الطريقة
بقلم/ سهام منير
لعل قائلا يقول :
أنا جالست الصوفية أو ربما قال أخذت الطريقة ثم تركتها ،
لأنني كنت أظن أنني سأكون مثل الصالحين الذين ،
يطيرون في الهواء أو يمشون على الماء أو لو أني ،
رفعت يدي الى السماء وطلبت مالا لرزقني الله ،
لكن ! كل ذلك لم يحدث لي فتركت الطريقة ،
نقول :
نعم إنك لو بقيت في الطريقة سنين وسنين
وهذه نيتك وهدفك من الطريقة فستظل تراوح ،
مكانك فمن هاجر لله ولرسوله فهجرته لله ورسوله ،
ومن هاجر لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته
إلى ما هاجر إليه. فالطريقة ليس المقصود منها
أن تكون صاحب كرامات وخوارق عادات ،
فمن كان هدفه الكرامات ، فهو في الكرى مات ،
لكن ينبغي أن يكون مقصودك هو العمل لنيل مرضاة الله عز وجل ،
وهذا هدف كل مؤمن أما من يريد أن يجعل من الدين
مطية لتحقيق شهوات نفسانية وأهواء نفسية
فقد ضل الطريق وتاه عن المقصود ، لأن الذي
يحجب الإنسان عن الوصول إلى الحق جل جلاله
هو حجب النفس الأمارة المتمثلة بأمراضها القاطعة ،
عن الله ، لعمري كيف يمكن أن يصل إلى الله من
كان بعمله مرائياً ، أم كيف يصل إلى الله من كان
يملأ قلبه الكبر والعجب ، أو كيف يتذوق حلاوة
الإيمان من كانت نفسه تواقة للمعاصي والذنوب
وهو مرتكب للمخالفات والعيوب؟!
الطريقة الصوفية هي الوسيلة التي تجعلك مهيأً
لدخول حضرة الحق وأنت نظيف النفس طاهرا ،
هي التي تبصرك بعيوبك وأسباب انقطاعك عن الله ،
هي التي تغرس في نفسك حب الله ورسوله والصالحين
هي التي تجعلك شاكرا ذاكرا متفكرا مراقبا تائبا منيبا
هي التي تنقلك من الغفلة الى الذكر
ومن الظلمة إلى النور
ومن الضلال إلى الهدى
ومن الشقاء الى السعادة
ومن المعصية الى الطاعة
ومن رفقة الدنيا الى رفقة الآخرة
ومن الانشغال بالنعمة إلى الانشغال بالمنعم
ومن الفوضى الى النظام
ومن الجهل إلى المعرفة والعلم
ومن الشر إلى الخير .