كتب- أحمد نورالدين ونهى الفخرانى:
على مدى أربع جلسات وجلسة ختامية .. وبأربعة وثلاثين بحثا مقدم من خيرة علماء مصر ودول العالم الاسلامى والعربى عقدت اليوم رابطة الجامعات الاسلامية واتحاد الجامعات العربية وجمعية كليات الاعلام العربية برئاسة الاستاذة الدكتور هويدا مصطفى عميد كلية اعلام القاهرة المؤتمر الدولي الافتراضي “الجامعات والتحول الرقمي .. الفرص والتحديات“.
وفى كلمته قال أ.د أسامة العبد الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية: شكري وتقديري وشكر رابطة الجامعات الإسلامية للسادة المشاركين من العلماء الأجلاء والمتخصصين الأوفياء في هذا المؤتمر العلمي الدقيق, والشكر موصول لاتحاد الجامعات العربية ممثلًا في معالي أ.د. عمرو سلامة، ولجمعية كليات الإعلام العربية ممثلة في أ.د. هويدا مصطفى, وتحية لجامعة القاهرة ورئيسها أ.د. محمد عثمان الخشت, ولجنة الإعلام والنشر والتواصل الإلكتروني ممثلة في أ.د. سامي الشريف, والشكر أيضًا لمعالي د. محمد البشاري, وأنقل إليكم تحيات راعي هذا المؤتمر معالي الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى رئيس رابطة الجامعات -حفظه الله- متمنيًا أن يخرج المؤتمر بتوصيات بناءة تستفيد منها جامعاتنا الإسلامية والعربية بل وجامعات العالم.
مضيفا أن المجتمعات المعاصرة شهدت في العقدين الماضيين تطورات متسارعة في كافة مجالات الحياة وقد أفرزت هذه التطورات عديدا من المفاهيم الجديدة منها على سبيل المثال لا الحصر مجتمع الثورة المعرفية, والثورة التكنولوجية, والتعليم الرقمي وغيرها, مما يعني التقدم العلمي والتكنولوجي, ومع ظهور وتقدم التكنولوجيا الرقمية تغير العالم تغيرًا واسعًا وكبيرًا, وصارت المجتمعات المعرفية قائمة على الثورة الرقمية, ونجم عن ذلك تطور الحياة الإنسانية, وصار التعليم الرقمي أساسًا في التوظيف الاجتماعي وحل المشكلات للفرد والجماعات, ومع هذا التقدم والتطور لم يعد المنهج التقليدي في الجامعات كافيًا لتحقيق الهدف المرجو.
لذا؛ وجب النهوض بالجامعات الإسلامية التي تتمتع بمظلة الرابطة في عصر التحول الرقمي بتطوير طرق التدريس والتدريب لتساير التطور التكنولوجي العام؛ لأن التحول الرقمي صار واحدا من أبرز الاتجاهات في كافة القطاعات وتستطيع الجامعات من خلاله الإسهام في حل المشاكل والأزمات والتوافق مع متغيرات العصر ومتطلباته وبناء المعرفة في المجتمع وتحقيق التنمية المستدامة.
وذلك يحتاج إلى تعليم جامعي متطور في جميع أركانه منفتحا على التقنية الحديثة, ويسهم في الإبداع والابتكار والتقدم التعليمي والازدهار المعرفي والتميز البحثي.
وإن كانت بعض الجامعات تواجهها العديد من التحديات في الداخل والخارج فإن قوة الإرادة وصدق العزيمة سوف تحول ذلك إلى إيجابيات تخدم المجتمع بالقيادات التعليمية والإدارية الحكيمة الواعية التي تتعرف على أبرز التجارب العالمية للتعليم الرقمي والاستفادة منها.
فالتحول الرقمي في التعليم يعتمد على الفهم والبحث والتجربة والابتكار وفق استراتيجية محددة تضعها وزارات التعليم العالي في كافة أنحاء العالم لتسهيل عملية التعليم والوصول إلى مستوى متقدم يختلف اختلافا كليا عن الطرق التقليدية القديمة.
الشكر والتقدير للجميع ولكل من شارك في هذا المؤتمر المهم علما وبحثًا وإدارة.
وقال ا. د. سامي الشريف عميد كليه الإعلام بالجامعة الحديثة في افتتاحية مؤتمر الجامعات والتحول الرقمي.. الفرص والتحديات.
مع التطورات التكنولوجية الهائلة والمتسارعة التي شهدها العالم في السنوات الأخيرة تضاعفت المعرفة البشرية وتطورات وسائل وأساليب تعلمها وتعليمها وحفظها وتداولها.
ولقد أدي تغلغل التكنولوجيا الحديثة في كل المجالات إلي تغيير حاسم في طبيعة الخدمات والمنتجات والمعارف ومفهوم عنصر الزمن الذي يحكم كل ما يحدث من تطورات، وفي عام 2015 أُطلق المنتدي الإقتصادي العالمي مبادرة التحول الرقمي Digital Information Initiative كجزء من مبادرات متعددة أطلقها العالم لتشكيل المستقبل، ويُعد التحول الرقمي المرحلة الثالثة من تبني التكنولوجيا الرقمية والتي تمر بثلاث مراحل (الكفاءة أو المهارة- الاستخدامات الرقمية- التحول الرقمي).
ويُعد التحول الرقمي أساس الثورة الصناعية الرابعة بسبب ما أحدثه من تغيير تكنولوجي ينطوي علي اعتماد مهارات جديدة للأفراد إضافة إلي إعادة هيكلة المؤسسات، وأحدثت هذه الطفرة التكنولوجية نقلة نوعية في المؤسسات التعليمية والتربوية التي أدركت أهمية اللحاق بثورة التقنيات الحديثة لتكون أكثر إدراكاً ومرونة في العمل، وأكثر قدرة علي التجديد والإبداع والابتكار.
ومن هنا فقد أصبح “التحول الرقمي” في الجامعات ضرورة حتمية واتجاهاً عصرياً يتوافق وطبيعة ما يشهده عالمنا من متغيرات وما تصبو إليه دول العالم وشعوبها من تطور وإذدهار.
والتحول الرقمي في الجامعات يعني الإنتقال من الاتجاهات والأنماط التعليمية التقليدية الحالية إلي الاتجاهات والأنماط المستقبلية التي تشدد علي انتاج المعرفة وابتكارها والإنفتاح علي الثقافة العالمية بما يكفل عدم العزلة عن العالم من جهة ويحفظ الهوية الدينية والثقافية والقيم والعادات الحسنة من جهة أخري.
إن جوهر التحول الرقمي وفلسفته في الجامعات يكمن في تغيير أنماط وأساليب تعامل وتفاعل أعضاء هيئة التدريس والعاملين والطلاب وجميع المستفيدين من الخدمة التعليمية، مع ضرورة تنظيم المعاملات والخدمات المختلفة وإعادة هيكلتها إلكترونياً للتغلب علي مشكلات الروتين والبيروقراطية الشائعة.
لقد أسهمت جائحة كورونا التي واجهها العالم في الإسراع باتجاه المؤسسات التعليمية والجامعات نحو التحول الرقمي، والإعتماد علي نظم وأساليب تكنولوجية متطورة للتغلب علي حالة التوقف والإغلاق التي واجهتها كل جامعات العالم.
ويبدو أنه سيكون من الصعب جداً عودة التعليم الجامعي بعد انتهاء الجائحة لما كان عليه من قبلها، لأن مسيرة التحول الرقمي بدأت بقوة تحت تأثير كورونا ولن تتوقف لاسيما مع توفر الإمكانيات التكنولوجية الداعمة لهذا التحول.
وإذا كانت الجامعات في الدول المتقدمة قد قطعت شوطاً كبيراً وحققت تقدماً ملحوظاً في مجال التحول الرقمي واستخدام كل ما جاءت به تكنولوجيا الاتصال وثورة المعلومات، فإن العديد من الجامعات العربية والإسلامية لا تزال تخطو خطواتها الأولي في هذا المجال، بل إن البعض منها ربما يعجز عن استيعاب التقنيات الحديثة لأسباب متعددة من بينها ضعف الإمكانيات، وقصور النظم التعليمية والزيادة المضطردة في أعداد الطلاب.
وفي محاولة لمناقشة التطورات التي فرضتها تكنولوجيا الاتصال الحديثة وثورة المعلومات علي منظومة العمل الجامعي، والتعرف علي واقع الجامعات العربية والإسلامية من حيث مدي قدرتها علي توظيف تلك التطورات والوقوف علي التحديات التي تواجهها في هذا المجال، والتوصل إلي استراتيجية مستقبلية لتحقيق الانتقال السريع لعصر التحول الرقمي في الجامعات العربية والإسلامية تعقد رابطة الجامعات الإسلامية “اللجنة الإعلامية” واتحاد الجامعات العربية “جمعية كليات الإعلام العربية” اليوم الثلاثاء 29 ديسمبر 2020. مؤتمراً دولياً افتراضيا تحت عنوان “الجامعات والتحول الرقمي.. الفرص والتحديات” ويناقش المؤتمر مجموعة من الأبحاث وأوراق العمل التي تقدم بها أساتذة وخبراء الإعلام وتكنولوجيا التعليم والإتصال يمثلون ثلاثة وعشرين جامعة ومركزاً بحثياً.
وفى معرض كلمتها قالت ا. د هويدا مصطفي أمين عام جمعية كليات الإعلام العربية وعميدة كلية الإعلام جامعة القاهرة: إن المجتمعات المعاصرة شهدت في العقدين الماضيين تطورات متسارعة في شتى مجالات الحياة: الاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية، والثقافية، والمعلوماتية، وقد أفرزت تلك التطورات العديد من المفاهيم الجديدة، منها:مجتمع المعرفة، والثورة المعرفية، والثورة التكنولوجية، والتعليم الرقمي، وغيرها من المفاهيم ذات الدلالات والابعاد، التي تعبر عن التقدم العلمي والتكنولوجي.
ومع ظهور التكنو لوجيا الرقمية تغير العالم بشكل كبير ومستمر، فقد حدثت تغيرات كبيرة في الحياة المهنية والشخصية مما أثر على المجتمع، وأصبحت التكنولوجيا جزءا لا يتجزأ من تفاعل الناس سواء كان في العمل أم التعليم أم الوصول إلى المعرفة والمعلومات، و هذه التكنولوجيات الجديدة جعلت الجامعات أكثر جودة عما قبل.
وأمام هذه الثورة العلمية والتكنولوجية الهائلة التي صاحبت مجتمع المعرفة، تضاعفت المعرفة الانسانية، وفي مقدمتها المعرفة العلمية والتكنولوجية في فترات قصيرة جدا، كما نجم عن الثورة الرقمية تطور في الحياةالانسانية، وتغير اجتماعي لحياة الافراد، وغرس كثير من الافكار الجديدة لديهم إزاء التعليم الرقمي، وأصبح هذا النوع من التعليم له دور في التوظيف الاجتماعي، وحل مشكلات الفرد و المجتمع من خلال الاعتماد على المعلومات والبيانات، وهو ما يؤكد إسهام التعليم الرقمي في تعزيز ثقافةمجتمعية منفتحة، ولديها من المقومات ما يجعلها تساهم في عملية التطوير بعيدا عن منظور التلقي فقط ويمكن للتكنولوجيا الرقمية بجميع أشكالها وصورها أن تكون الجسر نحو المعرفةالجديدة، وإثراء العملية التربوية، وتجديد النظم التعليمية بشكل عام
وقد فرض مجتمع المعرفة وتحدياته تحولات تربوية في الجامعات، في: سياساتها، و إستراتيجياتها، وأهدافها، وإدارتها، ومناهجها، وبرامجها، وطرق وأساليب التدريس، ونظم الامتحانات والتقويم، وكان من أهم الادوار التي يفرضها مجتمع المعرفة على الجامعات التوظيف المكثف لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والتحول من استهلاك المعرفة إلى إنتاجها والتحول إلى مجتمعات التعلم، والتحول من العزلة عن المحيط المجتمعي إلى الاسهام الفاعل في بناء مجتمع المعرفة، وأصبح التعليم التقليدي غير ملاءم لاعداد أجيال قادرة على المنافسة في عصر المعرفة، وحل محله أساليب أخرى تعتمد على الاستنتاج والمنطق، واستخدام أساليب المحاكاة والواقع الافتراضي والتعليم التفاعلي والتعليم المبرمج، وهذه الأساليب لا يمكن تحقيقها بالطرق التعليمية التقليدية وإنماباستخدام التكنولوجيا والتحول إلى التعليم الرقمي الذي يهدف إلى خلق أجيال مسلحة بالوسائل والمهارات المطلوبة للدخول إلى العصر المعرفي.
وقد فرض التحول الرقمي على المؤسسات الإستفادة من التقنيات الحديثة لتكون أكثر مرونة في العمل وقدرة على التجديد والابتكار، وبهذه السمات تتمكن من مواكبة العصر ومواءمة الاحتياجات المتجددة بشكل أسرع لتحقيق النتائج المرجوة ومن أجل النهوض بالجامعات في عصر المعرفة والتحول الرقمي فإن الامر يقتضي تحسين وتطوير طرق وتقنيات التدريس والتدريب لتتوافق مع التطور العام لتكنولوجيا المعلومات والاتصال، حيث إن هذا التطور فتح لميدان التعليم والتدريب آفاقا جديدة وكبيرة في: الوسائل المتاحة، والامكانات والتقنيات الجديدة المستعملة، والمضامين التعليمية المتطورة والحديثة، وأصبحت الجامعات مطالبة بالبحث عن أساليب ونماذج تعليمية جديدة؛ لمواجهة العديد من التحديات على المستوى العالمي، و منها: زيادة الطلب على التعليم، وزيادة كم المعلومات في جميع فروع المعرفة المختلفة، إضافة إلى ضرورة الإستفادة من التطورات التقنية في مجال التعليم العالي.
وعلى هذا فإن التحول الرقمي في الجامعات أصبح اتجاها عصر يا يتوافق وطبيعة متغيرات العصر ومتطلباته، و شر طا لبناء المعرفة في المجتمع، وأصبحت عملية توظيف تلك المعارف الطريق الرئيسي لتحقيق التنمية، وأن بناء فالتعليم الرقمي من الادوات الفاعلة للتحول الرقمي، و أصبح ذلك التحول بحاجة إلى نظام إداري ملاءم كل هذا يفرض على الجامعات العمل على التحول المماثل في الممارسات التربوية والإدارية؛ بما يحقق أهداف التحول الرقمي.فى إكساب المتعلمين مجموعة المهارات التي تتطلبها الحياة في عصر التحول الرقمي، ومنها: مهارات التعلم الذاتي Skills Learning-Self ،والمهارات المعلوماتية Skills Informatics ،وما تتضمنه من مهارات التعامل مع المستحدثات التكنولوجية، ومن هنا تأتى اهمية هذا المؤتمر الذى تنظمة جمعية كليات الاعلام باتحاد الجامعات العربية بالتعاون مع اتحاد الجامعات الإسلامية .
وتحت عنوان “تبني التقنيات الرقميّة بالجامعات المصرية: الاحتياجات وإشكاليات التطبيق” تحدث أ.د. خالد صلاح الدين حسن علي أستاذ الاذاعة والتليفزيون بكلية إعلام القاهرة قائلا: إن العقدين الأول والثاني من الألفية الثالثة شهد اهتمامًا بالغًا من قبل الجامعات في الدول المتقدمة وبعض الدول النامية بتبني التقنيّات الرقميّة في تعزيز العملية التعليمية بما يصب إيجابًا في تعظيم قدرات الطلاب على الإدراك، والفهم، والتذكر للمواد التعليمية المختلفة.
وينبغي في هذا الصدد التمييز بين مفهوم التحول إلى التقنيّات الرقميّة، والتغيير حيث أن المصطلح الأخير يُشير إلى عملية الإحلال التام للعملية التعليمية التقليدية بالتعليم الافتراضي من خلال ما يُعرف بالجامعات الرقميّة Digital Universities. بيدّ أن المسار السائد في الجامعات المصرية هو الاستعانة بالتقنيّات الرقميّة في تعزيز العملية التعليمية، وتعظيم مخرجاتها المعرفية، والوجدانية، والمهارية.
وقد استندت بعض الجامعات المصرية إلى التعليم المدمجBlended Learning ؛ الذي يجمع بين مزايا التعليم التقليدي من خلال المحاضرة المباشرة، والتعليم الرقمي عبر التقنيّات والتطبيقات الرقميّة والإلكترونية المختلفة.كما شهدت تلك الجامعات في الآونة الأخيرة وفي ظل جائحة كورونا اتجاهًا متزايدًا للاعتماد على التطبيقات الرقميّة في التواصل مع الطلاب عن بُعد مع الحفاظ على التفاعلية مع أولئك الطلاب، وإتاحة الفرصة للأستاذ الجامعي بتقييمهم بشكلٍ منصفٍ وعادل.
مضيفا أن المقولات العلمية تُشير لنظرية قبول التكنولوجيا Technology Acceptance Theory؛ إلى أن القبول الاجتماعي للتقنيّات الرقميّة إنما يرتبط باحتياجات المجتمع، وقدرته على تطويع تلك التكنولوجيا لتلبية تلك الاحتياجات والاستفادة من مزايا التكنولوجيا في تطوير المؤسسات المجتمعية المختلفة، ومنها بالطبع المؤسسات التعليمية وعلى رأسها الجامعات.
بيدّ أن تبني التقنيّات الرقمية بالجامعات يرتبط بدوره بحزمةٍ من الإشكاليات في التطبيق على مستوى أركان العملية التعليمية ممثلة في الأستاذ ، والطلاب، والمحتوى التعليمي ، فضلًا عن البنيّة الأساسية التي تتيح الاستفادة المثلى من التطبيقات الرقميّة في مجال التعليم العالي، وفي ضوء ما سبق تسعى الدراسة الحالية لتقييم عملية تبني الجامعات المصرية للتقنيّات الرقميّة في العملية التعليمية وفقًا لمسارين مهمين ألا وهما الاحتياجات في مقابل التحديات أو إشكاليات التطبيق في ضوء خصوصية المجتمع المصري.