قصيدة للشاعر: خالد مصطفى
المدير العام للمعجمات العلمية واللغوية
وإحياء التراث بمجمع اللغة العربية
مَنْ أَدَّى الْوَاجِبَ بِالْحَرْفِ .. وَيُؤَمِّنُ أَهْلِي مِنْ خَوْفِ
فَلِمَاذَا يُقْتَلُ عَنْ عَمْدٍ .. مِنْ وَغْدٍ يَنْطِقُ بِالسَّيْفِ؟
فَيُيَتِّمُ أَطْفَالًا أَمْسَتْ .. كَجُرُوحٍ أَنَّتْ مِنْ نَزْفِ
لا تَدْرِي مَا يَجْرِي، لَكِنْ.. قَدْ صَارَ الْبَيْتُ بِلا سَقْفِ
* * *
آبَاءٌ صَارَتْ أَشْلاَءً.. سَقَطَتْ – كَحَمَائِمَ – مِنْ قَصْفِ
كَانَتْ بِالأَمْسِ تُطَمْئِنُنَا.. كُنَّا لا نُطْعَنُ مِنْ خَلْفِ
وَدِمَاءٌ مِسْكٌ قَدْ سَالَتْ.. صَارَتْ نِيرَانًا بِالْجَوْفِ
تَبْكِي وَتَقُولُ بَنِي وَطَنِي .. أَقِرَايَ تُعَجَّلُ كَالضَّيْفِ
قَدْ كُنْتُ شَبَابًا يَا قَوْمِي.. وَقِرَايَ أَتَتْنِي بِالْقَذْفِ
* * *
مَا ذَنْبُ الشُّرْطِيِّ الْحَامِي.. أَبْنَاءَ بِلَادِي مِنْ حَتْفِ؟
أَيُشَيْطَنُ حَامٍ، والسَّاعِي.. لِلشَّرِّ مَلاَكٌ فِي الْوَصْفِ؟
أَمَلاَكٌ يَأْتِي فِي خَبَثٍ؟.. هَلْ جَاءَ رَبِيعٌ فِي الصَّيْفِ؟
* * *
مَنْ أَوْلَى النَّاسِ بِأَحْضَانٍ؟.. مَنْ فِينَا أَوْلَى بِالْعَطْفِ؟
شُرْطِيٌّ مَاتَ لِكَيْ نَحْيَا.. أَمْ حِقْدٌ يَسْعَى لِلنَّسْفِ؟
مَأْجُورٌ يَهْدِمُ أَوْطَانِي.. أَمْ حُرٌّ صَدَّ بِلَا ضَعْفِ؟
* * *
أَشَهِيدُ الشُّرْطَةِ مَذْمُومٌ؟.. مَنْ ذَمَّ الرُّوحَ عَلَى الْكَفِّ؟
لَوْ فِيهِمْ طَاغِيَةٌ قَوْمِي.. فَلِمَاذَا عَمَّ عَلَى الصَّفِّ؟
هَلْ أَضْحَى الْبَاطِلُ عِنْدَكُمُو .. حَقًّا؟ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيْفِ؟
لَنْ نُخْدَعَ مِن لُؤْمٍ يَبْدُو.. كَالشَّمْسِ وَأَلْوَانِ الطَّيْفِ
* * *
سَنُحَارِبُ إِرْهَابًا أَعْمَى .. لَنْ يُغْمَضَ فِينَا مِنْ طَرْفِ
يَتَسَلَّحُ بِالْحِقْدِ الْأَغْبَى.. بَلْ حَشْوُ حَشَاهُ مِنْ عُنْفِ
وَالْحِقْدُ يَجِيءُ بِلَا قَلْبٍ.. لَوْ يَقْتُلُ أَلْفًا لَا يَكْفِي
فَالنَّارُ بِأَوْرِدَةٍ تَجْرِي.. وَغَلِيلَ حَقُودٍ لَا تَشْفِي
* * *
مِنْ أَسْوَدِ عَقْلٍ، مِنْ أَفْعَى .. يَا رَبِّ أَغِثْنَا بِاللُّطْفِ
وَاحْفَظْنَا رَبِّي مِنْ شَرٍّ.. لَنْ يَسْكُتَ إِلَّا بِالْخَسْفِ