كتب – بهاء المهندس :
نظمت المغربية الدكتورة الحسنى حمدي القيادية وعضو المجلس الإستشاري في شبكة إعلام
المرأة العربية ومستشارة شؤون متحدي الإعاقة بالشبكة مبادرة مميزة نتمنى أن تعمم في الوطن العربي وهي في إطار جبر الخواطر والرفع من معنويات أطفالنا ذوي الهمم المقبلين على الإمتحانات.
تتضمن المبادرة حصص تدريبية للتلاميذ استعدادا للامتحان الموحد لنيل شهادة الدروس الإبتدائية.
تبنت هذه المبادرة جمعية أمل أطفال ذوي صعوبات في التعلم فرع الحي الحسني بالدار البيضاء التي تترأسها الأستادة نزهة ميزاوي ورئيسها الوطني الدكتور مصطفى بن يعيش.
وبصفتها أخصائية تربية خاصة معتمدة من جامعة عين شمس وعضو بجمعية أمل أطفال ذوي صعوبات في التعلم فقد أشرفت بنفسها على كل مراحل هذه المبادرة.
ولتعميم المبادرة فقد استضاف الإعلامي المتميز سليماني حبيبب بإذاعة طنجة الجهوية الأخصائية الدكتورة الحسنى حمدي والدكتور مصطفى بن يعيش ونزهة الميزاوي لمناقشة فكرة ودواعي هذه المبادرة.
وقد أدلت القيادية المغربية بالشبكة الدكتورة الحسنى حمدى بالتصريح التالى لإذاعة طنجه :
السلام عليكم رحمة الله تعالى وبركاته،
الى كل مستمعينا الكرام طبتم وطاب يومكم وأشرق نور الامل في حياتكم ولا خلا يومكم من الذكر والطاعة وزاد أجركم.
قبل ان أتكلم عن تجربتي بهذه المبادرة كأخصائية تربية خاصة معتمدة من جامعة عين شمس ومستشارة لمتحدي الإعاقة بشبكة إعلام المرأة العربية وعضو بجمعية أمل لأطفال ذوي صعوبات في التعلم وأفتخر بدلك. أ
ود أن اشكر سليماني حبيب على استضافته لنا وعلى إهتمامه بمثل هذه المواضيع لإذكاء الوعي لدى الجميع.
والشكر موصول للمناضل الدكتور بن يعيش مصطفى على التميز والعطاء وعلى كل ما حققه من انجازات لفائدة هؤلاء الأطفال.
وكل الحب والتقدير لنزهة ميزاوي، الأم المثالية ورئيسة فرع الحي الحسني الدار البيضاء لجمعية أمل أطفال ذوي صعوبات في التعلم.
فالحمد لله في السنوات الاخيرة، عرفت التربية الدامجة وكل ما يتعلق بحقوق اطفالنا ذوي القدرات الخاصة انجازات مهمة لصالحهم مستفيدين من تجاربنا وتجارب الدول الاخرى. وبحكم عملي كأخصائية واحتكاكي بالتلاميذ والطلبة وحضوري عدة مؤتمرات، وندوات وورشات عمل مع عدة منظمات دولية وبتشجيع من الدكتور مصطفى بن يعيش والاستاذة نزهة ميزاوي فقد ارتأينا ان نكلل المجهودات التي بذلت في إطار التربية الدامجة بتطبيقها مع هؤلاء الاطفال الذين خصصت لهم المديرية الإقليمية للحي الحسني بالدار البيضاء مرافقا في الإمتحان المكيف.
والأسئلة التي ناقشتها الخلقة الإذاعية :
بعد تكييف الإمتحان، هل هذا التلميذ أو الطالب له تجربة سابقة في التعامل مع ورقة الإمتحان المكيف ؟
وكيف يجب التعامل مع مرافق الحياة المدرسية وخصوصا انه شخص غريب عليه ؟
وما هي حدود المساعدة التي سيقدمها هذا المرافق تفاديا للاصطدامات بين التلميذ والمرافق،
ولكي لا تكون هناك مساعدة كلية ويصبح نوعا من الغش الذي أكيد نحاربه جميعا ؟
وهل كل التلاميذ مستعدون لقبول مرافق معهم دون أقرانهم ؟
وكيف يمكن ان يدير وقته في الإمتحان ؟
وكيف يكتب معلوماته على ورقة الإمتحان ؟
ونقط وإكراهات أخرى يتعذر علي ذكرها كلها لضيق الوقت.
فقد كان من الواجب إيجاد حلول ناجعة وفعالة كي يستفيد هؤلاء التلاميذ من تكييف الامتحان الذي يعد من حقهم ومن بين الترتيبات التيسيرية التي تعطى لهم.
وقد تم تأهيلهم نفسيا لتقبل المرافق.
فكانت حصصنا كالتالي :
الحصة الأولى عبارة عن لقاء أولي وحصة فردية نتعرف فيها على التلميذ وهل يتقبل فكرة التكييف ووجود مرافق له وفي حالة رفضه للمرافق نحاول اقناعه انه من حق من حقوقه ولا ينقص من كفاءته في شيء ونحاول الرفع من معنوياته وثقته بنفسه وعدم احساسه بالحرج أمام أقرانه حين يسألوه او يصخروا منه.
ثم نعطيه بعد ذلك نموذج الإمتحان المكيف كي نرى كيف سيتعامل مع هذه الورقة.
فقد كانت هذه الفكرة لهدفين :
أولا : التعرف على مدى قدرات كل طفل، واين يجد المشكل ؟
ثانيا : كدراسة في اطار البحث عن الجودة التي نطمح اليها وما يجب علينا توفيره لهم لتيسير عملية الإمتحانات وجمع المعلومات وتوصيلها للمعنيين.
والحصة الثانية : يحضر فيها حالتان أو ثلاثة مراعاة للسلامة الصحية وكي نركز على كل حالة.
ففي هذه الحصة يكون التدريب الميداني : طفل وشخص اخر يمثل المرافق ونشرح للطفل عدة مراحل التي سيمر منها. ثم نشتغل معهم في بعض الفنيات والاساليب لايجاد الجواب الصحيح. فهي طريقة لرفع الثقة في نفسه ويتعلم فنيات قد تفيده فيما بعد.
ولأن هؤلاء الأطفال غير محتاجين الى دروس الدعم والتقوية او إعادة شرح الدروس أصلا ليس هناك متسع من الوقت. وطريقة تعليمهم وتعلمهم جد مختلفة عن الاخرين فقد استعملنا طرقنا واساليبنا للرفع من مستواهم.
والحصة الثالثة : يكون عبارة عن امتحان تجريبي من الألف إلى الياء ونحن نلاحظ كل حركات التلميذ وكيف يتعامل مع المرافق الذي هو احد المتطوعين لدينا وله مستوى أقل من مستوى السادس ابتدائي.
ومن حظنا امس، كان الإمتحان التجريبي بمدارسهم ومع مرافقيهم الذين سيصطحبونهم خلال فترة الإمتحان، فتواصلت معهم كي انقل لكم نتائج التجربة. والحمد لله كانت أفضل ومبشرة بالخير واستفدت من أراءهم وتجاربهم.
وسندرس بكل أمل كل الإيجابيات والعثرات مع كل فروع جمعية امل أطفال ذوي صعوبات في التعلم كي نقدم لأطفالنا الأفضل لهم لأنهم يستحقون، ونزرع الأمل في وجدان أسرهم.
وللتأكيد فأطفال صعوبات في التعلم ليسوا اقل ذكاء من أقرانهم ويمكن ان يفوق لدى البعض.
لكن المشكل في تشفير المعلومات لهم وطرق توصيل المعلومات إليهم، وهذا ما نشتغل عليه في جمعية أمل أطفال ذوي صعوبات في التعلم وبمشاركة كل الجهات المعنية لأنها مسؤوليتنا جميعا.
وفي الختام ارفع القبعة لكل من يساهم من قريب او بعيد في مساعدة ومساندة أطفالنا ذوي الهمم ونسأل الله ان يجعلها لنا ولهم في ميزان الحسنات.