فى رمضان المعظم لحظة للتأمل
بقلم :
الكاتب الصحفى
النائب محمود الشاذلى
لعلها فرصه فى رمضان المعظم شهر الخير والبركات إلى ضرورة الإنتباه إلى أن الدنيا أخذتنا من أعماق ذاتنا ، وجردتنا من إنسانيتنا ، و شغلتنا الأيام ، وركنا إلى رغد الحياه ، وزخرفها .. نعـــــــم .. إنغمسنا فى صراع البقاء ترسيخا لوجود حياتى يتحكم فى النفس البشريه رغم إدراكنا أن هذا الوجود زائل لامحالة إن آجلا أو عاجلا .
بفعل صراع الحياه ، توقفنا عن نصح بعضنا البعض والتصدى لأى مكروه قد يقترب لأحد فينا ، وكل الناس كما كنا نفعل فى صبانا ، رغم أننا لم نكن بعد رقما صحيحا بعرف العامة من الناس .. أنستنا الحياه وزخمها ، وضجيجها ، وضوضائها ، وملذاتها أنا وكل أصدقاء العمر منذ الصبا ، وحتى اليوم أنه علينا ضريبه يجب أن ندفعها زكاة على ماحبانا الله تعالى به من مراكز ، ومواقع اجتماعية مرموقه فى عرف المجتمع ، دون غيرنا من الناس ، لعل أبسطها مساعدة المحتاجين ، ونصرة المظلومين ، والدفاع عن المهمشين .
نحن جميعا فى معية رب العالمين ، ومجرد أسباب ، وفى أى لحظه يستبدل رب العالمين أناس غيرنا لديهم من الحب مايمنحونه لبنى البشر ، ومن العطاء مايرفع الهموم عن الناس ويبدل تعاستهم إلى سعاده ، فالننتبه ونحن نغلق التليفونات حتى لانتواصل وننجد المستجير بنا من أهالينا .. فالننتبه ونحن نتراجع خطوات للوراء عندما يكون أحد الرفقاء ، والأهل ، والجيران ، بل والعامة من الناس فى حاجة لمساعدتنا ونحن بفضل الله قادرون على تحقيق تلك المساعدة .
ليس لدينا رفاهية الوقت لبحث أوجه الخير ، وإدراك قيمة العطاء ، فالننتبه ونبحث فى أنفسنا لأنه من المؤكد أن لدينا خطأ فادح أصاب نفوسنا بعد أن تبلدت مشاعرنا ، فلم نعد نشعر بالألم الذى يمزق أحشاء المقهورين والمهمشين والفقراء ورقيقى الحال من ضراوته ، أو القهر الذى يتعرض له عموم الناس أو رفيقا لدربنا ينشد حقا له فى زمن ضاعت فيه الحقوق ولاينتبه فيه أحد لصرخات المعذبين وآهات الثكالى .
يا أصدقاء العمر .. أصدقكم القول ، وبمنتهى الحب الذى تعلمته منكم ، نحن جميعا فى حاجة لاستحضار صبانا معنى ، ومبنى ، وقيمة ، وأخلاق ، وكأن لسان حالى يقول ” رب إرجعون ” . هذا الحب الذى إنكسرت أمامه كل الحسابات ، وخجلت أمامه كل التوازنات إلى الدرجه التى جعلتنى يوما ما لا أبارح الكرسى الذى أجلس عليه أمام صديقى الحبيب شيخ العرب وزير الداخليه اللواء عبد الحليم موسى رحمه الله كصحفى متخصص فى الشئون الأمنيه إلا بعد وصول مايفيد تنفيذ قراره برفع الظلم عن تعيين أحد زملاء العمر معيدا بالجامعه ، وبنفس الروح تلقفه آخر من زملاء العمر لمتابعة تنفيذه من خلال موقعه كرئيس نيابه .
نعم كنا بفضل الله نبلاء ، نبكى فى الصلاة عن صدق ، وبخشوع ، فهل سنعود إلى زمن مضى ، أم فقدنا الإحساس بروعة الإيمان وتجليات الدعوات الطيبات ، بل والإستعداد لأن نجعل القادم فى عظمة مامضى ، ورقيه ، وشفافيته ، وإخلاصه ، خاصة فيما يتعلق بتقدير قيمة الصداقه ، والإصطفاف فى صفوف المعطين بلا حدود .
أيها الأحباب الكرام الدين النصيحه فى كل وقت فى القلب رمضان المعظم .. أذكر نفسى وأذكركم ، إن ما نحن فيه الآن وبحق ، وما هو قادم بدون العوده إلى ما كنا عليه من نبل لن يكون إلا سراب .. أتمنى أن يكون رحيل خيارنا من أبناء جيلنا ، ورفقاء دربنا ، حافزا لنا أن ننتبه وندرك أنه لا شيء فى هذه الحياه يستحق أن نبتعد من أجله عن الحب ، وإعطاء ظهورنا للمستنجدين بنا ، والذين قد يكفيهم منا الصدق فى النصيحه ، وإنارة الطريق بما نملكه من رؤيه ، وماأنعم علينا به الله تعالى من مكانة . اللهم بلغت ، اللهم فاشهد .