احذر التسجيلات!
بقلم الدكتورة
نجلاء الورداني
دفعت التكنولوجيا الحديثة، وعبر برامج تسحيل المكالمات، البعض إلى استغلالها في إثباتها كدليل إدانة أخلاقية على من شاء حظه وتورط فيها نتيجة وقوعه تحت ضغوط نفسية شديدة.
والحقيقة أن أكثر من استغل هذه البرامج النساء وخاصة المستويات الفقيرة أو الأميات منهن وإن كان هذا لا ينفي استغلال المستويات العليا ماديا أو علميا لها، فأصبح هذا ديدن البعض منا لإثبات صدق ادعاءاته على الطرف الآخر الذي ربما يكون قد نسى أنه تفوه بتلك الألفاظ أو تلك الجمل والكلمات.
وهذا تسبب في عدد لا يحصى من المشكلات خصوصا داخل الأسر المصرية، فقد تلجأ امرأة أو رجل للتفوه ببعض الأقوال وهي لا تدري/ يدري أن الطرف الآخر في المحادثة يسجل ما يقول!
مع أن ما قاله وقع ردا على موقف قد يكون قد استفز فيه أو تنفيس عن ضغط داخلي يشعر به، وبمجرد الانتهاء من هذه الضغوط ينسى الموقف وما تلفظ فيه من أقوال، فيأته الطرف الآخر ويظهره في الوقت المناسب ليكون سيفا مسلطا عليه يهدده به ويبتزه (معي كل التسجيلات وما أظهرته عينة، هتلم نفسك وللا أذيع)!
وتحتدم الظاهرة وتزداد خطورة مع استخدام المونتاج والقص واللزق والتقديم والتأخير بحسب الهوى والفجور في الخصومة وهي من آيات المنافق.
وأرى للخروج من هذه المشكلات تجاهل هذه التسجيلات (اعتبرها كأن لم تكن) حتى وإن كنت المعني بالكلام (أمت الفتنة في مهدها)، ولا تتعامل مع هؤلاء الأشخاص مرة أخرى، واحذر في المستقبل أن تعطي الأمان الكامل لأحد (الفتنة لا تُؤمن على حي).
وختاما، فهذه أساليب رخصية ودنيئة لا يستخدمها إلا كل إنسان يرى نفسه أرخص من فعله (بلاش نقول فتَّان) والله أعلم.