إيناس مقلد – الوكالات:
أعاد جزء من دول أوروبا فتح متاجره أمس مع تراجع حدة انتشار فيروس كورونا المستجد في حين منعت لوس أنجلوس في الولايات المتحدة حيث الوباء مستعر غالبية التجمعات العامة والخاصة.
وقالت السلطات في كبرى مدن ولاية كاليفورنيا: «كل التجمعات العامة والخاصة لأفراد لا ينتمون إلى أسرة واحدة محظورة باستثناء المراسم الدينية والتظاهرات» لفترة ثلاثة أسابيع على الأقل حتّى 20 ديسمبر.
وعلى الجانب الآخر من الأطلسي، يسجل الوضع على العكس تحسنا، ما يدفع السلطات إلى تخفيف بعض القيود. فأعادت كل المتاجر فتح أبوابها في فرنسا أمس ما يجعل التجار يتنفسون الصعداء مع اقتراب عيد الميلاد.
وقالت صوفي باتو مديرة متجر ألعاب في فيلنوف-داسك في شمال البلاد: «نحن سعداء للغاية». ويمكن للمتاجر أن تفتح أبوابها حتى الساعة 21:00 فقط بسبب حظر التجول مع احترام بروتوكول صحي صارم.
في بولندا، أعيدت المراكز التجارية فتح أبوابها أمس. في المقابل سينتظر الإيرلنديدون والبلجيكيون حتى الثلاثاء لتفتح المتاجر مجددا، إلا أن تراجع الوباء في هذين البلدين يتأكد.
وقال رئيس الوزراء الإيرلندي عبر هيئة «أر تي إي» العامة: «نجحت جهود كل واحد منا وتضحياته. وأنقذت أرواح بشرية».
واعتبارا من اليوم، سترفع ثلاث مناطق إيطالية جديدة القيود ما يسمح للمتاجر غير الأساسية بإعادة فتح أبوابها. لكن في مناطق لومبارديا (شمال) وبييمونمتي (شمال غرب) وكالابريا (جنوب) ستبقى المطاعم والحانات مقفلة كما الحال في فرنسا وبلجيكا.
إلا أن القارة الأوروبية برمّتها لم تتخلص بعد من الوباء. ففي ألمانيا التي سجلت أداء حسنا في إدارة أزمة كوفيد-19 ستبقى القيود سارية حتى مطلع يناير.
وفي قبرص، قررت السلطات تمديد ساعات حظر التجول اعتبارا من يوم غد. أما في تركيا ففرض حظر تجول بحسب العمر اعتبارا من يوم أمس. أما في بريطانيا فستشدد ويلز القيود المفروضة على الحانات والمطاعم للحد من انتشار الفيروس قبل عيد الميلاد. وأتى ذلك بعد إغلاق جديد قررته أيرلندا الشمالية وعودة إنجلترا إلى نظام إنذار من ثلاثة مستويات.
إلا أن ذلك لا يعجب كل البريطانيين. وأصبحت مصففة شعر قرب برادفورد في شمال إنجلترا رمزا لمناهضي الإغلاق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، باستنادها إلى «ماجنا كارتا»، الوثيقة التاريخية المؤسسة للديمقراطية الحديثة في بريطانيا. وفرضت عليها غرامة متراكمة قيمتها 17 ألف جنيه إسترليني لأنها أبقت صالونها مفتوحا رغم قرار إغلاق مدة أربعة أسابيع اعتبارا من مطلع نوفمبر في إنجلترا.
وسجلت حوالي 61 مليون إصابة بكوفيد-19 رسميا في العالم منذ بدء الجائحة توفي منهم أكثر من 1.4 مليون شخص.
وسجلت المكسيك يوم الجمعة عددا قياسيا من الإصابات في غضون 24 ساعة تجاوز للمرة الأولى 12 ألفا في يوم واحد.
وتبقى الولايات المتحدة أكثر البلدان تضررا على صعيد الوفيات مع 264 ألفا و823 حالة.
وأدى مرض كوفيد-19 يوم الجمعة إلى تراجع المشاهد الاعتيادية للجموع الغفيرة التي تنتظر في طوابير أمام المتاجر في يوم الحسومات الكبير «بلاك فرايداي».
وأتى الإقبال هذه السنة عبر الانترنت خصوصا. فأنفق الأمريكيون عبر الانترنت الجمعة 6.2 ملايين دولار في الدقيقة أي ما مجموعه 4.5 مليارات وفق تعداد نشرته مساء الجمعة شركة «أدوبي ديجيتال إنسايتس» للمعلوماتية. وقالت الشركة إن «بلاك فرايدي» و«سايبر مانداي» الذي يليه الاثنين المقبل «قد يسجلان أكبر مبيعات عبر الانترنت في التاريخ».
وكانت اليابان بمنأى نسبيا حتى الآن عن الوباء مع أكثر من ألفي وفاة و135400 إصابة وفق الأرقام الرسمية وهي لم تفرض إجراءات إغلاق كما في دول أخرى. لكنها تواجه الآن عددا قياسيا من الإصابات اليومية.
وفي دول أخرى من العالم تستمر كلفة الجائحة الاقتصادية بالارتفاع الشديد. فأعلنت الهند يوم الجمعة تراجعا في إجمالي الناتج المحلي نسبته 7.5% بين يوليو وسبتمبر في الربع الثاني من سنتها المالية لتدخل بذلك في حالة ركود تقني للمرة الأولى منذ استقلالها عام 1947.
وهذه الدولة الآسيوية العملاقة التي سجلت فيها تسعة ملايين إصابة، هي ثاني أكثر دول العالم تضررا من الجائحة على صعيد عدد المصابين بعد الولايات المتحدة.