أهي وزارة للأوقاف أم أوقاف للوزير؟
بقلم/ د. محمد العربي
بعد أكثر من شهرين لا تزال بيوت الله مغلقة في وجه أحبابها بعد هذه التصريحات المنسوبة إلى وزير الأوقاف استناداً إلى ما قال بأنه مراعاة للإجراءات الاحترازية الصادرة من الجهات المعنية يقصد وزارة الصحة، وأتساءل مع القارئ الكريم ألا يجول بخاطرك يا وزير الأوقاف أن تنظر حواليك في محطات المترو والأسواق وأماكن التجمعات الخدمية المرتادة من الكثيرين وبعض المصالح الحكومية لتقول بينك وبين نفسك:
لماذا كل هذا التعنت تجاه المساجد ودور العبادة علي التحديد؟
أم أنك خائف حقا علي صحة مرتادي المساجد، وهو ما لا تعززه قرينة منطقية أو إنسانية، أم أن الأمر جاء علي هواك، فأصبحت تصريحاتك تترى الواحد بعد الآخر لتؤلم المصلين والمحبين والعاشقين لبيوت الله!
أما كنت قادراً بعد كل هذه الفترة انت وأهل مشورتك أن تضع الضوابط للحيلولة دون انتشار العدوي بالمباعدة بين المصلين أو تقليل الوقت المسموح به لأداء صلاة الجمعة أو اشتراط ارتداء الكمامات إلي غير ذلك من البديهيات الاحترازية المسلم بها؟
أنت تعلم جيداً أن المساجد تشكو حالها إلي ربها بعد الأسبوع الأول من رمضان نظراً لقلة المصلين ولن تجد علي أقصي تقدير أكثر من صفين في أنقي حالاتها.
فلماذا تتمسك بقميص معاوية وتربط بين خوفك غير المبرر من انتشار العدوى بين المصلين دون أن تقدم ما يمكنك ادخاره في صحيفة حسناتك التي ربما لا تجد فيها إلا القليل.
لقد ذاع عنك وانتشرت زلات ممكن تدفعها في دنياك لكنها حتماً ستسجل في ميزانك يوم وقوفك بين يدي مولاك.
فاسمع وانصت واخشع.
العاقبة للمتقين ومهما طال يومك فلن يدوم.