محطه مياه الشرب الإرتوازى قنبله موقوته على وشك الإنفجار .
اثق فى براعة محافظ الغربيه وقدرة مدير الأمن على التفاعل الإيجابى مع هذا الوضع المأساوى .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلــم :
الكاتب الصحفى
النائب محمود الشاذلى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باتت تحاصرنا الكوارث من كل جانب ، بعضها له علاقه بالقدر ، والآخر له علاقه بالإهمال البشرى ، وسوء التقدير ، والرحرحه التى إبتلى بها البعض منا ، والتى دائما ماتأخذنا إلى طرق معوجه ، حتى أننى كثيرا ماأجد نفسى فى حاجه لإحداث هزه عنيفه لدى كل صاحب قرار من المسئولين لعلهم ينتبهوا لحجم الكوارث التى يخلفها إهمالهم ، والبطىء فى إتخاذ القرار .
الوقائع كثيره ومشينه ومستهجنه لعل آخرها هذا الحريق الهائل الذى شهدته قرية قرانشو التابعه لمركز بلدتى بسيون فى مكان كبس قش الأرز والتى بذلت فيها الجهود الكبيره والرائعه من الدكتور طارق رحمى محافظ الغربيه الذى حضر لموقع الحريق بنفسه للإشراف على تجاوز الأزمه ، ومنى إبراهيم رئيسة مدينة بسيون ، حتى تم حصار النيران الملتهبه به ، وتأتى الأسئله التقليديه والمحوريه والتى لانسألها إلا عند وقوع الكوارث والتى فحواها .. أين إشتراطات الأمن الصناعى ؟ كيف يسمح بمثل تلك المكابس دون إتخاذ إجراءات السلامه ؟. ولماذا تم غض الطرف عما سبق من تحذير بشأن هذا الوضع الذى يفتقد لأبسط قواعد الأمان ؟ .
إنطلاقا من ذلك أحذر ، وأنذر ، وأدق ناقوس الخطر منبها أننا يمكن أن نتعرض فى أى لحظه لكارثه حقيقيه ومأساويه تؤثر على كل أبناء بلدتى بسيون ، تكمن الكارثه فى هذا الوضع المرعب من وضع قنابل موقوته جنبا إلى جنب دون أى معايير آمنه ، وذلك بحرم محطة مياه الشرب الإرتوازى ببسيون التابعه لشركة مياه الشرب بالغربيه ، حيث تحيط من كل جانب السيارات ، والتكاتك المخالفه ، المتحفظ عليها والتابعه للمرور ، بمحول الضغط العالى الذى يستخدم فى تشغيل المحطه ، وكهرباء المبنى ، وكذلك خزان المياه ، والمواسير والمعدات ، والخطوط ، والمحابس الرئيسيه لمحطة مياه الشرب الإرتوازى ، والمخرج الذى يقوم بتوزيع المياه لمدينة بسيون والقرى ، ويبدو الوضع وضع إحتضان وحميميه وهذا يعنى إما أن يستمروا جميعا أو يتم تدميرهم جميعا ، التدمير البشع لأنه سيطول كل البيوت المحيطه بالمحطه لامحاله .
أصابنى الذهول ، وإعترانى الرعب أثناء تواجدى فى محطة مياه الشرب الإرتوازى ببلدتى بسيون العتيقه والعريقه ، ولاأعرف بالضبط من هذا الجهبز الفكيك الذى إختار هذا المكان الهام ، والحيوى ، والجوهرى ليضع فيه كل تلك القنابل الموقوته دون إحساس بأى مسئوليه ، وألف باء أمن صناعى إن مثل تلك السيارات والتكاتك المعبأه بالبنزين يتعين أن توضع فى مكان خارج الكتله السكنيه وليس بهذا الوضع الذى قد ينذر بالإنفجار فى أى لحظه ويخلف دمارا غير مسبوق . وللإنصاف أحسن قيادات شركة مياه الشرب والصرف الصحى ببسيون والغربيه عندما نبهوا رسميا ، وحذروا مرارا وتكرارا ، وأكدوا بوضوح لالبس فيه على كارثية هذا ، وإصراراهم المتكرر على تصحيح هذا الوضع الخطير .
أطرح ذلك بكل إحترام ، وبمنتهى العقلانيه والمسئوليه وذلك بحكم مسئولياتى الصحفيه كأحد حملة الأقلام حيث إنتمائى الصحفى إلى جيل الرواد كأحد قيادات الصحافه المصريه ، التى هى عين الشعب ، وضمير الوطن ، والرقيب الأمين على أداء الأجهزه ، وبحكم وضعى النيابى عن الشعب ، وقبل كل ذلك إرضاءا لضميرى كأحد أبناء بسيون معني بالمخاطر التى تهدد الجميع ، أجد من واجبى أن أطرح القضايا وأنبه للمخاطر ، وأتمسك بأن يكون ماطرحته محل بحث وتدقيق ، وتفاعل خاصة وأنه له علاقه مباشره بالصالح العام .
إنطلاقا من ذلك كله أثق فى رجاحة عقل الدكتور طارق رحمى محافظ الغربيه ، وأدرك الحس الأمنى الرفيع لدى القيادات الأمنيه بالغربيه فى القلب منهم اللواء هانى مدحت مدير أمن الغربيه أرى تشكيل لجنه فنيه من المختصين لإنقاذ المحطه ، وإخلائها وفورا من كل تلك القنابل ، وتوفير عوامل الأمان وتحقيق الأمن الصناعى بها ، وحماية أرواح الأهالى قبل أن نبكى جميعا على اللبن المسكوب . ويبقى السؤال الجوهرى والذى مؤداه لمن سأقول شكرا لأنك أنقذت أرواح كل أبناء بلدتى بسيون . داعيا الله تعالى أن يحمى مصرنا الحبيبه وبلدتى الغاليه بسيون أهلا ووطنا وشعبا من كل مكروه وسوء .