن بالمؤمنين كأمهاتهم ; بل هن أمهاتهم رحمة ورقة وعطفا.
فهل أدركت عزيزى القارئ درجة رسول الله- – وقوة إيمانه- – وأنوار روحه – – وأثر حبك له وحبه لك؟!!