كتب- أحمد نورالدين:
صرح فضيلة الدكتور محمد عبدالله متولى فايد ابن قرية محلة اللبن، مركز بسيون، بالغربية المدرس بكلية أصول الدين والدعوة بطنطا، الفائز بالمركز الأول فى مسابقة “الخطباء والأئمة المتميزين”، أنه تخرّج بتقدير عام ممتاز مع مرتبة الشرف وكان الأول على دفعته، وبدأت رحلته مع الخطابة في سن الثانية عشرة، وأن فضيلة د. محمد قرني مدير إدارة أوقاف شرق بمحافظة القاهرة نصحنى بالتقدّم والمشاركة فى مسابقة الخطباء والأئمة المتميزين، فاجتزت الاختبارات على مستوى المحافظة بتفوق، ثم اختبارات التصفية والنهائية بكلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة، وكانت هذه الاختبارات كلها قائمة على المصداقية والشفافية المطلقة لقياس ثلاثة معايير، هي: الإلقاء الخطابي، حفظ القرآن الكريم وتلاوته، المظهر العام للخطيب.
مشيرا أن الصفات النفسية في الخطيب تنقسم إلى نوعين: فطرية، ومكتسبة، أما الصفات الفطرية، فهى الصفات الذاتية لدى الخطيب، مثل: الاستعداد الفطري، طلاقة اللسان، فصاحة المنطق، ثبات الجنان والصوت الجهوري، الأداء المتوثب، اللسان السليم من عيوب الكلام، وأن والخطيب كغيره من المربّين والموجّهين يحتاج إلى عقل راجح يقوده إلى البحث المركز، والملاحظة الدقيقة، وحسن المقارنة، والمعرفة بطبائع الأشياء، وسلامة الاستنتاج، مع يقظة حية وبديهة نيّرة، وكذلك الجرأة والشجاعة والثقة بالنفس ورباطة الجأش وهذه الصفات تتوثق مع قوة التكوين العلمي وجودة التحضير وطول الخبرة.
مضيفا أن الصفات المكتسبة فهي صفات ينالها الخطيب عن طريق القيام بما يلي: القراءة والاطلاع والتحصيل الكافي من العلم والمعرفة، والتدريب والمران، وعليه أن يتعوّد ضبط أفكاره ووزن آرائه وحسن الربط بينها ليأخذ بعضها برقاب بعض ويوصل بعضها إلى بعض بتسلسل منطقي مرتب، كما عليه الإحاطة بالقول البليغ وحسن استخدامه في مواضعه.
مؤكدا أنه استفاد كثيرا من الوسائل التكنولوجية ووسائل الاتصال الحديثة فى تقوية قدراته في مجال الدعوة والخطابة الدينية، وكذلك أستفاد من الصحف والمجلات الدينية فيحرص على اقتنائها ومتابعتها عن كثب، لما في أبوابها وصفحاتها من الخير الوفير والفكر المستنير الذي لا يستغني عنه أي داعية إلى الله حتى يستثمر دعوته وتؤتي أكلها.
وينصح فضيلته الدعاة بقوله: أنصح أشقائى الدعاة بالاخلاص في دعوتهم إلى الله واعطائها أوقاتهم كلها، وألا ينساقوا وراء الجماعات المتطرفة والأفكار المتشددة، وأن يحاربوها بكل ما أوتوا من قوة، استقرارا للبلاد وراحة العباد، والحرص على الإعداد الجيد، الذي يضعهم في مكانهم اللائق بهم, حيث يقف الخطيب من مستمعيه موقف الأمير، ويجلس الناس تحت قدميه مجلس الطلاب أو التلاميذ، يرمقونه بأنظارهم، ويشرئبون إليه بأعناقهم، ويلتزمون نصيحته، وكل هذا يعبّر عن سمو رسالة الخطيب وعظم منزلته التي يفوق فيها من سواه من سائر الناس، كما على الداعية والخطيب أن يتحلّي بثقة النفس والطمأنينة ورباطة الجأش والإقبال على الخطابة بحب واعتزاز، تقديراً لقيمتها، واعترافا بأهميتها، لأنه لو لم يفعل ذلك فقد تأثيره فى الناس.
مختتما حديثه، بأن المؤسسة الدينية فى مصر، وخاصة الأزهر والأوقاف هما صمام الأمان، وشاطئ السلام، وسفينة النجاة، في هذا الوقت الحرج، وعلينا أن نتمسك بهما ونتشبَّث بوسطيتهما واعتدالهما لما يتمتّعان به من منهج وسطي معتدل بعيدا عن الإفراط والتفريط، اللذين بهما تُهلَك الأمم، وتزول النعم، وتحلّ النقم.