علاج إدمان الأطفال والمراهقين للهاتف و الإنترنت
بقلم دكتورة / هدى عبد الهادي – استشاري الصحة النفسية والإرشاد الأسري
مشاكل نفسية كثيرة يصاب بها الأطفال والمراهقين بسبب تعرضهم الدائم للألعاب الإلكترونية والهاتف المحمول،
أصبحوا رغم صغر أعمارهم رواداً للعيادات النفسية، يعالجون من الاكتئاب والتشتت الذهنى وضعف الانتباه، اصبحوا يعيشون حالة من الشعور بالعزلة والاكتئاب والتشتت الذهنى، وهى أبرز الأمراض المسيطرة على أطفال الجيل الحالى .. لقد فقدوا القدرة على اللعب على أرض الواقع، وقد ويصل الحال ببعضهم إلي درجة الإدمان .. اصبحوا يسبحون بخيالهم فى عالم افتراضى، أخذهم من بين أسرهم وأصدقائهم، والقى بهم بعيداً عن الواقع؛ عالم سيطر على عقولهم وسلبهم حريتهم، جعلهم أسرى أمام شاشات الهاتف و الكمبيوتر، دخلوه بإرادتهم للترفيه عن أنفسهم، فاكتشفوا أنهم غير قادرين على الخروج منه؛ فرغماً عنهم أصبحوا فى هذا العالم الافتراضى الذى سلب طفولتهم ..
ولا شك أن الأسرة هي السبب الأول فى تحول الكثير من الأطفال لمدمنين لهذه الأجهزه؛ فنجد الكثير من الأمهات يُردن الهدوء؛ فيلجأن لإلهاء أطفالهن بالأجهزة الالكترونية؛ وهذا هو العامل الرئيسى لتحول أبناءهم لمدمنين بدون أن يشعروا…. !!
** ويمكن توضيح علامات إدمان الطفل والمراهق للإنترنت والهاتف:
يوجد بعض الأعراض التي تظهر على سلوك وتصرفات المراهق المدمن، تمكننا من التمييز ما بين الاستخدام العادي والاستخدام المفرط ، سنتعرف معاً على أبرزها:
1- نجد المراهق المدمن يميل إلى الابتعاد عن جو الأسرة والأصدقاء ويفضل قضاء أغلب وقته على شاشة هاتفه.
2- العزلة، والكسل، والتأخر الدراسي، والأنطوائية، و الشرود وقلة الانتباه، حيث يؤدي الاعتياد على التلقي المستمر للمعلومات والرسائل من شاشة الهاتف المحمول إلى قلة التركيز في كل جوانب الحياة.
3- التوتر والقلق والاكتئاب، وذلك لأن إدمان الأجهزة الذكية يسبب العزلة ويُفقد الشخص الإرادة والقدرة على التفكير المنطقي.
4- الفشل والتأخر الدراسي: نجد المراهق المدمن يصنع عالماً خاصاً لنفسه مبتعداً عن مجتمعه الطبيعي، مما يسبب له فشلاً اجتماعياً وعاطفياً خطيراً.
5- من العلامات أيضاً – التفقد المستمر للهاتف، فهو يحرص على عدم إضاعة أي خبر ومواكبة آخر أخبار الأصدقاء ومستجدات العالم الافتراضي.
** نأتي إلى خطوات العلاج – توجد العديد من الخطوات والتدابير الصحية التي يمكنك أن يتخذها الوالدين:
أولاً: على الأسرة دور كبير لتتمكن من إعادة الحياة بشكل طبيعى لأبنائها المدمنين للإنترنت، حيث يتطلب ذلك البعد عن الهاتف المحمول وباقي الأجهزة بشكل تدريجى .. فمثلا إذا كان استعمالهم فى اليوم 10 ساعات نبدأ بالتقليل التدريجي ، فيكون أول أسبوع 6 ساعات، والأسبوع التالي 4 ساعات، والأسبوع الذي يليه ساعتين فقط أو أقل.
ثانياً: على الوالدين استبدال الهاتف المحمول والأجهزة الإلكترونية بأنشطة صحية – و تعويض الطفل بملء أوقات فراغه عن طريق مشاركته فى بعض الأنشطة الواقعية؛ مثل المكعبات إذا كان سنّه صغير لتنمية الذكاء … والطفل الكبير نسبياً نشترك له فى رياضة مثل السباحة و كرة القدم، وكرة السلة والتنس وغيرها ، كل هذه الرياضات سوف تنمى قدراته الدراسية ويصبح طفلاً سوياً، ويمكن تعويضه أيضاً بأنشطة أخرى مثل قراءة الكتب الورقية، وألعاب الألغاز المنشطة للعقل والذاكرة، وعلى الوالدين محاولة تعزيز العلاقات الاجتماعية بتوجيهه إلى التفاعل مع الواقع – كقضاء الوقت مع العائلة والخروج مع الأصدقاء في نزهة.
ثالثاً: التخلص من المشاكل القهرية – حيث تؤدي المشاكل القهرية التي قد يمر بها المراهق ، كالعنف الأسري والكبت وإدمان الكحول وغيرها، إلى استخدام هاتفه الذكي لساعات طويلة من أجل إيجاد متنفس له. لذلك يجب علي الوالدين تقديم الدعم المعنوي والاجتماعي للمراهق، وإعطاؤه المساحة الكافية للتعبير عن ذاته من أجل تفريغ ما بداخله،
رابعاً: إيقاف تشغيل الهاتف في أوقات معينة – فعلى سبيل المثال غلق الهاتف أثناء المذاكرة ، وليس من الضروري أخذ الهاتف إلى الحمام!! كما يمكن وضعه في الحقيبة أثناء ممارسة الرياضة لتجنب استعماله.
خامساً: عدم وضع الهاتف بقرب السرير – هذا تصرف خاطئ ويفضل تجنبه من أجل الحصول على النوم الجيد والحد من الآثار السلبية للجهاز،
سادساً: يمكننا إزالة تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي لمدة أسبوعين مثلاً – ثم نعيدها – مع تحديد عدد ساعات الاستخدام وليكن ساعة أو ساعتين يومياً فقط،
وفي النهاية .. الإنترنت والهواتف حاجة ضرورية لا يمكن الاستغناء عنها بشكل كامل، لكن يجب استخدامها باعتدال وجعلها وسيلة هادفة للنجاح من خلال ترشيد الاستخدام، ومراقبة العادات اليومية.