كتب: أحمد السيد
أكدت سلطنة عُمان في كلمة لها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك أن ثقافة السلام تتبوّأ مكانة خاصة لديها وهو ما أكد عليه السُّلطان هيثم بن طارق، سلطان عُمان.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها أحمد بن داود الزدجالي نائب مندوب السلطنة الدائم لدى الأمم المتحدة حول ثقافة السلام، واعتبر الزدجالي أن السلام هو من أسمى النعم إذ به تستقر الأمم وتزداد وتيرة التعاون بين الدول، موضحا أن السلطنة آمنت وتؤمن دوما بأهمية السلام وتجعله مكوّنا أساسيا من سياستها الخارجية وهدفا نبيلا تسعى إلى تحقيقه في علاقاتها مع سائر الدول وستظل من الداعمين للسلام وثقافة السلام بكل ما يحمله ذلك من قيم ومبادئ نبيلة تشجع على نبذ العنف وعدم اللجوء لاستخدام القوة والسعي إلى حل الخلافات بالطرق السلمية.
وتؤكد الدراسات التاريخية أن سلطنة عُمان خلال سنوات البناء والنهضة المتجددة، قد أسست لقيم ومفاهيم عديدة في إطار التعايش الإنساني وإرساء التعاون الأخوي وعلاقات الصداقة مع الدول والشعوب، عماد ذلك الاحترام المتبادل والمحبة والحرص على المصالح المشتركة، وهذا هو شأن السياسة الخارجية العمانية التي تقوم على هذه الأسس المدركة من التصالح والحب والمودة، فيما يعرف بثقافة السلام.
إن مفهوم ثقافة السلام الذي أكدت عليه السلطنة في كلمة لها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، باتت اليوم جزءا من الإرث العماني الراسخ الذي وإن كان قد تعزز خلال النهضة الحديثة إلا أنه يذهب إلى عمق التاريخ لشعب طالما عرف بهذا الأمر وحمل هذه الرسالة وهو يتواصل مع شعوب العالم حاملا لكافة صور وأشكال التعايش التي تجسر المسافات بين الأمم والشعوب وتجعل الحضارة الإنسانية وحدة واحدة تقوم على نسيج الاحترام وتقدير الآخر مع حفظ الخصوصيات لكل طرف من الأطراف.
وما من شك أن السلطان هيثم بن طارق، قد أكد في خطابه في 23 فبراير الماضي على أن رسالة عُمان للسلام «ستظل تجوب العالم حاملة إرثا عظيما وغايات سامية، تبني ولا تهدم، وتقرب ولا تباعد»، وهو ميراث كبير ومهم يحرص عليه العمانيون أشد الحرص لأنه نتج عن تجربة حضارية تحمل عنوان السلام.
ووفقاً لتقارير دولية أنه عند الحديث عن السلام وثقافة السلام بسلطنة عُمان، ثمة مجموعة من العناصر والأمور الكلية والمتكاملة التي تعمل في وفاق متحد، من عنصر التاريخ والموروث إلى السياسة قديمها وحديثها إلى المؤشرات الدولية التي ترصد وتقيم أوضاع الدول في مسائل عديدة، كما في مؤشر الخلو من مخاطر الإرهاب الذي تصدرته السلطنة بمعدل صفر، ولسنوات متتالية، كل هذه الأمور تعطي بلا شك نسيجا متصلا يؤكد على ما هو قائم فعليا.
كما تؤمن سياسة السلطنة الخارجية بحاجة العالم إلى الألفة والتكامل في المجالات الاقتصادية والمعرفية بحيث تتحقق الفائدة للجميع من خلال الصلات الطيبة والإنسانية، لبناء عالم أكثر أمانا واستقرارا وتعايشا.