ثقافة الهدوء مناعة إيمانية وصحية وذهنية وحياتية
بقلم/ د. أسامة فخري الجندي
إذا كانت هناك موازين للأجسام كالفيتامينات في الطعام، والرياضة للعضلات، وإذا كانت هناك موازين للقلوب كالتقوى، وأداء الفرائض، والحذر من الحسد، فإن هناك موازين للعقول، وأهمها ( الهدوء ) !.
فعدم الهدوء في أكل الطعام، وعدم الاكتراث لنوعية طبخه، ترهق البدن، وتتعب الأمعاء، وتعرض الإنسان للمخاطر والأمراض الفتاكة.
وكثيرا ما نسمع عن اضطراب الكبد وتصلّب في الشرايين ومشاكل تتعلق بالقلب وغيرها ، كل هذه الأمور ليست أمراضا بل هي أعراض لمرض واحد، وهو البدانة والتخمة ، ومن هنا لا بد من ثقافة الهدوء والتوازن والاعتدال ، قال تعالى : ” وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ” .
نعم لا بد من التوازن والهدوء في الأكل والطب الوقائي ، ويظهر ذلك أيضا جليًّا في قوله (صلى الله عليه وسلم) :” مَا مَلأَ ابْنُ آدَمَ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنِهِ ، حَسْبُ الْمَرْءِ أَكَلاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فَإِنْ كَانَ لا مَحَالَةَ، فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ، وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ ” .
وكذلك عدم الهدوء في الوضوء وأداء الصلاة، يجعل العبادة غير تامة الأركان والشروط ومن ثم القبول .
وأيضا عدم الهدوء في التصرفات، يؤدي إلى التخلخل والتفكك والتشتت.
وعدم الهدوء في الحوارات، يعقّد المشكلات، ويزرع العداوات.
و(الهدوء) ليس كالدواء لا يؤخذ إلا عند الحاجة إليه، بل هو كجهاز المناعة لابد منه لمنع المشكلات أوتخفيفها.
ولا شك أن ثقافة الهدوء هي ثقافة تؤدي إلى الوصول إلى الحكمة في كل شيء، ؛ حيث حسن التفكير ومن ثم حسن التصرف ومن ثم جمال الحياة.