بقلم : المصطفى أحمد رسلان
يطمح الكثير من الشباب بالعمل بوظيفة مناسبة في القطاع العام تلك الوظيفة التى سوف تضمن له نوعاً ما من التدرج الوظيفي والإستقرار المادى الذي يؤهله لبناء أسرة فور حصوله علي الوظيفة بالإضافة إلي أن الوظيفة في القطاع العام ستضمن له أيضاً التأمين الصحى والإجتماعى .
ولكن مع السعى وراء لقمة العيش فإن هذا السعى لن ينتظر التعيين في القطاع العام لذلك سرعان ما يتحول هذا الطموح إلي القبول بأية وظيفة ستكون متاحة حتى وإن كانت في أى منشأة خاصة .
ومع قلة فرص العمل المناسبة أمام شباب الخريجين يضطر القطاع الأغلب منهم إلي القبول بأى شروط يفرضها عليهم صاحب المنشأة الخاصة والذي بدوره يتعامل مع موظفيه بأسلوب لا يبعد كثيراً عن أسلوب تعامل السيد مع العبيد .
ومن أهم السمات التى تتميز بها معظم المنشآت الخاصة عدم وجود تدرج وظيفي وعدم وجود أجازات دورية للعاملين وعدم وجود تأمين صحى أو اجتماعى وإن وجد تأمين صحى أو اجتماعى فيكون بمقابل زهيد أو يكون من راتب الموظف علاوة علي عدد ساعات العمل الكثيرة .
ومن الأمور البديهية والتى لا تدع مجالاً للشك أن في معظم المنشآت الخاصة لابد من وجود ذلك الشخص المميز المخلص لصاحب المنشأة والذي يلعب دور المراسل في وكالة الأنباء بمعنى أنه لا يحدث أى شىء في المنشأة إلا وقد علم به صاحب المنشأة .
ومع زيادة التنافس في السوق المحلي والعالمى فإن صاحب المنشأة الخاصة لا يضع في اعتباره سوى تحقيق الربح المادى من المنشأة دون النظر إلي شخص الموظف أو النظر إلي صحته وكرامته ضاربين بنصوص قانون العمل عرض الحائط. ومع الأسف الشديد فإن هذا الأمر لا يقتصر علي المنشآت الخاصة في السوق المحلي بل يمتد حتى إلي المنشآت التى تنافس في السوق العالمى حتى أنه لا يكاد يمر الكثير من الوقت إلا ونجد اضطرابات تحدث في شركات عالمية بسبب تعنت الإدارة في اتخاذ بعض القرارت والتى قد تضر بموظفيها دون الرجوع إليهم ودون العمل علي إعطائهم حقوقهم قبل الشروع في تنفيذ أية قرارات .
ومن القضايا التى أثيرت علي الساحة مؤخراً قضية شركة جلاكسوسميثكلاين (gsk) وهى من الشركات الرائدة في تصنيع الدواء في العالم إلا أن إدارة الشركة قررت مؤخراً بيع مقر الشركة بدولة مصر ودولة تونس إلي شركة الحكمة ومع أن مبيعات الشركة بمصر عالية إلا أن إدارة الشركة رأت أنها لا تحقق الربح الكافي الأمر الذى معه قررت بيع المقر لشركة أخرى دون مراعاة حقوق العاملين بها ودون العمل علي إعطائهم مستحقاتهم قبل البيع لشركة أخرى .
الأمر الذي قد يعرض العاملين في الشركة إلي ضياع حقوقهم وضياع وظيفتهم إذا قررت شركة الحكمة بعمل إحلال وتجديد بالشركة الأمر الذي سيتعرض معه الكثير من العاملين بالشركة إلي ضياع حقوقهم ووظائفهم الأمر الذي معه قد يعرض أسرهم إلي التشريد والضياع. وفي الختام أود أن أسأل أصحاب المنشات الخاصة لم استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً