بقلم: د.عبدالغنى الغريب الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف
العلامة الأولى لقبول صيامك: أن تظل وثيق الرباط بالله بعد رمضان، أن تبقى مستقيماً على طاعة الله بعد رمصان ، ألا تقطع المداد الذى بينك وبين الله، للأسف الشديد هناك بعض الناس يقبلون على الله في رمضان، فإذا ما انتهى رمضان انتهى ما بينهم وبين الله، لا نراهم يصلون، لا نراهم يسجدون، لا نراهم يرطبون ألسنتهم بالذكر والتسبيح، كأنما يُعبد الله فى رمضان ولا يعبد في شوال وسائر الشهور. من كان يعبد رمضان فإن رمضان سيموت، ومن كان يعبد الله فإن الله حىّ لا يموت، وكان بعض السلف يقولون: بئس القوم قوم لا يعرفون الله إلا فى رمضان، كن ربانيا ولا تكن رمضانيا.
ان أول علامة لقبول صيامك أن تبقى ثابتاً، أن تبقى مواظباً على الصلاة بعد رمضان، لكن أن تُصلى فى رمضان فإذا ما انتهى رمضان توقفت عن الصلاة هذه هى الكارثة. الصلاة هي أول ما ستحاسب عليه يوم القيامة ، فمن حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نورا ولا برهانا ولا نجاة، وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأُبىْ بن خلف ، كما قال صلى الله عليه وسلم فى الحديث الذي رواه الإمام أحمد .
أن تبقى مواظباً على قراءة القرآن الكريم بعد رمضان، لكن أن تقرأ القرآن الكريم فى رمضان فإذا ما انتهى رمضان توقفت عن القراءة فهذه علامة الانتكاسة ، فالبيت الذي يُقرأ فيه القرآن يتراءي لأهل السماء كما تتراءى النجوم لأهل الأرض، القاريء للقرآن مع السفرة الكرام البررة كما قال صلى الله عليه وسلم.. البيت الذى يُقرأ فيه القرآن كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم يكْثرُ خيره، ويُوسع على أهله،ويحضره الملائكة، ويهجره الشياطين، والبيت الذى لا يُقرا فيه القرآن يُضيق على أهله، ويقل خيره ،ويهجره الملائكة، ويحضره الشياطين.
أن تبقى مواظباً على الصدقة بعد رمضان، لكن أن تتصدق في رمضان، فإذا ما انتهى رمضان توقفت عن الصدقة فهذه علامة الانتكاسة ، فالصدقة تُطفىء عن أهلها حرَّ القبور ، وإن المؤمن ليستظل يوم القيامة في ظل صدقة، كما قال صلى الله عليه وسلم. ألمْ يقلْ الرسول صلى الله عليه وسلم: إنما الدنيا لأربعة نفر ، وذكر منهم صلى الله عليه وسلم : رجلا آتاه الله مالا وعلما ، فهو يتقى فيه ربه، ويصل فيه ربه ، ويعلم أن لله فيه حقا، فهذا بأفضل المنازل في الدنيا والآخرة. ولذلك كان من دعائه صلى الله عليه وسلم : اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، وكان من دعاءالصالحين: (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا) قال السلف: استقاموا على طاعة الله ، وداوموا على طاعة الله ، وماتوا على طاعة الله، لم يَرُوغُوا عن الله كروغان الثعالب كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه… تقبل الله تعالى صيامكم وقيامكم وقرآنكم .