-بطلة الصعيد: والدي عمودي الفقري.. وكان عكازي اللي بستند عليه الكرسي المتحرك –
كان السبب والسر في كل حاجة حلوة في حياتي
-تبرعت لوالدي بكليتي وهذه نقطة في بحر عطائه ليا
كتب- عبدالرحمن مؤمن عبدالحليم:
بطلة من بطلات الصعيد تحدت الإعاقة والبطالة وأبهرت من حولها بقوة عزيمتها وصمودها ورفضها عمليا للهزيمة والاستسلام لم تتخلي عن حلمها في أن تجعل الكرسي المتحرك حافز وداعم إيجابي لها وتجاهلت نظرات وأقاويل سلبية من الكثير من المحيطين بها.
تفوقت دراسيا حتي حصلت علي ليسانس آداب قسم فلسفة دفعة 2005 ودبلومة تربوية 2010 بتقدير جيد واشتغلت مُدرسة ابتدائي 2009 وأصبحت بفضل الله معلم أول و حصلت علي لقب سفيرة العطاء 2021 أنها وفاء محمد الحسك من ذوي الإحتياجات الخاصة الحركية والتى سوف تروي لحضرتكم قصة كفاحها وبطولاتها بنفسها :
أخدت حقنة بالخطأ وعمري 9شهور وبعد ثلاثة أيام اكتشفوا أنه شلل أطفال وأنا صغيرة كنت فاكرة إن الكرسي المتحرك ممكن يمنعني من ممارسة الحياة والاستمتاع بها خاصة لما كنت بشوف زمايلي وأصحابي بيلعبوا وبيجروا لكن بعد ماكبرت وفهمت الحياة ماشية إزاي وبالإرادة والعزيمة والرضا والصبر وثقتي بالله وثقتي بنفسي ، كان الكرسي المتحرك هو السبب والسر في كل حاجة حلوة فى حياتي، عمري ما حسيت إن فى حاجه نقصاني دايمًا عندي إحساس بالتميز …
أجمل حاجة فى حياتي والدي وولدتي وأخواتي وأصحابي ..أنا أكتر شخصية عنيدة ممكن تعرفوها مش بحب الضعف ولا اليأس … فخليك دايمًا قد قرارك وأختياراتك مهما كان صعب من وجهة نظر اللي حواليك طالما انك مقتنع بيها علشان ده عامل من عوامل نجاحك. أما عن دور الوالدين في تكوين تلك الشخصية الرائعة وكانت سبب في امدادها بالطاقات الإيجابية بشكل مستمر فتقول وفاء الفضل لله ثم الفضل لوالدي رحمه الله عليه رمز العطاء اللي مالهوش حدود كان ومازال النور اللي بينور طريقي والدي كان عكازي اللي بتكأ عليه. فى كل مرحلة من مراحل تعليمي كان والدي يسألني حابه تكملي كنت أصر إني أكمل تعليمي كان بيشجعني في الوقت اللي المجتمع ينظر لي أني طفلة عندها ظروف خاصة فمش مهم التعليم لكن والدي رفض وأصر انه يكمل معايا ويشجعني علي إصراري إني أخذ حقي في التعليم، وانا بالفعل محظوظه بوالدي ووالدتي اللي كانوا بيساعدوني في المذكره وكانوا بيقسموا المواد بينهم في أهم مرحلتين ابتدائي وإعدادي .
تعلمت من والدتي القوة في مسيرتي ومن والدي الصبر والمثابرة اتعلمت منه علي قد ماهصبر واجتهد هلاقي جزائي عند الله (إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب ) و دا اللي خلاني وقت ماتعب والدي وأحتاج زرع كليه لم اتردد لان ده نقطة في بحر عطائه ليا ومهما عملت مش هوفيه حقه ف تعليمي و تربيتي كل الشكر لوالدتي لانها كانت عموده الفقري ف مساعدته ليا وانها كانت بتراعي باقي اخواتي ف الوقت اللي والدي كان مشغول معايا، ومازالت اساس البيت وكملت بعده المسيرة .
وأخيرا تقدم بطلتنا المعلمة المثالية والقدوة الحقيقة وفاء رسالة أخيرة للمجتمع عامة ولكل شخص منا خاصة اللى عايزة أوضحه من كلامى ده: إياك أبداً تظن إن أي تعب أو هم أو محنة مهما طالت أو زادت هتبقي سبب فى حرمانك من إنك تستمتع بالحياة.
افتكر دايمًا ان الله عز وجل مستحيل يعمل لنا حاجة وحشة مهما كانت حتي لو احنا شايفينها وحشة. وفعلا في كل محنة منحة ومهما زاد البلاء إعرف إن حب الله ليك بيزيد وإن فرجه دايمًا قريب انت بس إرضي واصبر وتفائل (لا تدري لعل الله يُحدِث بعد ذلك أمرًا) (وعسي أن تكرهوا شيء ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا).