فضيلة إعادة التفكير وطلب المشورة
بقلم/ د. محمد العربي
جاء الإسلام ليرفع من معنويات أتباعه ويشحذ من هممهم ويعلي من أقدارهم لذا كان التبشير بالخير وبما يشرح الصدر.
فالتبشير بالخير وبما يشرح الصدر ويبعث علي الاطمئنان والتفاؤل منهج رباني ومنهج نبوي أمر الله تعالى به نبيه صلى الله عليه وسلم فقال له معلما إيانا: {فبشر عباد}، بل أنزل الله هذا القرآن الكريم بشري للمسلمين فقال سبحانه وتعالى: {وأنزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدي ورحمة وبشري للمسلمين}.
وجعل التبشير من مقاصد إرسال الرسل والأنبياء فقال تعالي: {وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين}، وكان هدي النبي صلى الله عليه وسلم إذا بعث أحد أصحابه لبعض أمره أن يقول له: (بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا)، ولعل وزير الأوقاف غابت عنه هذه البديهيات الأساسية في ديننا الحنيف عندما يخرج علينا ليطالعنا بين الحين والآخر بأمر متعلق بالمساجد أو غيرها من الأمور التعبدية وكأنه يزف إلينا البشري بغلق المساجد ليقول قائل: “بركة يا جامع”، ولا يعلم أننا نعتصر كمدا وألما من خبره ومخبره.
لكني أقول له: تفاءل بالخير تجده، وزف الي الناس بشري ترفع بها من معنوياتهم وقد تفطرت قلوبهم وتشوقت لفتح مساجدهم أوما علمت أن نشر الطمأنينة في قلوب البشر منهج نبوي يجب اتباعه في كل زمان ومكان لتوعية عامة الناس من خلال مشاركتهم في أمورهم الحياتية بكل صورها المختلفة.
ومن خلال هذا المنطلق أدعوك يا وزير الأوقاف فى إعادة التفكير والمشورة مع أصحابك بعودة خُطبة الجُمعة فى مساجدنا المباركة فى الدولة كجامع عمرو بن العاص والجامع الأزهر الشريف ومسجد الفتاح العليم حيث إن الله أكرمنا بأن سمعنا صوت أئمة التراويح فى بداية العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك فى هذه المساجد المباركة يقرأون القرآن ويتضرعون إلى الله.
كما أدعوك إلى توحيد الخُطبة من أجل توعية عامة المسلمين بل وكل طوائف الشعب وبث روح الطمأنينة فى قلوب عامة الشعب وتوعيتهم فى أخذ الاجراءات الاحترازية التى تفرضها الدوله من اجل مصلحتهم أولًا ومن أجل الدولة ثانيا، والتضرع إلى الله عز وجل من خلال المنبر الكريم منبر سيدى وحبيبى صلى الله عليه وسلم.
فالمساجد اعتادت كل عام أن تشكو حالها إلي ربها بعد انقضاء الأسبوع الأول من رمضان متحسرة على قلة المصلين!
إذن، لنسعى جاهدين ونستشير بعضنا البعض فى الأمور الدينية والدنيويه حتى يكشف الله عنا هذه الجائحة وأن يرفع عنا هذا البلاء، فإن الدنيا لا تدوم لأحد.