مى محمود- فرانس 24
تستضيف السعودية وعلى مدى 12 يوما النسخة الـ32 لرالي داكار الصحراوي، الأكثر شهرة عالميا، بمشاركة 555 سائقا ينطلقون من مدينة جدة (غرب المملكة) ويتنافسون طيلة 12 مرحلة على مسافة 7500 كيلومترا تنتهي من حيث بدأت على شواطئ البحر الأحمر.
وتأتي نسخة 2021 المستمرة لغاية 15 كانون الثاني/يناير الحالي على وقع وباء فيروس كورونا وانتقادات لوضع حقوق الإنسان في المملكة.
وبمشاركة 555 سائقا من مختلف أنحاء العالم، أنطلقت أمس الأحد النسخة 43 لرالي داكار، أشهر الراليات الصحراوية، للعام الثاني على التوالي من السعودية، على الرغم من أزمة وباء فيروس كورونا ووسط الجدالات المتعلقة باحترام حقوق الإنسان في المملكة المحافظة.
وانطلق رالي داكار الذي أبصر النور عام 1978 بمبادرة من تييري سابين، للمرة الأخيرة من باريس عام 2001 قبل أن يغادر أوروبا وأفريقيا لغزو أمريكا الجنوبية لمدة عشر سنوات.
ومنذ عام 2020 ولمدة خمس سنوات على الأقل، اختار منظمو الرالي المملكة العربية السعودية ومناظرها الصحراوية الخلابة مسرحا لاحتضان منافساته.
وشهد رالي داكار مآسي وحوادث كثيرة، لكنه لم يواجه أبدا جائحة من حجم فيروس كورونا المستجد. تحدّ من نوع جديد للمنظمين وكذلك المتنافسين البالغ عددهم 555 ممن سيشاركون في نسخة عام 2021 التي تضم 12 مرحلة على مسافة 7500 كيلومتر تبدأ وتنتهي في جدة على شواطئ البحر الأحمر.
وحتى وقت قريب لم يكن المنظمون متأكدين من استضافة الحدث العالمي. قبل حوالي عشرة أيام من انطلاق الرالي، أعلنت السلطات السعودية إغلاق حدودها بسبب سلالة جديدة لفيروس كورونا المستجد اكتشفت في بريطانيا.
وفى هذا السياق قال دافيد كاستيرا مدير الرالي “لقد أمضيت ليلة سيئة جدا بعد سماع هذا الخبر. هل سيقام رالي داكار؟ كان هذا هو السؤال ببساطة. لحسن الحظ، أن السلطات السعودية طمأنتنا في اليوم التالي”.
ولتعويض الرحلات التجارية الملغاة، استأجرت شركة “آ أس أو” المنظمة لرالي داكار، ثماني طائرات إضافية خلال عطلة عيد الميلاد لنقل ثلث القافلة المشاركة، بالإضافة إلى الطائرات العشر التي كانت مقررة مسبقا.
وكانت خطة لوجستية قوية من اللجنة المنظمة لعدم ترك أي منافس دون حل للوصول إلى جدة في الوقت المحدد… لاحتواء فترة الحجر الصحي التي كانت النتيجة الحتمية الأخرى للوباء تم إنشاء “فقاعة صحية” لجميع المشاركين أو السائقين أو الدراجين أو الميكانيكيين أو الصحفيين، مع فحص إلزامي للكشف عن الإصابة بالفيروس بعد عزل لمدة 48 ساعة في الفندق.
وبمجرد تشكيل هذه الفقاعة، فلا شك في الخروج منها حتى 15 كانون الثاني/يناير، تاريخ الوصول إلى خط النهاية.
واضطر الإسباني ناني روما (بي آر إكس)، الفائز مرتين برالي داكار (2004 في فئة الدراجات النارية، 2014 في فئة السيارات)، إلى تغيير السائق المساعد له بعدما ثبتت إصابة داني أوليفيراس بـ”كوفيد-19″ قبل السفر إلى جدة.
في الوقت نفسه، لا يزال اختيار الدولة المضيفة يثير الانتقادات ضد هذه “النافذة الإعلانية” التي يقدمها رالي داكار للسعودية التي لا تزال تواجه انتقادات بسبب فشلها في احترام حقوق الإنسان.
وأعرب الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان مرة أخرى عن “قلقه من تكرار تنظيم هذا الحدث الرياضي السنوي في نفس المكان”.
وحث الاتحاد السلطات السعودية على إسقاط جميع التهم الموجهة ضد المدافعات عن حقوق المرأة السعودية والإفراج الفوري عن لجين الهذلول، المحكوم عليها بموجب قانون مكافحة الإرهاب بالسجن خمس سنوات في 28 كانون الأول/ديسمبر الماضي، أي قبل أسبوع واحد فقط من انطلاق رالي دكار.
وعلى الجانب الرياضي، تعد عودة الفرنسي سيباستيان لوب للمشاركة في رالي داكار للمرة الخامسة في مسيرته، من أبرز أحداث نسخة 2021 مثل ناني روما، سيكون بطل العالم للراليات تسع مرات خلف مقود سيارة رباعية الدفع مجهزة بمحرك من ستة أسطوانات بقوة 400 حصان بألوان بحرينية.
وأكد لوب الذي حل وصيفا في نسخة 2017 وثالثا في نسخة 2019 قبل أن يغيب عن نسخة العام الماضي، أنه يهدف إلى “القتال مع أفضل السائقين في الراليات”.
وأضاف ردا على عودته إلى المشاركة “رالي داكار يتعلق قبل كل شيء بالمشاعر القوية والذكريات الدائمة التي نفكر فيها عندما نكون في المنزل والتي تجعلك ترغب في العودة مجددا إلى المشاركة”.
وسيواجه لوب منافسة الركائز الأساسية لرالي داكار في مقدمتها سائق ميني المخضرم الإسباني كارلوس ساينز حامل اللقب (58 عاما) الذي أكد أنه “لا يزال متعطشا” لتحقيق الانتصارات، وسائق تويوتا القطري ناصر العطية، بالإضافة إلى صاحب الرقم القياسي في الانتصارات (13 لقبا في الدراجات والسيارات) الفرنسي ستيفان بيترهانسل (ميني).
وقال ساينز الفائز ثلاث مرات في رالي داكار “أنا سعيد لوجودي هنا بعد هذا العام الصعب”، فيما صرح العطية الفائز باللقب ثلاث مرات أيضا (2011، 2015 و2019) إنه “من المهم جدا أن أكون هنا وأن نتسابق”.
في الدراجات النارية، سيتعين على ريكي برابيك (هوندا)، أول فائز أمريكي برالي داكار في عام 2020، الدفاع عن لقبه أمام منافسة شرسة من الأسترالي توبي برايس (ريدبول/ كاي تي إم)، التشيلي بابلو كوينتانيا (هوسكفارنا) والفرنسي أدريان فان بيفرين (ياماها).