بســـيون والانهيار الأخلاقى
الآن .. الآن وفقط وصل عندى قمة الإدراك أن الحكومه لم تكن تعبث عندما قررت عدم التعويل على الإراده الشعبيه فى الإنتخابات البرلمانيه القادمه ، أو رأى المواطن فى إختيار النواب خاصة بعد حالة التجريف العقلى ، والفكرى ، والسلوكى التى تعرض لها المواطن المصرى على فترات متعاقبه حتى باتت من المكونات الشخصيه التى أصبحت تلازم كثيرا من الناس فى القلب منهم الشباب .
لذا فإن الإنتخابات البرلمانيه القادمه ستكون إفرازا طبيعيا لتلك الحاله المأساويه التى إنتابت أناس كثر خاصة فى بلدتى بسيون الأمر الذى أصبح معه فى حكم اليقين أنها ستجرى طبقا للقانون الذى سيعرض على مجلس النواب قريبا جدا بنظام القائمه المطلقه بنسبة 75 % ، والفردى بنسبة 25 % مع توسيع دائرة الفردى بمعنى أن محافظة الغربيه التى أنتمى إليها ستكون دائرتين فى الفردى فقط ، الأمر الذى يعنى أن قائمه منهم ستضم فى الأغلب الأعم مراكز بسيون وقطور وكفرالزيات ومركز طنطا وبندر طنطا ! . وهذا كله يتم الإعداد له الآن لينطلق من قائمه إئتلافيه يشغل فيها حزب مستقبل وطن نسبة الأغلبيه وباقى الأحزاب تمثل تمثيلا بسيطا وستنجح رغم أنف الجميع .
يقينا .. الحكومه على حق فى هذا التوجه وأنا لها بلا مزايدات من المؤيدين ، نعــــم أنا لها من المؤيدين ، رغم إنتمائى سياسيا إلى الليبراليه المصريه حيث ” الوفد ” فى زمن الشموخ لأنه فى تقديرى لاديمقراطيه لمن يتمسك من الناس بالجهل ، ويتعايش مع الجهاله ، وينغمس فى النطاعه ، وهم للأسف الشديد وبكل وضوح كثر ، والمرحله الحاليه التى يمر بها الوطن الغالى والقادمه أيضا لاتحتمل أى وجود لتلك السخافات التى نلمسها فى العمليه الإنتخابيه عندما تمنح الإراده الكامله للناس ، والتى يتحكم فيها سطوة رأس المال ، والمزايدات ، والإشاعات ، والمكائد ، والدسائس ، وهذا لايصب فى صالح الوطن الذى يحتاج لجهد الجميع فى البناء وليس فى الهدم وقلة الأدب التى نراها فى أى إنتخابات تمنح فيها الإراده للناس ، لكننى أتمنى أن تحسن الأجهزه إختيار المرشحين ذو الشأن ، والكفاءات ، وأصحاب الرؤيه ، الذين يتمتعون بقدر كبير فى العطاء .
لذا فإننى أرى أن أى حوار يتم بشأن الترشح والمرشحين وهذا الطحن والتجاوزات التى تعدت الأخلاق وداست على القيم بالأحذيه حتى هدمتها فى مجتمع بلدتى بسيون ليس لها أى محل من الإعراب بل إن أى حوار فى هذا الشأن لايرقى حتى إلى حوار الطرشان ، ورغم ذلك لعل من أبرز حسنات الجهل بالواقع السياسى والإنتخابى أن نرى تلك الإفرازات المجتمعيه لبعض الأشخاص تكشف عن تدنى غير مسبوق فى القيم الإنسانيه ، ورغم أن هذا مؤلم إلا أننى أراه من المكرمات ولو مرحليا لعل الغفلى يفيقوا من غفلتهم ويدركون أنه يورثون أولادهم الخزى والعار .
حوار دار على أحد صفحات بلدتى بسيون حول ماكتبه مشكورا أحد أبناء بلدتى بسيون الأخ والصديق العزيز الأستاذ أيمن الصعيدى من باب الإجتهاد تأثرا بما لمسه من جهد أبذله بفضل الله ، مع أهلى بحكم أننى خادما لهم ، وذلك بشأن تزكية شخصى الضعيف والنائب سامح حبيب فى الإنتخابات القادمه رغم أنه يدرك جيدا أننى وبنسبه كبيره لن أرشح نفسى إذا تم إقرار النظام الإنتخابى كما طرحته ، ليس تعاليا ، أو إستهزاء لاسمح الله ، لكن لأن ترشحى وبوضوح شديد مرهون بحزب ” الوفد ” الذى أفخر بالإنتماء إليه متمنيا ألا أكون ضمن خياراتهم فى الترشح ، وكذلك رؤية الأجهزه ، وماعطائى إلا واجبا مستحقا تجاه أهلى الذين أستحى أن أستسمحهم أن يعفونى من حرج التعايش مع همومهم ، والإستمتاع بحياتى كمواطن مصرى ينشد الراحه ، وككاتب صحفى محترف له إسهاماته الأدبيه ، ومسئولياته الوظيفيه بحكم موقعى الرفيع فى الصحافه القوميه كنائبا لرئيس التحرير ، وليتفاعلوا مع الزملاء النواب ويطرحوا عليهم همومهم وهم أخوه أفاضل ونواب محترمين لهم كل التقدير والتوقير والإحترام ، لأنه لديهم الوقت ، والجهد ليقدموا لهم كل الخير .
لم يكن الحوار مؤلم لشخصى فقد تعودت على مثل هذا الأسلوب الذى يفتقد لأبسط قواعد الإحترام رغم أننا فى بيئه ريفيه المفروض أن يكون من فيها قد تربوا على الأدب ، والأخلاق لأن الجميع يحكمهم صلة قربى ، ومصاهره ، وجيره ، وصداقه لكن على مايبدو أن الواقع المجتمعى السيىء قد جرف أيضا هذا الإحترام فى أعماق الريف المصرى وبات كغيره من المجتمعات مسخا بلا قيمه ، لكن ستبقى أطروحاتهم وما كتبوه نبراس خزى لأولاهم فى المستقبل وإخوتهم ، وأسرهم ، بل ويرسخ مفردات طارحيه لدى المحترمين من الشباب وهم كثر بفضل الله اليقين بتدنى مستوى ثقافتهم ، ونمط تفكيرهم .
بمنتهى الهدوء والإحترام أقول فقط لمن تبقى لديهم عقل ، وينشدون الفضيله ، ويتمسكون بالإحترام لأنهم من أسر كريمه لذا يحرصون على ألا تظل تقرن النقائص ببلدتنا بسيون الأهل والبلد ، والمركز والبندر والقرى ، والكفور ، والعزب ، بسبب التصرفات المشينه للبعض منا ، كلاما ، وسلوكا ، وألا يظل يلحق بنا عار الخجل بأن ننعت بأننا ” بساينه ” على سبيل التدنى .. إنتبهوا أنتم المستقبل ونحن جيل يودع الحياه وسنرحل ونترككم تغوصون فى الأوحال لذا أطرح هذا للتاريخ ، مؤكدا على أننى لاأزعم إمتلاك الحقيقه وحدى بل إن ماأراه صوابا قد يراه غير خطأ لذا كان أهمية الحوار المبنى على الإقناع ، وحتمية تعظم الرأى والرأى الآخر ، بل إن اليقين راسخ بأنه لايمكن أن يتحقق تقدم على أى مستوى حياتى إلا بالرأى الآخر شريطة الموضوعيه والإحترام والحجه والبيان ، لذا من الطبيعى أن من يزعم بأن تدنيه فى الحوار وحتى فى الألفاظ يعكس حرية رأى فهو كاذب .
إن ماطرحته أجد أنه منهج يتعين أن يتوقف أمامه كثيرا كل أبناء بلدتى بسيون خاصة من صدقت نواياهم ، لأنهم سيدركون أن هذا النهج من التدنى لن يصنع رجالا ، لأنه طبقا لمقدور رب العالمين لايمكن لقلة الأدب أن تصنع شخصية لها قدر عند الناس ، يبقى على كل الذين كتبوا السوء من القول ، والتدنى فى الأسلوب على ماطرحه الأخ الأستاذ أيمن الصعيدى أن يخجلوا من أنفسهم ، ويدركوا ، كارثية هذا النهج اللعين على المجتمع البسيونى ، وكان يتعين علي هؤلاء جميعا أن يراعوا حرمة الشهر الفضيل ، وينتفضوا من أجل أبناء بلدتنا بسيون الذين يصارعون الموت بمستشفى حميات بسيون لإصابتهم بالكورونا ، ويصرخون بصوت عالى حتى تصل صرخاتهم إلى المسئولين لعلهم ينتبهون فينقذونهم ، وكذلك كان الأحرى بهم بدل أن يتطاولوا بهذا الشكل السخيف أن يبحثوا عن الفقراء من أهلهم وجيرانهم ويساعدونهم فى السر ، ويكتبوا لعل الله ينظر إليهم برحماته يستحثون كل القادرين لتقديم الخير لمن تأثروا بالحاله الإقتصاديه التى خلفها فيرس كورونا ، ويبقى أيضا الدعاء لرب العالمين أن يلهمنا الرشاد فى الأمر كله ، ولله الأمر من قبل ومن بعد .