. قربتى دم كشفت عن إجراءات عقيمه فى التعامل مع بنك الدم بمستشفى بسيون المركزى .
. الروتين وسوء التعامل يهدران قيمة المنظومه الطبيه ، ويبددان جهد قادتها .
. لابد من فرض الإحترام واقعا على العاملين بالمستشفيات وإلا على المنظومه الصحيه السلام .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلـم :
الكاتب الصحفى
النائب محمود الشاذلى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إحترام القانون واجب ، والتمسك بالتعليمات التى تضبط الأداء أمر محمود ، وتطبيق القرارات التى تنظم العمل ثوابت حياتيه لايجب أن يختلف عليها أحد ، أو يعارضها أى إنسان ، أو يقزمها أى شخص كائنا من كان على أى مستوى من مستويات المسئوليه لأنها جميعها يتعين أن تكون محل إحترام وتقدير وتوقير لكنها ولأنها تدفع إلى أمور محموده بالمجتمع لايجب أن تتعارض مع الإنسانيه ، تلك الإنسانيه التى تتجلى فى أبهى صورها فيما يتعلق بالنواحى الطبيه التى لها علاقة بحياة الناس لذا تعظم إنقاذ حياتهم وصون كرامتهم ، بل إنها تكون لاقيمة لها جميعا إذا تعارضت مع الإنسانيه وكانت منطلق تعذيب الناس وتكديرهم وإهدار كرامتهم .
تعايشت مع تلك الثوابت منذ الأمس عندما تلقيت إستغاثه من أهل مريضه لإجراء جراحه عاجله ، فى الوقت الذى توقفت معه جميع العمليات بالمستشفيات العامه والمركزيه تأثرا بالكورونا وأصبح ليس أمامها من مفر سوى الإستدانه واللجوء لإجراء تلك الجراحه فى مستشفى خاصة لإنقاذ حياتها ، شريطة تدبير قربتى دم “A موجب ” ظننت أن الأمر به تيسير فتواصلت مع الدكتور راضى حجازى نائب مدير مستشفى بسيون المركزى الذى أكد وجود الدم ببنك الدم ببسيون ، وذهبت المريضه صباحا للمستشفى الخاص بطنطا على بعد ثلاثين كيلو وذهبت مع أهلها لإحضار الدم ويالاهول مارأيت ، وسمعت ، وعايشت .
ذهبت مع أهل الحاله بالأوراق المقرره لصرف الدم إلى قسم النساء بمستشفى بسيون المركزى وإذا بمسئولة التمريض ومعاونتيها يمطروننى بوابل من الزعيق والشخط والتقريع لمجرد أننى قلت لهم الصدق أن المريضه ذهبت للمستشفى بطنطا وكأننى دون أن أدرى إرتكبت خطيئه تجعلنى من الكافرين برب العالمين وتدخلنى النار ، عبثا حاولت تهدئتهن دون جدوى وأنا مذهول إلى الدرجه التى خلعت معها الكمامه ليعرفوا شخصى لكنهن فقدت كل منهن قيمة التعامل المحترم معى فماالحال إذن فى تعاملهن مع المرضى المساكين إلى الدرجه التى بذلت فيها جهدا ليهدئن لأفهم وإذا بهن يطلبن إحضار المريضه من المستشفى بطنطا لأخذ الدم بالمستشفى ثم تعود مره أخرى إلى المستشفى بطنطا حيث هى ، وأنا ليس لدى مشكله فى ذلك لكن الإشكاليه تكمن فى هذا الأسلوب البشع واللاأخلاقى الذى تعرضت له منهن إلى الدرجه التى أحسست معها أن صوتهن وصل إلى عنان السماء .
بهدوء أفهمتنى الدكتوره المسئوله عن بنك الدم بمستشفى بسيون المركزى التعليمات وأن صرف الدم يستلزم وجود المريضه بالمستشفى وطالبت بالذهاب لبنك الدم الإقليمى بطنطا للحصول على الدم بكل تأكيد إحترمت ذلك ووجهت أهل المريضه للذهاب وتنفيذ ذلك وقد كان رغم عدم قناعتى ويقينى بأنه إجراء عقيم يتجلى فيه التخلف بكل ماتحمله هذه الكلمه من مآسى . الأمر الذى تذكرت معه بوجود تعليمات سابقه صارمه من وزارة الصحه للمستشفيات الخاصة بقبول أى حالة طوارىء تتطلب إنقاذ حياة مريض وتلك تعليمات إنسانيه اللهم إلا إذا كان قد تم إلغائها .
بمنتهى الإحترام أطرح أمرين الأول أن إحترامى للوائح المنظمه فى هذا الشأن واجب ولاخلاف فيها ولا عليها شريطة ألا تكون جامده متحجره أمام الحالات الإنسانيه لأنه من يقول بحتمية إحضار المريضه من المستشفى بطنطا إلى بسيون لأخذ الدم ثم العوده مره أخرى للمستشفى بطنطا لإجراء الجراحه خاصة إذا تعذر توافر الدم بطنطا والسبب أن بنك الدم بمستشفى بسيون مكان تجميع وليس مكان منح للدم مثل طنطا وكفرالزيات ، إذا مبدأ أخذ الدم مشروع وليس مجرم حتى تقرعنى مسئولة التمريض بقسم النساء بمستشفى بسيون ومعاونتيها طالما هناك أوراق تثبت ذلك لكن الإشكاليه أن بنك الدم بمستشفى بسيون لايخضع لذلك ، وهنا كان يتعين أن تتجلى الإنسانيه فى أبهى صورها ويتم منح أهل المريضه قربتى الدم لأن الإنسانيه مقدمه على أى لوائح وقرارات وحتى إجراءات اللهم إلا إذا كنا قد فقدنا الإنسانيه بإمتياز ، الأمر الثانى أن التعامل المحترم من التمريض لأى مواطن خاصة المرضى أمر واجب وحتمى أكدت عليه الدكتوره هاله زايد وزيرة الصحة مرارا وتكرارا ، إذن هذا التعامل المحترم نهج وزارة وليس تفضلا من أحد لذا كان من الطبيعى أن أؤكد ذلك للخلوق المحترم الدكتور هشام شيحه مدير الطب العلاجى بمديرية الصحه بالغربيه أثناء إتصالى به ، والمحترم اللواء ممدوح هجرس أثناء تفقده للمستشفى ، والدكتور السيد الششتاوى مدير مستشفى بسيون المركزى الجديد .
إنصافا .. تلك الواقعه المخزيه التى تستند للوائح عقيمه لاتقلل على الإطلاق من الجهد الكبير الذى يبذله أعضاء المنظومه الطبيه بالغربيه أطباء وتمريض وحتى عاملين مع المرضى فى القلب منهم الرائع حقا الدكتور عبدالناصر حميده وكيل وزارة الصحه بالغربيه ، والمحترم بصدق الدكتور هشام شيحه مدير الطب العلاجى بمديرية الصحه بالغربيه لكن تبقى كلمه لابد منها ، والتى مؤداها أننا لابد وألا نفرض الإحترام واقعا فى حياتنا فحسب بل يجب أن نفرضه على الجميع رغم أنوفهم فى القلب منهم أى ممرضه تنهج هذا النهج بمستشفى بلدتى بسيون ، يضاف إلى ذلك التمسك بأن تكون الإنسانيه مقدمه على أى لوائح مهما كان مضمونها ومهما كان شأن من أصدرها ، والإحترام مقدم على العلم وحتى الشطاره والخبره ، لأنه لاقيمة لأداء متميز فاقدا للإحترام ، متمسكا بنسف أو تصويب هذا الخلل الذى لمسته فى اللوائح المعمول بها ببنك الدم بمستشفى بسيون المركزى والتى تفتقد فى التطبيق لأى مستوى من الإنسانيه ، وكذلك ردع كل ممرضه لاتحترم المرضى أو تتجاوز مع أى مواطن .