متى تختفى اللجان الإنكشاريه من واقعنا ؟!.
52 شارع بورسعيد بالإسكندريه شاهدا على ماساه مجتمعيه حقيقيه الثلاثاء الماضى .
لماذا كانت دعوات السيده لرئيس حى وسط الإسكندريه أن يعفيه ويعفيهم من السرطان .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلـم :
الكاتب الصحفى
النائب محمود الشاذلى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لاشك أن إقامة المجتمع القوى ، والدوله المدنيه العصريه الحديثه ، مبتغى وهدف ينشده كل المصريين ، يتعاظم ذلك عندما يكون تحقيق هذا الهدف النبيل منطلقه تفعيل القانون بحق ، والتعامل مع الناس على أنهم مواطنين لهم حقوق وعليهم واجبات وليسوا رعايا ، أو سبايا ، أو مجرمين ، أو خداما للأسياد ، الذين بات يمثلهم صغار كبار المسئولين فى دولاب العمل الإدارى بالدوله . وهؤلاء يسيئوا لاشك للدوله المصريه العظيمه أبلغ إساءه ، ويشوهون كبار المسئولين تشويها إجراميا بإمتياز رغم أنه لاشك فيهم من يتمتعون بإنسانيه ، وشفافيه ، ونزاهة هى فخر بحق لكل المصريين من أمثال اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندريه ، والصديق العزيز اللواء محمود أبوعمره مساعد وزير الداخليه مدير أمن الإسكندريه .
ماأحوجنا إلى ماأسماه المفكر الدكتور عبدالوهاب المسيرى المجتمع التراحمى الذى يقوم على التراحم والتعاطف والتواد بين أفراده ، يقينا .. هناك أمر جلل أثر على مكونات الشخصيه المصريه أفقد المصريين الرحمه ، وجردهم من الإنسانيه ، وجعلهم جبارين ، لذا كان من الطبيعى بالنسبه لهم أن يتعاملوا مع الناس بقهرغير مسبوق فى التاريخ القديم والحديث وأعتقد أنه لن يحدث فى التاريخ المعاصر ، تجلى ذلك بوضوح يوم الثلاثاء الماضى حين إقتحمت حملة الإنكشاريين الجدد بحى وسط الإسكندريه المخبز الكائن فى 52 شارع بورسعيد الشهير ، وسط ضجيج غير مسبوق سبب هلع فظيع للعاملين بالمخبز وكل الشارع الذين إعتقدوا أن بالمخبز إرهابيين دوليين ، لكنهم سرعان ماتنفسوا الصعداء عندما إكتشفوا أن اللجنه هى عباره عن مهندسة الأمن الصناعى بالحى ، وكذلك مفتشة الأمن الغذائى ، والبيئه ، وكذلك مفتش تموين ، وصحه ، عبثا حاول العمال إفهامهم أن المخبز له رخصه ، وسجل تجارى ، وبطاقه ضريبيه ، كما حاول الناس إفهامهم أن صاحبة المخبز بمعهد السرطان تتناول الجرعه دون جدوى تجردا من الإنسانيه وقاموا بطرد العمال وتشميع المخبز على مابه من عجين .
جاءت صاحبة المخبز مسرعه لتواجه المشكله منفرده متجاوزه ظروفها المرضيه نظرا لأن نواب الدائره إنشغلوا فيما جعلهم ينسون هموم الناس ولايتفاعلون معها ، جاءت السيده المصريه الأصيله إبنة الأكارم الفضلاء قادمه من المستشفى لتجدهم قد إنصرفوا ، لتمر كعب داير منذ الأربعاء وحتى اليوم وذلك لإنقاذ العجين الذى تم تشميع باب المخبز عليه ، تلحقها دعوات الطيبين ، وخلفها بعض سكان الشارع السكندرى الشهير الذين يتمتعون بالشهامه والمروءه المفتقده لدى أعضاء تلك اللجنه ، وكانت المفاجأه المدويه أن الأمر ينتهى برمته بدفع ألفين ومائتى جنيه والسلام ، دفعتهم صاغره .
وقفت السيده الفاضله قويه شامخه وسط مبنى حى وسط الإسكندريه وفى مواجهة رئيس الحى تشكو لرب العالمين ظلم الإنسان لأخيه الإنسان ، وأخذت تبتهل إليه سبحانه ألا يريهم ماترى من معاناه هذا المرض اللعين الذى ينهش جسدها نهشا دون رأفه أو رحمه من مجموعه من الموظفين متجردى الإنسانيه ، ونادت الرئيس كمواطنه مصريه صالحه تأثرا بهذا الظلم أملا أن يسمعها الرئيس ، وإنصرفت والدموع تنساب من أعين كل الحضور ، وفتحت المخبز وطهرت مكان العجين الذى أصابه التخمر ولحق به التلف ، الأمر الذى يعنى أن الهدف جباية أموال وليس ضبط الأداء ، أو تعظيم المنتج .
ماحدث من أعضاء هذه اللجنه يمثل إجراما بإمتياز ، ويستلزم محاسبه شديده ، لأن مثل هؤلاء يسيئون لمصر العظيمه ، ويساهمون فى بث الكراهيه فى نفوس الناس ، وخلق مناخ تشاؤمى لدى الشعب ، وهذا مالايقبله أى مسئول بالدوله ، لايمكن على الإطلاق أن يكون تطبيق القانون ، وضبط الأداء بل وإتخاذ إجراء حيال أى خطأ ، منطلقه تلك البشاعه الغير مسبوقه والدخيله على شعبنا الطيب العظيم ، ولايمكن على الإطلاق القبول بهذا التعامل شديد البشاعه ، شديد التدنى ، شديد السفاله التى مارسها أعضاء اللجنه على العمال بالمخبز دون مراعاة للظروف المرضيه للسيده الأرمله المريضه التى تستحق أن نعتذر لها جميعا ، ويمنحها الرئيس وسام شرف ، وأن يعتذر لها المحافظ الإنسان ، وأن يطيب خاطرها مدير الأمن الفاضل ، ويقدر جهدها رئيس الحى وكل المجتمع لصمودها فى الحياه وتمسكها بهذا العمل النبيل الذى لم يمنعها منه هذا المرض اللعين ، وتبعات مؤهلها العالى ، لعلهم يعيدوا الثقه إليها أن مصر بخير.