قول الحق في مواجهة الكرونا
أ.د. محمد السعيد عبد المؤمن
قول الحق يلهب ظهور أصحاب الباطل، فإن لم يسمعوه أو يعقلوه ثقلت أوزارهم في الدنيا والآخرة. (قالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا من أصحاب السعير فاعترفوا بذنبهم فسحقا لأصحاب السعير.) الأحلام غيب يراود به الشيطان أصحاب الباطل، والجري وراء الأحلام الزائفة مخالف لسنة الله، فما خلق الله شيئا إلا بالحق وبقدر معلوم، والحق أن يكون لك هدفا مدروسا مخططا له بالعمل الصالح فيساعدك الله تعالى على الوصول إليه، أما الباطل فهو التماس الغيب بعمل غير صالح أو القعود والتمني على الله بغير حق. (ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع الخالفين.)
إن مواجهة فيروس كرونا ليست أقل من حرب أكتوبر، فلكل حرب عدو، ولكل عدو سلاح، ولكل محارب فكر استراتيجي، وما كان انتصار حرب أكتوبر إلا بعقيدة خالصة لله ثم للوطن ثم للشعب، وما كانت أسلحة الجنود بأقوى من أسلحة العدو، وما كان الجنود يقاتلون من وراء جدر مثل عدوهم.
لقد فشلت إسرائيل في مواجهة جيش الإيمان، كما تفشل إسرائيل ومعها الدول الكبرى الاستعمارية في مواجهة فيروس لا تراه العين المجردة، فشلت الدول الكبرى علميا وتقنيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وسياسيا، والأهم من كل ذلك فشلت في استخدام العقيدة الصحيحة.
كل دولة استعمارية كبري مشغولة بحالها، وضعف ذراع ضغطها على الدول الضعيفة، فأصبحت الفرصة سانحة لهذه الدول من أن تتخلص من ضغوط الدول الاستعمارية إلى حد كبير، فمازالت ساحة المعركة مفتوحة، وليس هناك مؤشر على قرب انتهائها.
إذا كانت الكرونا امتحان فلابد للنجاح فيه من العلم والفكر والإرادة، والسؤال الأول في هذا الامتحان عن أسباب فشل الدول الكبرى في مواجهته؟ والثاني عن موقع العقيدة من التعامل مع الأزمة؟ والثالث حول كيفية استثمار الجهود الجماعية في المجتمع بمختلف فئاته وطبقاته في مواجهة الأزمة؟ والرابع حول كيفية تحويل التهديد إلى فرص؟ والخامس حول كيفية استثمار الأزمة العالمية في وقف ضغوط الدول والمؤسسات الاستعمارية؟ السادس حول كيفية إعلان الإفلاس لإسقاط الديون؟ السابع حول كيفية استغلال المناطق الخالية في البلاد لإعادة توزيع السكان وتعمير البلاد؟ الثامن حول كيفية استغلال الشواطئ ومياه البحر في مواجهة الأزمة؟
الإجابة عن هذه الأسئلة تقتضي العلم والفكر والإرادة، فضلا عن الإيمان الصحيح! والله ولي التوفيق.