تقرير _آمنة عبد الباري
يصاب العديد منا بالأذى فى قدميه أثناء ممارستنا لرياضتنا المفضلة “كرة القدم” التي نلعبها على الأتربة والرمال المليئة بالصخور،والأحجار الصغيرة،التي
تخترق أحذيتنا،فى مركز شباب بلدتنا،بهذه الكلمات المأساوية يروي أطفال وشباب قرية الحميدات شرق التابعة لمركز ومدينة إسنا،جنوب محافظة الأقصر،معاناتهم.
وبالرغم من أطلاق الرئيس عبد الفتاح السيسي مبادرة “حياة كريمة” لتطوير 27 قرية بمركز ومدينة إسنا،والتي من بينهما قرية الحميدات شرق
،وقرر رئيس الجمهورية دعم الأهالي المقيمين بهذه القرى بكل ما يحتاجون إليه ،ولكن تجاهل المسئولين أثناء تنفيذهم للمبادرة تطوير مراكز الشباب،
وخاصة مركز شباب الحميدات شرق الذي يمثل مشكلة كبرى لدى جميع أطفال وشباب القرية،ويجعلهم يعانون يوميا،بسبب عدم وجود أى إمكانيات به تساعدهم على أن يحققوا أحلامهم فى إحتراف كرة القدم وغيرها من الرياضات الآخر.
ويقول”أحمد السايح”معلم التربية الرياضية بـ”مدرسة الشيخ الأمير الإبتدائية”وأحد شباب القرية،أن مركز شباب الحميدات شرق،لم ينشأ فى يوم وليلة،
بل كافح الأهالي من أجله عدة سنوات ،وبذلوا قصارى جهدهم حيث تبرع المهندس “أحمد محمد على” الشهير بـ”القنمبوز”بجزء من منزله،
لجعله ملعبا للشباب،ثم أصبح العديد من الأطفال يقبلون عليه وتم تركيب يافطة باسم المركز، عام1976وظل الأطفال والشباب يؤدون رياضتهم بملعب بسيس،
لمدة معينة،ثم قام”القنمبوز” بتصليح قطعة كبيرة من الأرض فى أخر القرية،ليس بجوارها سوى منزل واحد،ورغم سعة المساحة إلا أن الشباب كان إقبالهم على البسيس أكثر، لصلاحية أرضيته،ثم قام “فراج الشريف”باستصلاح أرض الملعب،
وعقب المجهودات الشاقة التي قام بها الأهالي،تم إنشاء مركزا قانونيا للشباب بالقرية عام 1983.
وأوضح “فراج جاد أحمد” أحد شباب القرية،أن الهدف الرئيسي من إنشاء المركز كان هو تنمية مواهب أطفال وشباب القرية
،وتشجيعهم على ممارسة الألعاب الرياضية التي تفيد أجسامهم، لافتا إلى أن هذا الغرض لم يتحقق،لعدم وجود أى إمكانيات حديثة تساعده هو وزملاؤه على أن يمارسوا أى نوع من أنواع الرياضة.
وقال”يوسف خالد محمد” أحد أطفال القرية،الذي يبلغ من العمر 12سنة،”عندما كنت أشاهد مباريات كرة القدم على التلفاز ،عشقت هذه الرياضة بكل ما تحمله الكلمة من معنى،وحلمت أن أكون لاعباكبيرا،مثل
“الحضري”وغيره من الأبطال،
وأحرز العديد من الأهداف،وأفعل المستحيل من أجل الحصول على”كأس العالم “الذي سأرفع به رأس بلدي، ولكن كثرة الإصابات والأذى الذي أتعرض له يوميا أنا وأصحابي عندما نلعب حفاة عقب اختراق الأحجار لنعالنا،بمركز شباب قريتنا،جعلني أفقد الأمل فى تحقيق حلمي،وأنعزل عن اللعب شيئا فشيئا.
وأشار “خالد محمد أحمد”أحد شباب القرية،إلى أن المركز لم يتم بناء سور له منذ نشأته،كما أن مساحته كبيرة للغاية،إلاأن الظلام يحيط به من كل جانب ليلا،نتيجة كسر الكشافات التي تم تركيبها منذ 15سنة أو أكثر، حيث لم يتم تشغيلها ولو لمرة واحدة منذ مجيئها،
لافتا إلى أن إهمال المركزجعله هو وشباب القرية يبذلون الكثيرمن الأموال، والطاقة فى لعب مباراة واحدة بالمراكز المطورة خارج بلدتهم،
حيث إن كل واحد منهم يدفع عن الساعة الواحدة 40 جنيها،ويجب عليه أن يحجز دوره باللعب قبل المباراة بيوم،إضافة إلى أجرة المواصلات التي تنفق يوميا،بينما إذا توافرت الإمكانيات الحديثة بمركزهم فلا توجد مشقة عليهم.
ولفت عدد كبير من أطفال البلدة إلى أنهم يرغبون فى اللعب خارج قريتهم،بأحدى المراكز المطورة التي بها العديد من الألعاب الرياضية،التي تساعدهم على تنمية مواهبهم،ومشاركتهم فى المباريات بينهم وبين أندية أخرى،ومن أجل ممارستهم لأي رياضة يحبونها،بخلاف قريتهم التي ليست بها إلا لعبة واحدة وهي “كرة القدم”فقط،مشيرين إلى أن أهاليهم يمنعونهم من ذلك
،لعدم تعرضهم لأى حادث قد يودي بحياتهم،أو يعرضهم لأي إصابات،نظرا إلى صغر سنهم.
وطالب”السايح “،المسئولين بالنظر إلى معاناته هو وأهالي قريته، قائلا :”أنا شاب أحب الرياضة كثيرا،وعدم وجود أى إمكانيات فى نادينا،جعلني لا أمارس رياضتي المفضلة إلا يوما واحدا من كل أسبوع بأحد الأندية خارج القرية”مركز شباب الدير”، كما أنه يجب علي أن أحضر فى اليوم المحدد لي ،حيث أنه إذا حدث معي ظرف منعني من الحضور،ضاع يومي،وأكمل الإسبوع بدون لعب،مما يضعف موهبتي.
وأعرب شباب القرية عن غضبهم الشديد،لعدم الإهتمام بمركزهم، وتطويره كبقية القرى الآخرى المجاورة لهم يكون بداخله”صالة
تنس،وطاولة،وكشافة،ونجيل صناعي يحمي أرجلهم من الأحجار، الأحجار،والزلط الذي يعرض أقدامهم للأذى،لافتين إلى أن المركز أصبحت جدرانه آيلة للسقوط الآن،لعدم ترميمه منذ 25 سنة أو أكثر.