كتب: أحمد السيد
يشكل قطاع الموانئ واحداً من القطاعات الحيوية في سلطنة عُمان التي يُعول عليها في دعم عمليات التنويع الاقتصادي في إطار الخطط المستقبلية، لا سيما الرؤية المستقبلية “عُمان 2040” التي يبدأ تنفيذها مطلع العام المقبل، خلال أقل من أسبوع.
في هذا الإطار يمكن التوقف عند ميناء الدقم الذي أكدت الشركة العاملة عليه، أنها تعمل بالتعاون مع الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة على تسليم آخر الحزم الإنشائية المتعلقة به خلال الأيام القادمة وقبل نهاية شهر يناير القادم ليستطيع الميناء العمل بما يقرب من الطاقة الكاملة.
لا شك أن دخول هذا الميناء الحيوي والكبير مرحلة التشغيل الكاملة رغم الظروف الحالية التي يمر بها العالم من الجائحة الصحية، كذلك الظروف الاقتصادية العامة، يمثل خطوةً مهمةً في دفع حركة الاقتصاد الوطني، حيث تستمر التنمية الشاملة والمستدامة متحدية الظروف المختلفة، التي يمكن أن تؤثر على بعض المشاريع الاقتصادية، غير أنها في نهاية الأمر لن تؤثر على الخلاصات في ظل وجود الأهداف الكبيرة والإرادة القوية التي تؤمن بالعمل والبناء لأجل المستقبل ورسم الغد الأفضل.
ووفقاً للتقارير الاقتصادية الدولية، يعد مشروع ميناء الدقم من أكبر مشروعات البنية الأساسية في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، التي جاءت وفق رؤية متسعة ذات مسارات متعددة داعمة للاقتصاد الجديد الذي يربط بين الصناعات التقليدية والحديثة في مجالات الموانئ واللوجستيات والتجارة بشكل عام، بما يحفز الفرص الأفضل للإنتاج والشراكات الاستثمارية والذكية بين حكومة السلطنة وشركات عالمية، بما يقود إلى الآفاق الأرحب في سبيل التمكين الاقتصادي محليا، الذي يقوم على رؤية جديدة وعابرة للأزمنة، في ظل حركة مستمرة باتجاه تعزيز الأفكار الأكثر حداثة.
تعول الحكومة العُمانية، على الدور الكبير للميناء في دعم العديد من العمليات والمرافق والمشاريع في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، ومنها مصفاة الدقم وجميع المشاريع ذات الارتباط بصناعة النفط والغاز، ويضاف لها من العام المقبل دعم قطاعات أخرى كالثروة السمكية والحاويات، كما أعلنت الشركة.
كل ذلك يصب في المصلحة الاقتصادية العُمانية، حيث العمل المستمر والدؤوب على إحداث منابع جديدة للدخل الوطني غير المصادر الاقتصادية التقليدية كالنفط، وهنا يمكن الإشارة إلى أن الرؤية المستقبلية ذات أفق وإطار متسع في هذا المقام، من حيث فتح التفكير للاستكشاف والعمل على إيجاد كل ما يعود بالنفع العام على الوطن والمواطن.
تؤكد التقارير الدولية، أن الموانئ العُمانية في خلاصة عملها ونشاطها تصب في الإطار التكاملي للعملية الاقتصادية بما يساعد على تحريك عجلة الإنتاج وتسريع الأنشطة والعمليات المختلفة التي تخدم في إطار تحقيق الفرص المستقبلية الأفضل، لاسيما في إطار جذب الاستثمارات الأجنبية، وما يصب في هذا المسار من الأهداف التي تسعى المنطقة الاقتصادية لتحقيقها في المرحلة المقبلة مما يصب في مجمل الرؤى التي قامت عليها الدقم، بما يماشي العصر الإنساني الحديث.