اليوم الأول فى البحث عن رئيس شركة ” يونيون إير ” ليستمع لشكواى كمواطن مصرى .
الصناعه الوطنيه أمن قومى لذا فإن سحق العابثين بها واجب وطنى .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلـــم :
الكاتب الصحفى
النائب محمود الشاذلى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لايختلف أحدا كائنا من كان على أن الصناعه الوطنيه أمن قومى ، ودعمها واجب وطنى ، والحفاظ على العماله الماهره بها له علاقة بالأساس بالإستقرار ، وتعظيم مكوناتها له علاقة أيضا بالأمن والأمان بعد أن أصبحنا فى عالم يتنافس كل من فيه على التميز التكنولوجى ، وفرض الإراده بالعلم الحديث ، الأمر الذى أجدنى مهموما كلما حلت النكبات بالصناعه الوطنيه ، أو إمتد لها يد العبث والإهمال ولو بحسن نيه .
إنطلاقا من ذلك يجدر التأكيد على أن مصر العظيمه رائدة فى الصناعه جيلا بعد جيل لذا من الطبيعى أن تكون مثل يحتذى فى جودة المنتج وروعته لاأن يتخوف منه الناس ويبتعدون عنه ، وأن يعامل من يعبث بها معاملة من يعبث بالأمن القومى ، ويسعى لتدمير الوطن . من أجل ذلك كان التهاون مع مثل هؤلاء العابثين المخربين خطيئه لاتغتفر .
أتصور أن الحكومه أمامها عدة خيارات لإنقاذ مايمكن إنقاذه مما تبقى من مصانع وشركات لم تنهار بعد ، أولى تلك التصورات أن تعهد إلى جهاز الخدمه الوطنيه بقواتنا المسلحه العظيمه أن تتولى أمر تلك المصانع والشركات لإنقاذ سمعة الصناعه الوطنيه وإنتشالها من الأوحال ، وتنظيفها من الشوائب التى علقت بها وفرض إرادتها بالكليه من خلال الدفع بخبرائها المتميزين لتلك المهمه الوطنيه ، وإلى أن يتحقق ذلك أتصور أن تقوم الحكومه بسحق الفاشلين من رؤساء الشركات ، والمصانع ، والتصدى لمن يحميهم فى دولاب الجهاز الإدارى بالدوله ولو بحسن نيه الذين أستشعر أنهم جعلوهم من مراكز القوى ، وأن يكون لجهاز حماية المستهلك اليد الطولى فى محاسبتهم ولتحقيق ذلك يتعين تغيير قانون حماية المستهلك ليعطى مزيدا من الصلاحيات فى التصدى لأن وضعه فى ظل القانون الحالى لايحقق المبتغى .
رب ضارة نافعه ، رغم أن إنتباهى لهذا الملف جاء من جانب شخصى حيث كارثة بوتاجاز إبنتى الذى تعرض زجاجه للسرطان وكان ستر الله كبيرا عليها وعلى طفلها ، ورغم أن المشكله تم حلها وتم تغيير زجاج البوتاجاز صناعة شركة ” يونيون إير ” التى شاركت عموم الناس مأساة سوء المنتجات ، إلا أن هذا لايعنى أن أشارك غيرى من المطبلتيه الذين ينتعشون عندما يضعوا الصاجات فى أيديهم وأقرر أن كله تمام والصناعه المصريه بخير ، وشركة يونيون إير أعظم شركه فى العالم العربى وأوربا والأمريكتين رغم أن منتجاتها وعن تجربه مريره يتفوق عليها صناعة الموبيليا التى يبدع فيها ورش قرية كتامه إحدى قرى مركزنا الحبيب بسيون ، وذلك لمجرد أن ضغط مشكورا عليهم الأستاذ مصطفى شاكر مدير إدارة الشكاوى بجهاز حماية المستهلك ، وطلب منهم بشده أن يتحملوا مصاريف تركيب الزجاج رغم أن اللائحه لاتشير إلى ذلك ، الأمر الذى جعلنى أسمى لائحة مراقبة منتجات شركة يونيون إير وغيرها من المصانع والشركات بلائحة عفوا ” أم ترتر ” .
الحمد لله إنتهت المشكله وتم تغيير زجاج البوتاجاز رغم فشلى فى الحصول على ضمان بالإصلاح إذا تكرر ذلك ، لكنه القبول الذى تم تحت الإذعان ، لذا سيظل مطلبى بتغيير البوتاجاز بالكليه قائما ، وتمسكى بطرح الأمر على محمد فتحى رئيس مجلس الإدراه واردا دون تنازل وسأظل أبحث عنه وأعتبر اليوم هو اليوم الأول لمأساة البوتاجاز المرهون إنهاء مشكلته بالوصول إليه ، وسيظل مطلبى قائما حتى ولو كان كما قالوا عنه واصل فوق أوى ولن يستطيع أحد الإقتراب منه لعرض شكواه ، وإلى أن أنعم بمقابلته لعرض شكواى سأظل أعرض الأمر على الرأى العام وهو أقوى من كل الواصلين فوق حتى ولو كان الفوق فى مفهومهم الحكومه ذاتها ، فليس هناك أعظم من الإراده الشعبيه حصنا حصينا ومبتغى لطرح الهموم .
مايؤلم النفس أننى خرجت من هذه التجربه المؤلمه ، وطريقة تعاطى المسئولين بشركة ” يونيون إير ” معها أن الصناعه المصريه فى غرفة الإنعاش ، وتحتاج لجراح ماهر يستأصل منها كل الأورام السرطانيه ، وأن كثر من المسئولين اصيبوا بداء العظمه ، وتضخم الذات ، الأمر الذى بات من الطبيعى معه إذا لم نتحرك وبقوه وإخلاص فى التصدى لهؤلاء الذين يأخذون الصناعه إلى هو سحيقه ويطورونها بالهزل ، لن نستطيع حتى إيجاد مقبره لها نوارى فيها سوءاتها .
لعله من حسن الطالع أن يطرح بالأمس الكاتب الكبير الرائع والمبدع الأخ والصديق العزيز الأستاذ انور الهوارى تجربته بشأن بدله إشتراها منذ اربع سنوات من إنتاج أسبانيا ويالاروعتها إلى الآن ، وأضيف غليه اننى غشتريت بدله من دمشق قبل ١٠ اعوام ذهدت فيها بعد ثلاثة أعوام وتخلصت منها لاحقا جديده نوفى رغم جودتها الحقيقيه ، ومن الطبيعى أن يسألنى صديق وكيف ظلت البدله على هذا النحو محتفظه برونقها فأقول له ماقاله لى رئيس غرفة الصناعه بدمشق فى لقاء معه فى حضور وزير الصناعه السورى أنه يتم وضع رقم المصنع على تكت البدله وإذا ثبت وجود عيب صناعه بها يتم غلق المصنع ومصادرة مافيه من ماكينات ، مؤكدا أن ذلك لم يحدث إلا مع مصنع واحد بعدها إنضبطت الصناعه وتعاظمت الجوده ، وأعتقد أننا لسنا أقل من سوريا لنطبق تلك الإجراءات الرادعه .
خلاصة الأمر ، أن واقعة البوتاجاز الأزمه الذى أنتجه شركة ” يونيون إير ” كشفت عن مأساة الصناعه الوطنيه التى يتعين على الحكومه إستخدام قانون الطوارىء ، وإعتقال كل من يعبث بها وهذا لاضير فيه ، كما يتعين إتخاذ إجراءات عاجله لإنقاذ ما يمكن إنقاذه لعل أهمها فرض التقشف على رؤساء المصانع ، والشركات ، وسحب أسطول السيارات الملاكى منهم ، لأنها عمقت لديهم عشق الذات ، وتضخم الأنا ، ومحاسبة كل من يحيط نفسه منهم بالبودى جارد ، ووقف نزيف المكافآت التى يحصلون عليها وكله باللوائح والقوانين بالمجمل إرغامهم على خلع البدل التى يرتدونها من باريس ، ويرتدوا العفريته ، ويتشرفوا بالوقوف على الماكينات يدا بيد مع العمال البسطاء الكرام عصب الصناعه الوطنيه ، وردع كل من ينتج منتج دون المستوى .